تقرير

أخطر تقرير من الاستخبارات الفرنسية عن حرب الخرطوم..قوات “حميدتي” تترنح

وكالات / عزة برس

أفادت تقارير عسكرية دقيقة أن قوات الدعم السريع تعرضت لخسائر فادحة في الأفراد والمعدات خلال حربها مع الجيش السوداني في العاصمة السودانية الخرطوم، وأن عدد القتلى والجرحى في الخرطوم بلغ أكثر من (46) ألف مقاتل، بالإضافة إلى فقدان حوالي 80‎%‎ من المعدات القتالية (التاتشرات والراجمات والمدافع المضادة للطيران)، وذكرت التقارير أن الجيش السوداني خاض حرب استنزاف ناجحة ضد الدعم السريع، وأفلح في إنزال خسائر فادحة بها باستخدام سلاحي الطيران والمدفعية الثقيلة وفرق القوات الخاصة سيما في الأسبوعين الماضيين، وأن دخول مسيرات جديدة للجيش فاقم خسائر قوات الدعم السريع، وأشارت التقارير إلى أن قيادة الدعم السريع نفسها لم تنج من الخسائر بدليل فقدانها لعدد مقدر من خيرة قياداتها وضباطها، بمن فيهم الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) المتواري عن الأنظار لقرابة الشهرين، بعد أن ترددت أنباء عن تعرضه لإصابة خطيرة نتجت عن غارة جوية، خضع بعدها لعملية جراحية معقدة أجريت له في مستشفى شرق النيل بالعاصمة السودانية الخرطوم لمعالجة إصابات بالغة تعرض لها حميدتي في أعلى الظهر (أسفل العنق)، وفوق العين اليسرى علاوةً على جرح قطعي عميق في القدم اليمنى أدى إلى بترها، وذكرت بعض المصادر أن قيادة الدعم السريع تكتمت على خبر وفاة حميدتي وأكملت إجراءات دفن الجثمان ليلاً في مقابر بمنطقة شرق النيل يوم 20 مايو الماضي، وذكر التقرير أن التسجيلات الصوتية التي ظهرت مؤخراً تم تسجيلها بتقنية الذكاء الاصطناعي، ولم يصدقها كثيرون، بينما ذكرت مصادر أخرى أن حميدتي حي يرزق، لكنه شبه مشلول، وعاجز عن النطق، الشيء الذي استدعى إخلاءه للعلاج في العاصمة الإماراتية أبوظبي قبل أيام من الآن.

فوق ذلك لقي عدد من كبار القادة الميدانيين للدعم السريع مصرعهم في معارك الخرطوم، ومن بينهم اللواء الركن عثمان محمد حامد (عمليات) الذي تعرض لإصابة خطيرة في قصف جوي استهدف مقر قيادة الدعم السريع جنوب المطار (هيئة العمليات سابقاً)، وتم نقل اللواء عثمان عمليات لمستشفى الرازي بجنوب الخرطوم، حيث قضى نحبه لاحقاً، ومن القتلى اللواء الركن حسن محجوب مدير المكتب الخاص لحميدتي، الذي لقي مصرعه إثر قصف جوي لبناية في حي امتداد ناصر بالخرطوم قبل ثلاثة أسابيع من الآن، ومنهم العقيد حبيب علي حريكة الذي قضى نحبه في مستشفى الشهداء بالخرطوم بحري (علي عبد الفتاح سابقاً)، بعد معركة مع قوات التدريب الفني الكدرو.

علاوةً على ذلك ذكر التقرير أن حوالي نصف القوة المتبقية للدعم السريع تتمركز في منازل المواطنين داخل الأحياء السكنية وترفض المشاركة في القتال، وتفضل الانصراف إلى حياة الدعة والخمول بعد أن امتلكت أموالاً ضخمة بنهب البنوك والأسواق والمؤسسات العامة والخاصة ومنازل المواطنين، وأن قيادة الدعم السريع اضطرت إلى استخدام الشرطة العسكرية لإخراج أفرادها المتمركزين في منازل المواطنين وحضهم على العودة للمشاركة في القتال لتغطية النقص الحاد في الأفراد.

وأشارت التقارير إلى أن قوات الدعم السريع تسعى لتغطية النقص الحاد في أعداد المقاتلين بعمليات تجنيد بالمال في أحياء جنوب الخرطوم، وأبرزها الإنقاذ ومايو، وأن تدريب المجندين الجدد يتم في منطقة جمارك الحاويات بسوبا، وأن نقص الآليات دفع الدعم السريع إلى استخدام السيارات والدراجات النارية المسروقة من المواطنين في القتال.
ولاحظ المواطنون الذين لم يغادروا الخرطوم النقص الحاد في عدد جنود الدعم السريع، مقارنةً بالأيام الأولى للقتال، وأوضح التقرير أن أعداداً مقدرة منهم عادت إلى مناطقها الأصلية في دارفور محملةً (بالغنائم) الناتجة عن عمليات السلب والنهب الواسعة التي مورست في الخرطوم وأنهم رفضوا العودة للقتال خوفاً من التعرض للقتل والإصابة بعد أن ارتفعت معدلات الخسائر البشرية للدعم السريع وضعف العلاج المقدم للمرضى والمصابين، ورصد التقرير أن مرضى ومصابي قوات الدعم السريع يعانون أوضاعاً مأساوية بسبب عدم وجود الأدوية وتواضع الخدمات العلاجية، على الرغم من استيلاء وتوظيف الدعم السريع لعدد من مستشفيات العاصمة مثل الخرطوم بحري وحاج الصافي والمستشفى الدولي في الخرطوم بحري، والراقي والرازي والساحة في الخرطوم، ومستشفى أم درمان التعليمي والمستشفى الصيني والبُلك في أم درمان، ومستشفى البان جديد في شرق النيل

وذكر التقرير أن مجموعة من الأطباء التابعين للجنة الأطباء المركزية يشرفون على علاج مصابي الدعم السريع، وأن عدداً من الأطباء والممرضين يعلمون بمقابل مادي كبير، وتم تخصيص المستشفى الدولي بالخرطوم بحري لخدمة المصابين بتعاون مع مالك المستشفى الدكتور أسامة حافظ، الذي خصص المستشفى بالكامل للدعم السريع، علاوةً على منزلين بجوار المستشفى تم وضع عدد كبير من المصابين والمرضى فيهما، وأن الدعم السريع اضطر إلى الاستيلاء على آليات ثقيلة مملوكة لشركات خاصة، (مثل الظافر العقارية)، لاستخدامها في حفر مقابر جماعية لقتلاه بجوار المدينة الرياضية وأرض المعسكرات والحديقة الدولية والساحة الخضراء، وأمام مستشفيات الرازي والراقي وبجوار شريط السكة حديد المجاور لشارع الهواء في جنوب الخرطوم ، وشمال امدرمان بالاضافة للجثث الملقات في النيل،

على صعيد متصل ذكر التقرير أن قوات الدعم السريع تعاني من نقص حاد في ذخائر والاكل والعلاج الميداني و المدافع المضادة للطيران، بعد أن عوضت النقص في ذخائر الأسلحة الرشاشة بكميات مقدرة حصلت عليها من داخل مقر قوات الاحتياطي المركزي بعد استيلائها عليها في خواتيم شهر يونيو الماضي. والتي هي ايضا اتضح ان نصفها كان زخيرة تدريب خالية من الشلف.

وتفيد التقارير أن قيادة الدعم السريع اضطرت إلى طلب الدعم من خارج الحدود والذي تعامل معه الجيش وتم تحيده بالكامل و سحبت أعداد من قواتها ومعدتها من قواتها المتمركزة في عدة مدن في ولايات دارفور الخمسة وولاية شمال كردفان، الشيء الذي أضعف تلك القوات، وأعاقها عن احتلال مدن كانت تمثل أهدافاً رئيسية للدعم السريع، مثل نيالا والفاشر والأبيض.

وألمح التقرير إلى أن استراتيجية الاستنزاف التي استخدمها الجيش السوداني تسببت في مشاكل عديدة وخسائر ضخمة للدعم السريع، الذي لم يهيء قواته لمعركة طويلة في العاصمة، ومن ضمن تلك المشاكل فقدان السيطرة على القوات، وتشويه الصورة الذهنية لها، وتعدد الاشتباكات بين أفرادها، وكثرة انتهاكاتهم بما فيها الاعتداءات الجنسية باغتصاب النساء، والقتل ونهب المنازل والممتلكات العامة وتدمير البنيات الأساسية للدولة، واشار التقرير إلى أن إفراط الدعم السريع في اعتقال المواطنين تحول إلى كارثة حقيقية عليه، بوفاة أعداد مقدَّرة من المعتقلين في سجون أعدت على عجل، وأن الوفيات حدثت نتاجاً لضعف التغذية وانعدام العلاج، وخلص التقرير إلى أن الجيش السوداني يجهز قواته لمعارك الختام للإجهاز على ما تبقى من قوات الدعم السريع في الخرطوم، مستفيداً من سيطرته على الأجواء وتمتعه بخطوط إمداد مفتوحة مع حاميات في الولايات، وحصوله على أسلحة نوعية جديدة، بما فيها المسيرات، وأن عدد القوات الحكومية في الخرطوم وصل إلى أكثر من خمسين ألفا، يتمركزون في القيادة العامة، وسلاحي الإشارة والنقل وسلاح الأسلحة الكدرو ومعسكر حطاب بالخرطوم بحري، وسلاح المهندسين والقاعدة الجوية وادي سيدنا ومعسكر خالد بن الوليد ومعسكر القوات الخاصة في أم درمان، وسلاحي المدرعات والذخيرة بالشجرة، وقاعدة النجومي الجوية في جبل أولياء، وأن المعارك الختامية ستدور بالتزامن في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان وشرق النيل لمنع قوات الدعم السريع المتبقية في الخرطوم من استخدام أسلوب (الفزع) الذي لجأت إليه في كل المعارك السابقة بنقل القوات من منطقة إلى أخرى بسرعة، وخلص التقرير إلى أن فرق القوات الخاصة التي استخدمها الجيش السوداني في الآونة الأخيرة أوقعت خسائر فادحة بقوات الدعم السريع، وتزامنت مع ضربات جوية مركزة للمنازل والمباني التي يستخدمها مقاتلو الدعم كمعسكرات بديلة للتي تم تدميرها في بدايات الحرب، وذكر التقرير أن انهيار قوات الدعم السريع أصبح مسألة وقت الشيء الذي دفع قيادتها إلى البحث عن مبادرات دولية تستهدف وقف القتال بأي نهج، للمحافظة على ما تبقى من قوات لإنقاذها من الهزيمة المؤكدة والسحق الكامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!