تقرير ..تنفست الصعداء بعد تقدم الجيش وتراجع الميليشيا،، أم بـَدَّة تنتفض وتتصدَّى..مواطن: نطالب الجيش بالاستجابة لندائنا برصد حركة الميليشيا المتمردة غرب أم درمان..
احتفاء بطرد الميليشيا، وتأكيد على أهمية الخطوة في إفشال المخطط الدولي..
..
نفرة وسط الشباب للدفاع عن الأرض وحماية العِرض..
تحاملت على معاناتها بانعدام الأدوية وشُحِّ البضائع ونقص الأغذية..
تاور: الضرورة أملت على مواطني أم بدة أن يدافعوا عن أنفسهم..
حذيفة: على الجيش الانفتاح داخل أم بدة وتنظيم حماس هذه القوة الحية..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
احتفى ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو لمواطنين في منطقة أم بدة غرب العاصمة الخرطوم، وهم يتصدَّون لأفراد من ميليشيا الدعم السريع حاولوا التسلل إلى أحد الأحياء، ولكن محاولتهم باءت بالفشل عقب تدخل بعض المواطنين الذين أجبروا الميليشيا على الفرار تاركين وراءهم سيارة مسلحة، قام المواطنون بإشعال النيران فيها وسط تهليل وتكبير وهتافات تندد بانتهاكات الدعم السريع وتمجِّد أم بدة وقدرتها على التصدي للميليشيا المتمردة، وتكبيدها الخسائر في سبيل الدفاع والذود عن الأرض والعرض والممتلكات.
٧أهمية وسيطرة:
ومنذ اندلاع الحرب، وفشل ميليشيا الدعم السريع في الاستيلاء على السلطة وفق ما كان مخططاً له، استهدف المتمردون منطقة أم بدة لأهمية موقعها الاستراتيجي، كمدخل للعاصمة الخرطوم من جهة الغرب حيث وصول الإمداد العسكري واللوجستي الذي كان يسلك طريق الصادرات أم درمان – بارا – الأبيض، وصولاً إلى غرب السودان، فنجحت المتمردون في فرض سيطرتهم على أجزاء واسعة من منطقة أم بدة في شمالها وغربها في مناطق دار السلام سوق ليبيا وقندهار، حيث اتخذت ميليشيا الدعم السريع من هذه المناطق منصةً تنطلق منها عملياتها الموجهة بالتدوين المباشر نحو سلاح المهندسين، وبعض مناطق أم درمان القديمة.
فتنة وفساد:
وعاثت مليشيا الدعم السريع فساداً كبيراً في منطقة أم بدة بقتل وتجويع وتشريد المواطنين الأبرياء والعزل، واجتاحت عدة أحياء في أم بدة بمساعدة متعاونين من شباب أم بدة من ذوي النفوس الضعيفة الذين تم شراؤهم بالمال لينخرطوا في صفوف الميليشيا المتمردة، أو يكونوا مرشدين، يقودون الدعم السريع إلى منازل الضباط وضباط الصف والجنود، سواءً الذين مازالوا ملتزمين بتأدية الخدمة في صفوف المؤسسة العسكرية أو الشرطية، أو أولئك الذين تقاعدوا، فأدى ذلك إلى اغتيال عدد منهم واقتياد بعضهم إلى معتقلات الدعم السريع.
ثمار اقتران الجيش:
وبعد عملية الاقتران الناجحة للقوات المسلحة في منطقة كرري العسكرية مع القوات المرابطة في سلاح المهندسين منتصف شهر فبراير 2024م، وإدخال عدد من الشاحنات المحملة بالإمداد والعتاد العسكري، بدأت أم بدة تتنفس الصُعداء، وتسري في جسدها بعضٌ من عافية التخلص من ميليشيا الدعم السريع التي تراجعت وانحسر مدها عن بعض مناطق أم بدة في ظل الضربات الموجعة التي كانت تتلقاها من الآلة الحربية للقوات المسلحة المسنودة بعمليات نوعية كانت تنفذها قوات العمل الخاص التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.
تجييش المواطنين:
وأدى هذا الحراك العسكري المتسارع الذي انتظم منطقة أم درمان القديمة، إلى تحفيز لجان المقاومة الشعبية بأم بدة ليعززوا من تحركاتهم وينتظموا في دوريات من أجل التصدي لمحاولات ميليشيا الدعم السريع وأعوانهم من المتفلتين ( الشفشافة)، ويصف الخبير الأمني والاستراتيجي الفريق دكتور جلال تاور في إفادته للكرامة هذه المواقف بالمهمة والتي تؤكد رفض مواطني أم بدة وجود ميليشيا الدعم السريع في أي مكان، مؤمناً على أهمية تجييش المواطنين ليكونوا جاهزين مثلما كان يحدث في عهد الدولة الإسلامية الأول حيث لم يكن يوجد جيش بالمعنى المفهوم وإنما يتم استنفار الجميع، فيخرجوا خفافاً وثقالاً لمواجهة العدو وخوض المعركة دفاعاً عن أنفسهم، ونوه الفريق جلال تاور إلى بعض التعقيدات الماثلة في حرب الكرامة الوطنية وهي أن ميليشيا الدعم السريع كانت موجودة بين المواطنين سكناً ومعيشة، وعندما فشلت في استلام السلطة حوَّلت أفواه بنادقها من الجيش إلى صدور المواطنين الأبرياء العزل، وارتكبوا في حقهم أبشع الجرائم ومارسوا أفظع الانتهاكات، قتلاً واغتصاباً ونهباً وتجويعاً وتشريداً قسرياً، مما يتطلب من المواطنين بعد مضي عام ونصف أن يدافعوا عن أنفسهم خاصة بعد أن تشكَّل الوجدان السوداني الرافض لوجود هذه الميليشيا والتعايش معها، مطالباً بالاستمرار في هذا النهج المحمود والشرعي بأن يعدّ المواطنون ما استطاعوا من قوة ومن رباطة جأش لردع الميليشيا المتمردة.
نهج ليس بجديد:
نهج موطني أم بدة في التصدي لميليشيا الدعم السريع ليس بجديد، هكذا ابتدر المتحدث الرسمي باسم التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية الأستاذ حذيفة عبد الله ” أحد سكان منطقة أم بدة” حديثه للكرامة، وأبان أن مواطني أم بدة كانوا منذ بواكير الحرب يتصدون لهذه الميليشيا دفاعاً عن المنطقة التي قال إنها كانت خارج سيطرة الجيش، وتحديداً مناطق شمال وغرب أم بدة ومناطق دار السلام سوق ليبيا، مستعرضاً معاناة أم بدة والحالة الإنسانية الحرجة التي كانت ترزح تحت وطأتها في ظل الفساد الذي كانت تمارسه الميليشيا المتمردة من نقص في الأغذية والأدوية وشح في تدفق البضائع، ودعا حذيفة القوات المسلحة إلى الانفتاح والانتشار داخل أم بدة وتنظيم حماس المواطنين كقوة حية يتم تسلحيها لتقود الواجب الوطني بشكل متكافيء، مترحماً على الشهداء، ومتمنياً عاجل الشفاء للجرحى والمصابين.
استجابة للبلاغات:
وعلى ذات الخطى يمشي الناشط الاجتماعي وأحد الكوادر الشبابية بمحلية أم بدة جماع كوكو كافي، مشدداً على ضرورة أن تهتم القوات المسلحة بتسليح الشباب وتنظيمهم ليواصلوا صمودهم ويستمروا في قيادة المواجهة ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وجدد جماع في إفادته للكرامة ثقة أم بدة بمختلف مكوناتها في القوات المسلحة وقدرتها على دحر ميليشيا الجنجويد، مطالباً الجيش بضرورة الاستجابة للبلاغات التي تصلهم من لجان المقاومة الشعبية في أم بدة بخصوص رصد تحركات الميليشيا المتمردة، منوهاً إلى الموقع الاستراتيجي للمنطقة كمدخل للعاصمة من الجهة الغربية، والذي يُمكِّن من متابعة حركة هذه الميليشيا وإمدادها القادم من جهة الغرب.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد فتحت أم بدة الباب واسعاً أمام الجميع للتصدي بما يستطيعون ومواجهة ميليشيا الدعم السريع، وعلى القيادة العليا للقوات المسلحة دعم هذا التوجه بإعلان التعبئة العامة، ليكون الشعب جيشاً جراراً يواجه ميليشيا الدعم السريع، وهي خطوة ستعرقل مخطط المجتمع الدولي الساعي إلى إيجاد موطئ قدم له في الأزمة السودانية تحت غطاء حماية المدنيين عبر الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو مدخلٌ نبيل لمهمة خبيثة يكون فيها حاميها حراميها.