بالامس كنت قد وعدتكم ووعد الحر دين عليه بان اكشف لكم تفاصيل هامة حول عملية استعادات بيانات السجل المدنى السودانى والنجاح الباهر الذى حققته الشرطة فى هذا الصدد وحتى تكتمل الصورة يجب قبل كل شئ ان تتم الاشادة بالشرطة فردا فردا من اعلى رتبة على قمة هرمها ولآخر رتبة والسبب انها بزلت مجهودا جبارا استطاعت من خلاله حفظ الهوية السودانية وحفظ بيانات الشعب السودانى من التلف بل واستعادتها مرة اخرى .
حينما بدأت الادارة العامة للسجل المدنى نظام التسجيل المدنى كنا نحن نتابع هذا المشروع لحظة بلحظة الى ان اكتمل بغد سنوات وتم تدشينه ونذكر ذلك جيدا ونذكر وقتها ان الشرطة السودانية استعانت بكبريات الشركات من ثلاث دول مختلفة بغرض انفاذ مشروع التسجيل الالكترونى وحفظ الهوية السودانية تمهيدا للحوكمة الالكترونية وتسهيل عملية السيطرة على الدولة والسكان من خلال تحديث التسجيل وتسجيل الواقعات الحياتية وغيرها من الخدمات التى يقدمها هذا المشروع الضخم ولعل تباين الشركات واختيارها من ثلاث دول ومواءمتها شكل ميزة كبيرة لهذا المشروع فكان كل شركة تعمل على محور من المحاور الثلاث التى ارتكز عليها المشروع وهى محور ادخال البيانات ومحور الصورة الشخصية ومحور البصمة العشرية فكان لكل محور من هذه المحاور آليات وتقنيات حديثة تعمل بانسجام وتناغم تام .
منذ اليوم الثانى للحرب ولاكثر من سبعين يوما ظلت رئاسة الشرطة ووزارة الداخلية تبزل مجهود جبار لانقاذ المشروع وانقاذ بيانات الشعب السودانى وظلت الشرطة تعمل فى عدة محاور وأمكنة مختلفة الى ان تمكنت من احداث اختراقات كبيرة واستطاعت ان تنقذ سجل الشعب السودانى كاملا وتمكنت من استرداد البيانات كاملة دون اى خسائر مع الاخذ فى الاعتبار ان مسألة اعادة جمع البيانات واعادة التسجيل مكلفة جدا وتتجاوز تكاليفها المائة وعشرون مليار دولار وهو مبلغ ضخم ولايستهان به ونجد ان الشرطة وفرت كل ذلك على الدولة ونجحت فى عملية الاسترداد رغم المخاطر ومن الاخر كدة الشرطة نفذت اضخم ثلاث عمليات انتحارية بطولية مكنتها من استرداد هذا المشروع الضخم سنفصح عنها لاحقا فالمجال لايتسع لسردها الان ومايهمنا هو ان نطلعكم ونخبركم بان بياناتكم فى الحفظ والصون ولولا ذلك لتعذرت مسألة استخراج الجواز ولأضطر السودان مرة اخرى لاعادة انشاء قاعدة بيانات من مائة وخمس وعشرون تيرابايت بتكلفة جديدة مضاعفة لماذكرناه مسبقا .
الان نحمد الله جميعا ان كل مايتعلق ببياناتكم موجود ولم تمحوه الحرب ونشير الى ان هذه التضحيات لم تتم فى مجال السجل المدنى فحسب بل هنالك عمليات بطولية اخرى اسهمت فى انقاذ قواعد بيانات المرور والجوازات سنغصح عنها فى اعمدة مفصلة فتابعونا .
اترك رد