تقرير

أيام في حياة مواطنين … بين البقاء والرحيل (5)

سونا / عزة برس

الحرب التي اندلعت في الخرطوم في أبريل من العام ٢٠٢٣ بين الجيش ومليشيا الدعم السريع المتمردة وامتدت لعدد من الولايات أثرت أيما تأثير على المواطنين كافة في المناطق المتأثرة بالحرب حيث كان تأثيرها مباشرا على المواطنين لأن مليشيا الدعم السريع استهدفت المواطنين في مساكنهم وموطنهم ولعكس تأثير هذه الحرب على المواطنين ومعاناتهم بين البقاء والرحيل تواصل (سونا) نشر سلسلة حلقات يحكي فيها مواطنين معاناتهم بين الرحيل والبقاء بمناطقهم .
في الحلقة (5) تروي المواطنتان (ن خ م ) و (ف خ) قصتيهما ومعاناة البقاء في الخرطوم تقول المواطنة ن خ م :
لم يكن نشوب الحرب متوقعا ولم أكن أتوقع معايشتها أنا وأسرتي كواقع .. وأي حرب.. الحرب التي عيشناها عشنا فيها مخاوف عدة فنحن نعيش في دائرتها وأحداثها ونتائج أحداثها ليست بعيدة عنا .
عشنا داخل دائرة الحرب ولا زلنا نعيش حياة مليئة بالمخاوف …أصوات القصف المدفعي والتدوين تصم آذاننا في كل لحظة ونتوقع في كل لحظة أن يسقط من بيننا ضحية أو ضحايا نتيجة القصف والتدوين ونخشى ما نخشى المرض والبحث عن رحلة علاج في مثل هذه الظروف ، فظللنا ندعو المولى عز وجل أن يمن علينا بالصحة والعافية حتى لا نضطر للخروج في أي لحظة بحثا عن العلاج .
أقسى شعور ينتابك عندما لا تتمكن من توفير السلامة والأمان لصغارك فتضطر لأن تخبئهم خلف جدران المنزل أو تحت السرائر خوفا من الموت أو الإصابة .
عشت واولادي هول القصف والتدوين وهو أمر غير مألوف فالأصل أن تتوفر للأسرة أقل مقومات الأمن والأمان.
وازدادت معاناتنا وعذابنا بانقطاع التيار الكهربائي وقطع المياه لأيام الأمر الذي يزيد المعاناة ويزيد الإحساس بالبؤس والكآبة وننتظر لفترات حتى يتوقف القصف المدفعي والتدوين ونسارع للخروج بحثا عن الماء.
عشنا الحرب كواقع مرير ووسط كل هذه المعاناة تسمع اخبارا مفجعة موت أو إصابة جار أو قريب أو صديق تأتيك أخبار الموت وانت تعاني حزن واوجاع الحرب.. فيها
ظروف وتأثيرات الحرب عانينا فيها من كل المآسي والفواجع ، عاني زوجي مضاعفات مرض السكري نسبة لعدم توفر الغذاء والدواء.
عانيت واسرتي رهق النزوح لأشهر وعانينا ما عانيننا من أهوال الطريق وتكاليف السفر ولكننا عدنا لمنزلنا بولاية الخرطوم ، عندما هدأت الأمور نوعا ما وذلك رغم خطورة الأوضاع والتدوين بين الحين والحين وما جعلنا نعود بعد الهدوء النسبي ارتفاع تكاليف الايجارات الباهظة والتي اثقلت كاهلنا حيث أنني وزوجي موظفين عانينا توقف صرف الرواتب لفترة أربعة أشهر فأثقل ذلك كاهلنا المثقل اصلا بالديون.. وحيث ان رب الأسرة معلم لم يتم صرف رواتبهم لثمانية أشهر ، كنا نقتات وجبة واحدة أنا وأسرتي التي تتكون من سبعة أفراد بينهم أطفال عشنا أياما صعبة صارعنا فيها الحاجة واحيانا سهر الليالي جراء انقطاع الكهرباء والماء وانتشار البعوض..
ونشعر حاليا بتحسن نوعي في الخدمات .
الحرب حياة مخيفة صعبة شاقة تتوقف فيها كل مظاهر الإنسانية وترسم الحزن والرهق على الجميع.. لذلك أتمنى من كل قلبي أن تتوقف الحرب ونبدأ حياة جديدة آمنة ومستقرة ..
وقالت (لسونا) (ف خ) وهي تروي معاناتها جراء الحرب : أنا موجودة بالخرطوم ولم أغادرها منذ بداية الحرب حتى الآن ولكني تنقلت من مكان لمكان حيث أني أسكن جنوب أم دم درمان خرجنا من دارنا في اليوم الرابع للحرب بأمر من المليشيا المتمردة خرجنا من منزلنا واستقرينا بغرب أم درمان وكان الوضع مستقر نوعا ما وبعدها غادرنا بعد أن انعدم الامن والأمان بهذه المنطقة غادرنا إلى شمال أم درمان .
الخروج من بيتك إلى مصير مجهول ليس أمرا سهلا والعيش في ظل الحرب ليس بالأمر اليسير .
أكثر المخاطر تكمن في التدوين العشوائي وهو الخطر الاكبر الذي يواجه المواطنين والرصاص الطايش أيضا .
الحصول على متطلبات الحياة أصبح ليس صعبا بالنسبة لي نسبة لوجودي بمنطقة آمنة نوعا ما مع توفر عدد من الاسواق ووجود بعض محلات بيع الخضار والعودة التدريجية للحياة الطبيعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *