في زمن مضى أيام كانت هناك دولة مستقرة و كان اهل السودان يقيمون في بيوتهم وكان الواحد منا يقعد و يقوم على (كيفو) في بلده
كانت ظاهرة الإنشقاقات وسط الاحزاب المعارضة والحاكمة لا تتوقف.
وكنا ننقل في صحفنا بإستمرار اخبار إنشقاقاتها تلك
وكانت الأحزاب الجديدة المنشقة لاتجتهد حتى فى تغيير إسمها فتضيف كلمة او كلمتين على أخر اسم حزبها المنشقة عنه
فتحول كل حزب حينها إلى احزاب كثيرة فانشقت من حزب الامة القومى وحده احزابا يصعب حصرها وكلها تلتقى معه فى اول اسمه وتختلف معه في اخرة فجاء حزب الأمة الفدرالى.. وحزب الامة القيادة الجماعية وحزب الامة جناج ام جكو ووووو وهكذا بقية الاحزاب كلها تقسمت فى إطار الصراع حول السلطة ولم يسلم من ذلك حتى الحزب الحاكم الذي إنشق إلى موتمر وطنى و شعبى وتناسلت منهما أحزاب اخرى.
ليغيب كل هذا ويختفي بعد الحرب كما اختفت ظاهرة إعلان كيانات جديدة لتحل محلها ظاهرة الروابط الصحفية بالعاصمة الإدارية بورتسودان مع وجود الاتحاد العام للصحفيين السودانيين ونقابة الصحفيين التى يطلق عليها البعض نقابة البوكو.
فنفاجأ بظهور رابطة للإعلام الالكتروني برئاسة الزميل الصديق الأستاذ السر القصاص ولانعرف كيف ولدت ولا اين انشات ومن حضر جمعيتها العمومية وكل ماعلمنا به انها انشات وصار لها لأفتات وفروع بالداخل والخارج كما تقول .
وبمبدأ ما فيش حد افضل من أخر ظهرت رابطة أخرى باسم رابطة الصحفيين السودانيين برئاسة الزميل الصديق الأستاذ محي الدين شجر والتى قبل ان يملأ الصحفيون استمارات عضويتها أعلنت رابطة ثالثة عن نفسها تحت مسمى رابطة الصحفيين المحترفين برئاسة الزميل الأستاذ طارق عبدالله وقبل ان نعرف عنها شيئا او من بها اعلن الزملاء الاصدقاء الأساتذة عماد دنيا وأحمد قسم السيد وميسون عبد الرحمن عن رابطة جديدة باسم رابطة الصحافة القومية وكل هذا خلال شهرين والساقية لسه مدورة.
ليبعثوا الحيرة وسط الصحفيين الذين لم يحضروا اجتماعات التكوين هنا او هناك برغم وجودهم ببورتسودان.
ولا يعرفون الفرق بين هذه وتلك انه تشتيت الجهود غير المحمود في وقت نحتاج فيه إلى وحدة الصحفيين والى كيان واحد يقف لمعالجة مشكلاتهم وهم يعانون التشرد و يمارسون مهنتهم في ظروف قاسية ….بعضهم يقيم داخل دور الإيواء وبعضهم لايجد ماوى وبينهم المريض الذي لايجد العلاج وغيرها من الظروف القاسية التي يعيشونها.
انني ليس مع هذه او تلك او اي منها فكلهم زملاء مهنة نقدرهم فقد جمعتنا المهنة لسنوات طويلة في دور مقارها وملتقيات المناشط.
وكنت اميناً للتنسيق والمتابعة بالاتحاد العام للصحفيين في عهد د. محي الدين تيتاوي طيب الله ثراه.
إلا ان ما يحدث حالياً يصعب حتى من مهمة الحكومة في التعامل مع الصحفيين … مع من تتعامل لخدمتهم وهم ياتونها بعدة واجهات.
كماتصعب في مهمة الصحفيين فى الانضمام الى هنا او هناك .
فمن المستفيد من هذه الصراعات والتشتت والحيرة؟ وهل الاتحاد العام للصحفيين بمقدوره ان يوحدها بعد أن انفتحت الشهية ؟ وهناك معلومات عن رابطة جديدة قادمة.
أنني اقدر كل النوايا التى دعت الزملاء لانشاء هذه الروابط ولكن المرحلة تقتضى التوحد وايقاف التشتت خدمة للصحافة والصحفيين اتمنى أن يحدث ذلك.
وقد قالها الرئيس البرهان في لقائه بالصحفيين الموجودين ببورتسودان : انكم تشتكون من مقابلتنا لزملائكم الذين يأتون من الخارج والفرق أنهم يأتون ويطلبون لقائي بكل مجموعتهم اما انتم فياتي كل واحد ويريد أن يكون اللقاء معه بمفرده.
حاشية:
ان الظروف التى تعيشها البلاد ومشكلات المهنة والصحفيين بحاجة للوحدة لا التفرق.
تابى الرماح اذا اجتمعن تكسراً واذا افترقن تكسرت احادا.