حقيقة لم اتابع حوار وزير الداخلية الفريق خالد حسان الذى اجرته الزميلة المتمكنة لينا يعقوب بقناة الحدث ولكن الثورة والضجة الكبيرة والاستنكارات التى لحقت بالحوار كانت كفيلة بان تجعلنى ابحث عنه واشاهده عبر الانترنت وملاحظاتى على انه حوار عادى لايستحق كل ذلك الهجوم اللهم الا ان كانت هنالك اجندة تقف وراء ذلك الهجوم لصالح اشخاص بعينهم ، نعم لاحظنا الاضطراب والتأتأة التى بدت على السيد الوزير الا انها لاتخرج عن سياق الرهبة من اول مقابلة على قناة عالمية .
جاءت افادات السيد الوزير واضحة ومتذنة رغم بعض الاسئلة الماكرة التى طرحتها الزميلة لينا والتى دلت على حذاقتها وذكاءها فى محاصرة الضيف ووضعه فى كماشة تجعله (يفرفر) و(يطرش النضيف) .
عبت كثيرا على السيد الوزير انه لم يوضح بجلاء اسباب غياب الشرطة عن المشهد رغم انه شرح باستفاضة اسباب الغياب بطرق قانونية وبطرق علمية صريحة الا ان المحاورة والجماهير الغاضبون الذين صبوا جام غضبهم على الحوار لم يقتنعوا باجابات السيد الوزير والذى هو نفسه فات عليه ان يقنعهم بعبارة بسيطة وهى ان لاوجود للشرطة بمناطق الحرب وان صفتها تنتفى تماما فى اى مكان يشهد حربا ولعلكم تتعجبون من حديثى هذا ولكنها الحقيقة التى غاب على الجميع فهمها .
حسب التعريف العالمى البسيط للشرطة فهى قوة (مدنية) ذات طابع عسكرى من حيث التنظيم والتسلسل الرتبي ومهمتها الاساسية هى حفظ الامن من خلال تطبيق القوانين واللوائح فهى جهاز تنفيذى مهمته منع وقوع الجريمة واكتشافها وبسط الامن خلال ضبط المجرمين والتحفظ على الجناة ، وفى حالة الحرب ينتفى ذلك تماما اذ تعتبر كل القوانين معلقة نسبة لحالة الحرب الطارئة التى يسود فيها قانون الحرب وينحصر دور الشرطة فى تقديم الخدمات فقط ولكن فى نقاط خارج مناطق الحرب والخدمات المقصودة هى خدمات الجوازات والهجرة وغيرها من الخدمات التى يحتاج لها المواطن وتوفرها الشرطة الان .
لاوزير الداخية ولا الشرطة لهم علاقة فى القبض على رموز النظام السابق وجميعكم تعلمون الظروف والملابسات التى قبضوا فيها وفيما يتعلق باعادة القبض عليهم نجد ان الوزير فى حواره لم يخصص رغم اعادة السائلة لسؤالها وتكراره بطريقتين مختلفتين واصرارها على محاصرة الوزير فى الاجابة ولكنه قال ان جميع من كانوا فى السجون سيعاد القبض عليهم فور تمكن الشرطة من التوصل اليهم .
حديثه واضح ان بعضهم شارك فى الحرب مع قوات الدعم السريع وهو مايفسر النهب والسلب الذى شهدته المنازل فبالتأكيد الذين نهبوا لصوص محترفين وخريجى (سجون) وليسوا قوة عسكرية .
الحقيقة تقول ان الشرطة عبد مأمور بصفتها جهة منفذة للقوانين وستعيد القبض على رموز النظام السابق وجميع المساجين الذين أخرجوا ابان الحرب اللهم الا ان صدرت لها التعليمات بوقف التنفيذ وعدم القبض وهنا لاغضاضة طبعا .
نعلم جميعا ان البشير واخوانه لم يفروا حتى بعد فتح السجون لهم ولكنهم توجهوا ومكثوا فى اماكن معروفة للجميع واكدوا بانهم لن يهربوا من البلاد وانهم باقون الى نهاية الحرب وسيعودوا بمحض ارادتهم للسجون متى ما طلب منهم ذلك لذلك نرى ان لاداعى للهجوم غير المبرر على الوزير الذى أجاب أجوبة نموذجية على حوار وبالتأكيد ما كان بامكانه ان يقول غير ذلك .
وبصراااااااحة كدة منصب وزير داخلية ابان الحرب منصب غير مشرف ومرهق ويعتبر تكليف فوق الطافة ولا يتمناه احد الا بضمانات محددة لذلك صفا واسترح .
اترك رد