العالم

كيف سيؤثر الحادث على حظوظ ترامب وبايدن في السباق الرئاسي؟

سياسة ملفات الارتباط

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار

وكالات / عزة برس

أدت محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى تزايد المخاوف من تصاعد العنف السياسي في الولايات المتحدة، الذي قد يهدد بمزيد من التوتر مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وعلى الصعيد الدولي والعربي، أثارت محاولة اغتيال ترامب موجة من الانتقادات مع التأكيد على التضامن معه ورفض كل أنواع العنف والتحريض ضد المعارضين.

أما داخليا فقد تعالت الأصوات التي تؤكد على رفض كل أنواع العنف وخطاب الكراهية والتحريض حتى من معسكر الديمقراطيين المنافس له في الانتخابات وسط توقعات بأن تؤدي هذه المحاولة إلى زيادة شعبيته بشكل كبير خلال الفترة المقبلة ليس فقط بين مؤيديه ولكن أيضا بين فئة المترددين من الناخبين.

في هذا السياق، صرّح الدكتور عامر فخوري، الخبير في الشؤون الدولية، خلال مشاركته في حوار مع غرفة الأخبار على قناة سكاي نيوز عربية، بأن الأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة تُعد زلزالاً انتخابياً وتعتبر غير مقبولة ديمقراطياً في جميع الديمقراطيات حول العالم.

ومع ذلك، أشار فخوري إلى أن هذا الزلزال يميل لصالح ترامب على حساب بايدن، لا سيما إثر المناظرة التاريخية بينهما. ويضيف بأن محاولة اغتيال ترامب الفاشلة قد تسرع من وصوله إلى البيت الأبيض بشكل أكبر.

لم يكن أكثر الجمهوريين المتفائلين والمؤيدين لدونالد ترامب يتوقع أن تسير الأمور بهذا القدر من السلاسة لصالحه.
تشير الظروف الحالية بوضوح إلى تفوق موقف ترامب، وذلك بدرجة لم يكن حتى جو بايدن نفسه يتوقع الوصول إليها.
أكد الرئيس بايدن، الذي كان ولا يزال من أبرز المعارضين للرئيس السابق ترامب، في عدة مناسبات بأن العنف مرفوض بشكل قاطع في الولايات المتحدة وأنه لا ينبغي أن يكون له مكان ضمن العملية الانتخابية.
تشهد الساحة الأميركية ارتفاعا في حدة التوتر وزيادة التصريحات العدائية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. هذه التصريحات غالبًا ما تنطوي على عبارات مليئة بالكراهية من الجانبين.
ما حدث قد يكون متوقعًا في ضوء التوتر المتزايد خلال العملية الانتخابية، حيث وصل الأمر إلى أن العديد من المراقبين توقعوا وقوع مثل هذه الأحداث.
لم يكن أحد يتوقع أن تتصاعد الأمور في الولايات المتحدة إلى حد الاغتيال.
تصريحات أعضاء الحزب الديمقراطي والرئيس بايدن الحازمة حول منع وصول ترامب إلى السلطة بكل الوسائل الممكنة باعتباره تهديداً، أثارت الكثير من النقاش والجدل.
ما حدث يأتي في وقت حرج للغاية بالنسبة للولايات المتحدة، خاصة أنها على بُعد عدة أيام من انعقاد المؤتمر العام للحزب الجمهوري.
توقيت هذا العنف السياسي يحمل في طياته تأثيرات وتداعيات مؤكدة.
ليست المرة الأولى التي تحدث فيها عملية اغتيال، إذ جرت سابقاً عمليات قتل أو اغتيال لأربعة رؤساء أميركيين. كما تعرض آخرون لمحاولات اغتيال متعددة.
واجه دونالد ترامب ثلاث محاولات اغتيال خلال فترة رئاسته بين عامي 2016 و2020.
العنف السياسي أصبح سمة مهيمنة في المشهد الانتخابي بالولايات المتحدة. وبالرغم من أن آخر عملية اغتيال أو محاولة اغتيال تعود إلى عام 1981 مع الرئيس رونالد ريغان.
يجب ان تواجه ظاهرة الاغتيال وأن تؤخذ بجدية سواء من قبل الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري.
هذه الصورة السلبية التي ترسمها الولايات المتحدة على الصعيد العالمي لا تعكس الحقيقة التي ينبغي تقديمها. من الضروري وضع حد لهذا العنف السياسي المؤسف.
العنف السياسي مرفوض تمامًا ويجب ألا يتم تشجيعه بأي شكل من الأشكال.
على الناخب الأميركي ممارسة حقه الديمقراطي بالتوجه إلى صناديق الاقتراع، فهذه الصناديق هي الأداة التي تُعاقب بها مَن أقدموا على استخدام العنف ضد ترامب.
لم تعد البيئة الانتخابية للأسف تعكس الصورة المثالية التي نطمح لرؤيتها خلال الحملات الانتخابية.
على الرغم من صدور 34 حكمًا بالإدانة، يستفيد ترامب من الأحداث الأخيرة، بما في ذلك قرار المحكمة العليا الأميركية الذي حصّن الرؤساء السابقين وأرجأ توجيه اتهام جديد حتى سبتمبر.
غالباً ما تُفضي الظروف إلى تحقيق مصلحة المستهدف بعد كل محاولة اغتيال. وهو ما حدث مع رونالد ريغان، حيث أفضت محاولة الاغتيال التي تعرض لها إلى دخوله البيت الأبيض كرد فعل طبيعي للناخب الأميركي.
غالبًا ما يصور دونالد ترامب نفسه على أنه ضحية، لا سيما من ظلم الديمقراطيين حسب ما يصور، لكسب تعاطف الناخبين.
من المتوقع أن ينسحب بايدن بعد المناظرة الكارثية التي جرت في الفترة الماضية. وعلى البديل المحتمل، سواء كان كامالا هاريس أو أي شخصية أخرى أن يبدأ من الصفر لعدة أسباب.
يتعين النظر عند وجود بديل إلى الدعم المالي الكبير الذي تتلقاه الحملة الانتخابية من المانحين؛ حيث إن هذه الموارد المالية لا يمكن تحويلها بيسر إلى أي مرشح آخر.
يُعَدّ إرث إدارة بايدن، لاسيما في ملف الهجرة غير الشرعية، مسألة لا يمكن تجاهلها بالنظر إلى العدد المرتفع للأفراد الذين دخلوا الولايات المتحدة بصورة غير قانونية. هذه التحديات يبدو أنها تتجاوز قدرة الرئيس الحالي وخليفته على إيجاد حل ناجع لهذه المشكلة.
يتمتع ترامب، كشخصية مثيرة للجدل، بقدرة فريدة على التحكم في المواقف بطرائق غير تقليدية.
استغل ترامب الحادث الأمني لصالحه و حول الغضب الجمهوري إلى سعادة، إذ يمتلك ترامب مهارة واضحة في معرفة ما يجب قوله والسيطرة على الأوضاع بشكل
الوضع الحالي يُبرز بوضوح أن هناك وحدة متنامية في صفوف الحزب الجمهوري وانقسام متزايد في صفوف الديمقراطيين، مما يعود بالنفع بالتأكيد على ترامب.

من جانبه، صرح روب أرليت، الخبير الاستراتيجي الجمهوري والمستشار السابق في حملة ترامب، أن ما شهدته الولايات المتحدة يعد مصدر حزن للأميركيين وللعالم بأسره. مضيفا ان أميركا دولة يسودها السلام وتسعى إلى الازدهار، ولا ينبغي أن تتأثر عمليتها الانتخابية بالعنف.

منذ عام 2015، استمرت الهجمات التي تستهدف دونالد ترامب ومحاولات التقليل من شأنه كشخص.
تصاعد العنف والاستفزاز ضد ترامب قد على مدار السنوات الماضية.
مواصلة الإعلاميين نشر رسائل تنطوي على الكراهية تجاه أفراد محددين وداعمي الرئيس ترامب.
ذكر تقرير في موقع بوليتيكو أن الرئيس بايدن أجرى مكالمة ومن ضمن حديثه أشار إلى ضرورة استهداف ترامب.
أي تصريح يصدر عن رئيس الولايات المتحدة يمكن أن يؤخذ بجدية مفرطة وقد يؤدي إلى عواقب فعلية؛ فمثل هذه التصريحات قد تُنفذ حرفياً.
غالبًا ما كانت تصريحات ترامب تأتي تحت غطاء الشكر لأجهزة الخدمة السرية التي تحميه.
على كل من الحاكم ورئيس البلدية خلال المؤتمر الجمهوري المقرر عقده عدم تأجيج أعمال العنف وضمان سير التظاهرات بشكل سلمي.
الولايات المتحدة هي دولة ترتكز فيها القرارات المصيرية على صناديق الاقتراع والانتخابات المقبلة في نوفمبر ستحدد الفائز وليس أعمال القتل أو الشغب.
مع استمرار التوترات بشأن سياسات الرئيس بايدن المثيرة للجدل، فإن هذا الوضع بلا شك سيعزز فرص إعادة انتخاب الرئيس ترامب لفترة رئاسية ثانية بعد انتخابات نوفمبر.
سيساهم خبر سلامة الرئيس السابق ترامب في توحيد صفوف الجمهوريين، بالإضافة إلى العديد من المستقلين والديمقراطيين الذين يدعمون قيادته حيث يسهم هذا الزخم الإيجابي في تعزيز وحدة الحزب وربما المساهمة في إحداث تغيير إيجابي يعود بالازدهار والسلام للولايات المتحدة والعالم بأسره.

أكد الخبير الاستراتيجي الديمقراطي كريستوفر بروس لغرفة الأخبار أن أجهزة الخدمة السرية والشرطة و المستجيبون والمسعفين قد تعاملوا بالشكل الصحيح مع الحادثة، دون النظر إلى الانتماءات السياسية سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية.

وأضاف أن العنف السياسي غير مقبول بأي حال من الأحوال ويجب ألا يقع أحد ضحية لإطلاق النار. وشدد بروس على ضرورة عدم اللوم على أي طرف باستثناء الشخص الذي قام بإطلاق الرصاص.

ضرورة اتحاد الولايات المتحدة الأميركية كدولة واحدة وعدم تأييد هذا النوع من السلوك.
في الوقت الحالي أميركا بحاجة ماسّة للإصلاحات الحقيقية. هناك أفراد ينبغي عليهم تحمل المسؤولية. ونحتاج جميعاً لدعوة الكونغرس للعمل الجاد بغض النظر عما إذا كنا ديمقراطيين أم جمهوريين.
هناك إجماع بين الأميركيين على أن العنف المسلح يمثل قضية مهمة داخل الولايات المتحدة، مما يستلزم إدراجها على الأجندة الوطنية لحلها.
هذا ليس وقتًا لتبادل اللوم بين الحزبين، ولكنه وقت للتقدم معًا لمواجهة الكراهية المحتملة والقضايا الفظيعة التي تجتاح مجتمعنا مثل السيطرة على الأسلحة النارية والبنادق.
أصدار شخصيات بارزة، كان الرئيس السابق ترامب قد اختارها بنفسه، تصريحات مؤخراً تُشكّك في أهليته لتولي منصب الرئاسة مرة أخرى.
وفي الوقت الذي ينادي فيه بعض الديمقراطيين باستقالة الرئيس جو بايدن كجزء من ممارساتهم الديمقراطية المعتادة، لا ينبغي علينا أن نتجاهل التأثير العميق لتصرفات وسياسات ترامب السابقة على المشهد السياسي الحالي وآفاق المستقبل للبلاد.
يواصل الحزب الديمقراطي التزامه بإصلاح ما يلزم للحفاظ على أمن وسلامة البلاد. وهذا يتضمن جهود رئيس جو بايدن الرامية إلى حماية الولايات المتحدة وإبعاد المخاطر المختلفة. يشمل ذلك أيضًا العمل الجاد للسيطرة على الأسلحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!