بورتسودان- عزة برس
دعت مجموعة الأزمات الدولية، ممثلي حكومة جنوب السودان والمعارضة إلى اغتنام منبر نيروبي من أجل التوصل لاتفاق سلام جديد أو تمديد الاتفاق الحالي.
وقالت المجموعة في تقرير تلقته “عزة برس”، إن عدم وجود إشارة إلى أن جنوب السودان مستعد أو قادر على تنظيم انتخابات في ديسمبر المقبل يعني أن هناك مساريْن نحو تجنب أزمة كبرى: إما أن يتفق الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار على خريطة طريق جديدة، وإما يتوصلان إلى اتفاق في المفاوضات الحالية بشأن تمديد اتفاق 2018.
وأضاف تقرير المجموعة “في أبريل 2019، كان هناك اجتماع في الفاتيكان، حيث ركع البابا فرانسيس وقبّل قدمي سلفاكير ومشار، إلى جانب ثلاثة نواب آخرين للرئيس، كان البابا يضغط على هؤلاء القادة من أجل السلام”.
ومع ذلك، يقول التقرير إن هذه المحادثات انهارت في نهاية المطاف في مارس/آذار 2023، مما دفع الرئيس سلفاكير إلى مطالبة كينيا في ديسمبر/كانون الثاني الماضي بتولي المسؤولية واستئناف المفاوضات.
واستجاب الرئيس الكيني وليام روتو باختيار الجنرال المتقاعد لازاروس سومبيو، الذي توسط في اتفاق السلام الشامل في عام 2005 والذي أنهى الحرب الأهلية الطويلة في السودان ومنح جنوب السودان استقلاله، لقيادة العملية.
وتمثل حكومة جنوب السودان في المحادثات كافة الأطراف في حكومة الوحدة الوطنية، ويرأس وفدها المبعوث الرئاسي الخاص ألبينو ماثيم أيويل.
ويتكون وفد المعارضة بالمنفي بدوره من مجموعات لم توقع على اتفاق السلام لعام 2018، ويسعى قادتها إلى العودة إلى البلاد.
ومن بين هؤلاء باقان أموم الأمين العام السابق للحركة الشعبية لتحرير السودان، الحزب الحاكم في جنوب السودان الذي يرأسه مجموعة من المقربين من الزعيم الجنوبي الراحل جون قرنق؛ وقائد الجيش السابق بول مالونج الذي قاد تمردا قصير الأمد في عام 2018.
وقال تقرير مجموعة الأزمات الدولية إن مجموعات صغرى أخرى وناشطون في المنفى يشاركون في المفاوضات، رغم غياب توماس سيريلو، أحد زعماء المتمردين الرئيسيين في ولاية الاستوائية الوسطى، بسبب مخاوف على سلامته في نيروبي.
ودعا التقرير المنظمات المدنية في جنوب السودان والقادة الإقليميين والولايات المتحدة والنرويج والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والشركاء الآخرين، إلى الضغط على الأطراف في محادثات نيروبي وجوبا للاتفاق على خارطة طريق عملية نحو الانتخابات في المستقبل القريب.
وقال إن المفاوضات يجب أن تركز على صياغة دستور البلاد الذي طال انتظاره وتمكين شعب جنوب السودان من التوصل إلى اتفاق بشأن نظام الحكم وفصل السلطات ومستوى اللامركزية.
كما دعا إلى دمج قوات الأمن المختلفة في البلاد، وإعداد الإطار القانوني لتوجيه سير الانتخابات، والاتفاق على عملية تسجيل الناخبين وترسيم حدود الدوائر الانتخابية.
وقالت المجموعة “سواء اختارت الأطراف تمديد اتفاق السلام لعام 2018 من خلال المفاوضات في نيروبي أو في أي مكان آخر، فإن أي قرار يتطلب الإجماع لتجنب خلق أزمة سياسية جديدة”.
ودعت رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى المساعدة في بناء هذا الإجماع، ومعالجة مخاوف مشار، فضلاً عن السعي إلى تخفيف المنافسة داخل معسكره بشأن كيفية المضي قدمًا.