على قائمة الكبار دوما يقف القائد مالك عقار عندما يخاطب أي جمع وهو ليس سياسي ولا حتى رجل دولة فقط وإنما فيلسوف ثائر- شديد الإطلاع – عظيم التجارب /عميق النظر!
عندما نودي الى عقار ليقول كلمة الختام في ورشة إحكام السيطرة على مورد الذهب والتي نظمتها شركة الموارد المعدنية ببورتسودان – عندما نودي الى عقار للمنصة مضى بعيدا عن موضوع الورشة المحدد وتجاوز كثير مما جاء في كلمات المتحدثين وقفز الى حقيقة مهمة وهي خطر تركيز الدولة والناس على تعدين الذهب مشيرا الى خطل ذلك ومستشهدا بكل ما يوسم الذهب باللعنة سوى من الكتب الإبراهيمية او الحكم الإنسانية رابطا كل ذلك بالسلوك السيء المرتبط بحيازة الذهب !
ان التنقيب عن النفط لعنة والتعدين عن الذهب لعنة ولقد ذهب الأول بالجنوب وذهب الثاني بالخرطوم وهذه المعاني العميقة للقائد عقار تحتاج الى فهم عميق وليس أخذ الحديث على ظاهره وقال عقار ان علينا بالزراعة ففيها الفلاح وقاد لكل الأقوال المأثورة عن فلاح الزراعة وخسران إكتناز الذهب !
الآن علينا أن نركز على الزراعة وعلى موارد سطح الأرض ففيها مخرجا للسودان ولنترك ما في باطن الأرض للأجيال القادمة ومن قبل كنا نحرض الشباب على إغلاق طواحين التعدين في البطانة لأنها مرعى السودان ودعونا قريبا الى طرد المعدنيين من نهر النيل ووقفنا حد السيف لوقف التعدين في جبل عامر وغيرها من مناطق دارفور وقبل كل ذلك رفضنا التعدين في شرق السودان
شكرا القائد عقار فالكلام الكبير لا يأت إلا من الكبار والمواقف العظيمة لا يقفها إلا العظماء وشكرا لك وانت تتحدث دون ان تتلفت طمعا أو خوفا من مافيا الذهب وعلى رأس هذه المافيا الدولة نفسها /شكرا لك فلقد خرب التعدين حياتنا لأنه -دمر الإقتصاد (الزراعة والتجارة والصناعة )ودمر الصحة العامة للبيئة ودمر صحة الإنسان والحيوان ودمر الأخلاق !
اضطررتنا كلمة عقار الأخيرة والقوية في ورشة الذهب ان نبدأ بها وسأعود للورشة وبقية الكلمات في سلسلة من المنشورات –