بورتسودان، – عزة برس
قال مسؤول حكومي رفيع المستوى لـ«سودان تربيون»، الجمعة، إن الحكومة والشعب يريدان تحقيق السلام اليوم قبل الغد لكن “ليس على طريقة المبعوث الأمريكي المتسرعة والفطيرة والتي لا تساعد في تحقيق السلام”.
وكشف المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيريلو خلال لقاء مع مجموعة من ممثلي المجتمع المدني السوداني في العاصمة الكينية نيروبي الأربعاء الماضي، عن خطوة جديدة في المرحلة المقبلة تتعلق بوقف الصراع في السودان، تتعلق بفتح قنوات اتصال مع الاتحاد الإفريقي بشأن استعداده لإعداد وتجهيز قوات للتدخل، بهدف حماية المدنيين في السودان، لكنه امتنع عن الكشف عن الوقت المحدد لذلك.
وفي الوقت نفسه، توقع المسؤول الحكومي أن ينفي المبعوث التصريحات التي أدلى بها قبل يومين حول اتصالاته مع الاتحاد الإفريقي للتحضير لنشر قوات حفظ سلام في السودان.
في حين، رأى “أن المبعوث ربما تحدث عن أمور ليست للنشر، لكن الحكومة تنتظر التأكيد أو النفي وهي قيد دراستها حالياً”.
وانتقد بيريلو خلال لقائه بالمجموعات المدنية الجيش السوداني، معتبرا “أنه أصبح أكثر عدائية وتطرفا تجاه العودة إلى نظام ديمقراطي مدني، ومن الواضح أنه يعمل على إعادة البلاد إلى فترة أخرى من الحكم الدكتاتوري”.
لكن في المقابل، وصف المسؤول الحكومي، تصريحات المبعوث الأميركي المتكررة بأنها متناقضة ومكررة، مؤكدا أنها لم تؤثر على حقيقة ما يحدث في السودان.
وذكر أن تلك اللقاءات والتصريحات التي يجريها المبعوث الأميركي مع مجموعات وصفها بأنها -غير فعالة- كانت إهداراً لجهوده، وفي الوقت نفسه أشار إلى عدم وعيه الكامل بمهمته.
واستطرد: “هناك أمور محددة يعرفها ويستطيع أن يبذل فيها بعض الجهد، لكنه يفضل تجنبها والتركيز على مثل هذه اللقاءات والتصريحات الإعلامية التي لا تفيد كثيراً وأحياناً تضر أكثر مما تنفع”.
وأبدى المسؤول استغرابه مما وصفه بطريقة حديث المبعوث الأميركي وطلبه من الاتحاد الأفريقي الاستعداد، وأضاف: “يبدو الأمر وكأن الاتحاد الأفريقي يتبع أوامره كمبعوث خاص، ولم يذكر حتى أن الحكومة الأميركية تتحدث وكأنه هو الذي يعطي التعليمات للاتحاد”.
وشدد المسؤول الحكومي السوداني، على أن منظمة الاتحاد الإفريقي القارية لها استقلالها وميثاقها ومنهجها، مؤكداً أن الحكومة السودانية تتفق على أنها تعمل وفق ما تمليه المصلحة الأفريقية.
ولفت إلى زيارة وفد من مجلس السلم والأمن الإفريقي إلى بورتسودان أمس الخميس ومباحثاته مع المسؤولين.
وأوضح أن تصريحات المبعوث الأميركي على هذا النحو تحرج الاتحاد الإفريقي وتجعله يبدو وكأنه يتلقى تعليمات من خارج القارة ومن شخص مثل المبعوث الأميركي أو حتى الحكومة الأميركية التي لا تربطها علاقة مؤسسية بالاتحاد الأفريقي.
وفي السياق نفسه، اعتبر المسؤول الحكومي أنه كان من الأفضل للمبعوث الأميركي أن ينتظر حتى موعد زيارته للسودان ويلتقي بالمسؤولين ويستمع إليهم.
وأكمل: “لقد تحدث كثيراً في الفترة الماضية في اتجاهات مختلفة وبأفكار متناقضة ومربكة، وحان الوقت له أن يستمع ويفهم ما يحدث في السودان ويبذل الجهد للمساعدة”.
وأوضح المسؤول أن الإشارة التي أطلقها حول عدم تأثر موقفه بالانتخابات الأميركية لا علاقة لها بما يحدث في السودان.
وتابع: “هذه إشارة غير مباشرة لأنه يشعر بأنه تحت ضغط الوقت ويريد أن يفعل شيئاً يساعده في الحفاظ على موقفه سواء انتخب الحزب الديمقراطي أو الجمهوري، وهذا لا يساعد كثيراً في مسألة تحقيق اختراق