يتوجه الى نيويورك اليوم.. البرهان في الأمم المتحدة.. مشاركة للتاريخ. . الرئيس سيلتقي وزير الخارجية الأمريكي لبحث فرص السلام .. خطاب القائد سيفضح المجازر التي ارتكبها التمرد بحق المدنيين
المشاركة تأكيد على سيادة السودان ودور حكومته الشرعية بالمجتمع الدولي
تقرير_ محمد جمال قنـــدول
يتوجه رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة إلى نيويورك اليوم (الثلاثاء)، وذلك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الموسومة بالرقم 79 ، والتي تعد الظهور الثاني للجنرال بعد اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل، وينتظر أن تحظى مشاركته باهتمام محلي وإقليمي ودولي، لا سيما عقب تطورات الأوضاع بالبلاد والتي ينتظر العالم أن يطلع على تفاصيلها عبر خطاب رئيس مجلس السيادة، بجانب المباحثات الثنائية التي سيعقدها مع قادة ورؤساء الدول المشاركين بالمحفل الأممي الكبير.
لقاءات ثنائية
ويخاطب رئيس مجلس السيادة العالم بعد غدٍ (الخميس) في خطابٍ مرتقب بأن يحظى بمتابعةٍ عالية.
المشاركة الثانية للرئيس في المحفل تحظى بأهمية كبيرة لكونها ستُطلع قادة العالم على المشهد ووضعهم في الصورة بشكل أكثر وضوحًا.
ويرى مراقبون، بأنّ خطاب البرهان هذه المرة سيتركز على فضح انتهاكات التمرد والمجازر التي ارتكبها بحق المدنيين، فضلًا عن الإشارة للتورط الإقليمي ودعم دول لهذه المجموعة الإرهابية مع الإشارة إلى أنّ تواجد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان للمرة الثانية في اجتماعات الأمم المتحدة بعد الحرب تبرز أهميتها في أنها تأتي بعد اندلاع الحرب بعام و٥ أشهر وسط إصرار التمرد على عدم الجنوح للسلم وارتكاب الجرائم الإنسانية بحق الأبرياء، مع مد الحكومة السودانية لجسور السلام والتفاوض ولكن وفق شروط ومخرجات اتفاق جدة.
وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ(الكرامة) بأنّ الرئيس سيعقد اجتماعاتٍ مع رؤساء عدد من الدول على هامش المشاركة، بجانب لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي لبحث فرص السلام بأزمة البلاد.
الدبلوماسية الرئاسية
ويقول الإعلامي والمحلل السياسي مجدي عبد العزيز إنّ هذه المشاركة والتي تعد الثانية بعد الحرب برئاسة الرئيس البرهان، ومن البديهي أنّه تأكيد على سيادة السودان ودور حكومته الشرعية بالمجتمع الدولي..
ومن جانب آخر يرى مجدي بأنّ السودان يواصل في الدفاع عن كيان الدولة بعد محاولة اختطافها نتيجة لتمرد ميليشيا الدعم السريع المدعومة من قوى خارجية تستهدف انتزاع قرار السودان السياسي والاقتصادي، مشيرًا إلى أنّه من المأمول أن يحقق مشاركة السودان هذه المرة اختراقٌ كبير في ملف الحرب والسلام بحكم التدخل الواضح من بعض القوى الدولية بالشأن السوداني.
ويضيف محدّثي بأنّ كل المؤشرات تنبئ بنجاح الدبلوماسية الرئاسية في تحقيق إنجازات مهمة على صعيد مجابهة وكفكفت التدخلات الخارجية، وقد سبق هذه الدورة تحركات سودانية مع حلفائه والدول المؤثرة والمفتاحية لصناعة القرارات الدولية.
ويواصل عبد العزيز في معرض الطرح ويقول إنّ حجم التدخل الدولي بات واسعًا في إشعال الحرب بعد أن كان التضليل والتغبيش هو سيد الموقف، وأتت دلائل هذا الوضوح من تقارير المنظمة الدولية وكذلك أجهزة الإعلام الغربية مما جعل الطريق واضحًا بوضع الحلول لأزمة الحرب وعلى رأسها المطالبة بوقف الدعم للميليشيا بالسلاح والعتاد والمرتزقة، وكذلك السودان يرسم بوضوح خريطة مستقبل علاقاته الدولية على قاعدة تبادل المصالح مع حفظ سيادة البلاد.
وتوقع الأستاذ مجدي بأن يساند السودان حلفائه من الدول الصديقة والشقيقة التي اتضحت لها معالم هذا التدخل، مع العلم بأنّ بعض الدول الأوروبية قد أحست بالخطر المحدق الذي يمس الأمن العالمي والإقليمي المتمثل في انفلات الهجرة غير الشرعية، وكذلك ظهور بوادر استغلال الجماعات الإرهابية لبيئة الحرب في السودان والانتقال لمناطق أخرى في العالم وخاصة أوروبا.