في رد على مقال د. مزمل أبوالقاسم.. الهندى عز الدين يكتب: أرجو أن أكون دوماً كما يحب ويحب أخواني في القوات المسلحة السودانية.
التحية والاحترام للأخ والزميل الدكتور مزمل أبوالقاسم على هذه الكلمات الطيبات في حقي.
و أرجو أن أكون دوماً كما يحب ويحب أخواني في القوات المسلحة السودانية.
وفي اعتقادي أن هذا التسجيل وجد قبولاً واسعاً جداً لم يسبقه عليه أي تسجيل أو مقال سابق.
وجدت صداه في مئات الرسائل المشيدة والمشجعة والمحفزة من مواطنين سودانيين وطنيين يرون ما أرى، لكنهم عجزوا عن توصيل أصواتهم ورسائلهم.
قابلني أمس رجل ستيني فيه كل ملامح وجمال أهلي في السودان اوقفني في الطريق وهو يشد على يدي بحرارة ويقول: (كلامك يعبر عننا كلنا كشعب سوداني ، ما قلته حقيقة و واقع .. سر في طريقك وعين الله ترعاك). سمعت مثل هذا الكلام كثيراً منذ الأمس.
هذا هو الرأي العام السوداني الذي وجدته أينما ذهبت ، وأرجو أن تهتم به القيادة العسكرية بعيداً عن التقارير التي تزور الواقع والوقائع، أما ما تقول به قلة محدودة منافقة و ذات غرض ومصلحة في قروبات تعج بأصحاب السلطة والسلطان ، فهؤلاء في خشومهم جراد، وفي أيديهم أغلال.
وكان مزمل ابوالقاسم كتب:
بين الهندي.. والحُباب بن المنذر
لم يكن هناك ما يستدعي القسوة التي تم بها الرد على النقد الهادف الذي وجهه الأخ والزميل الأستاذ الهندي عز الدين لمجريات المعارك الحالية وطريقة إدارتها ببطء عابه على قيادة الجيش، وخوف محمود على أهلنا الأكارم في أرض المحنة وقلب الجزيرة، بعد أن رُوّعوا بأمر أوغاد لا يخافون الله ولا يخشونه.. لم يكن هناك ما يستدعي الرد عليه بغلطة تصل درجة الاستشهاد بمقولة لا يليق ترديدها في وجه أحد أعلى مناصري القوات المسلحة صوتاً وأمضاهم حجة، فالهندي ومهما اختلفنا معه كان وما زال وسيظل من أبرز مناصري جيشنا الباسل في معركة الكرامة، ومن أكثر الذين سلقوا المتمردين ومناصريهم بألسنةٍ حداد، ولا يعيبه أن يراجع قادة الجيش في نهج إدارتهم لمعركة الكرامة، ولا يسوءه أن يطالبهم بسرعة الحسم تقليصاً للكلفة الهائلة لخسائر حرب دفع فيها أهلنا الغالي والرخيص، وفقدوا فيها أغلى وأعز ما يمتلكون.. حرب ضروس أهلكت الحرث والنسل وأذلت الحرائر وروعت الآمنين وحولت الملايين من أهلنا الأكارم إلى نازحين ولاجئين ومشردين، ولنصطحب معنا في معرض تقييمنا لما قاله الهندي موقف الصحابي الجليل الحُباب بن المنذر رضوان الله عليه في غزوة بدر، حين اختار المصطفى صلوات الله وسلامه عليه موقعاً بعينه معسكراً لجيش المسلمين، وسأله الحباب: (يا رسول الله، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه، ولا نقصر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟)، فقال النبي المعصوم صلوات الله وسلامه عليه: (بل هو الرأي والحرب والمكيدة)؛ فأشار على النبي بتغيير موضع معسكره ليحول بين جيش قريش وماء بدر، واستجاب له المصطفى أفضل الخلق أجمعين.
نثق في قدرة جيشنا الهمام على حسم المعركة، ونصطف خلفه بكل قوة انتظاراً للنصر المبين، ولا يعيب الهندي وكل من يطلبون من الجيش سرعة الإنجاز أن يراجعوا وينتقدوا ويقترحوا، لأنهم يفعلون ذلك بقلب الحادب المحب، المناصر الحريص على تحقيق النصر المبين.
د. مزمل أبو القاسم