قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي في بيان لها حول خروج قائد الجيش السوداني:
تؤكد المعلومات التي لدينا أن خروج قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد تم بعملية قامت بها القوات المسلحة، وهو أمر جاء متأخرا بعد ما يقارب خمسة أشهر من الحرب التي وصفها قائد الجيش نفسه بأنها عبثية في أول تصريحاته. ويجب ألا نغرق في التخمينات والدعاية والدعاية المضادة التي تزدحم بها وسائل التواصل الاجتماعي، وعلينا طرح السؤال الهام: هل سيستخدم خروجه لدفع البلاد نحو وقف الحرب والسلام، ومعالجة الكارثة الإنسانية ووقف انتهاكات حقوق الإنسان، أم سيستخدم لدعم أجندة الفلول والمضي نحو توسيع دائرة الحرب جغرافيا وإطالة أمدها زمانيا؟
بعد مشاورات أجراها المكتب القيادي للحركة نرى الآتي:
1. قائد الجيش لدى شعبنا معه تجارب مريرة، وقام مدفوعا بدعم من أجندة الفلول ومآربه الشخصية بقيادة انقلاب 25 أكتوبر 2021 ثم دخل في حرب 15 أبريل 2023، بغرض القضاء على ثورة ديسمبر، وفي الحالتين جنى ثمارا مرة، جرت على المؤسسة العسكرية وبلادنا الخراب.
2. لا زالت أمام قائد الجيش فرصة ليحرر إرادة القوات المسلحة من سيطرة الفلول، وهو أمر صعب ومعقد، ولكن متى ما اتجه إليه سيجد الدعم من شعبنا.
3. بعد الخراب الذي لحق بالشعب وبالوطن وبالمؤسسة العسكرية نتيجة هذه الحرب والجرائم التي ارتكبت ضد المدنيين وضد الوطن، فإن الخيار الوحيد هو إنهاء الحرب وإعادة تأسيس الدولة واكمال مهام الثورة وبناء قوات مسلحة مهنية تعكس التنوع السوداني.
4. إن ما يتردد عن عزم قائد الجيش لتكوين حكومة في بورتسودان تحت قيادة الفلول فإنه، حال حدوثه، سيعمق الانقسامات الوطنية، كما سيعمق من تبعية مؤسسات الدولة والقوات المسلحة لمجاميع الفلول، ونقترح على قائد الجيش إجراء مشاورات واسعة مع كل القوى الوطنية والديمقراطية، والعمل على توحيد منبر للتفاوض مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لحل قضية الحرب وتحويل الكارثة إلى منفعة بمشاركة فعلية من قوى التغيير.
5. توسيع دائرة الحرب لن يحسم قضية الحرب حتى وإن أدى إلى تحقيق بعض النقاط هنا وهنالك، فهذه حرب لا منتصر فيها والخاسر فيها هو الوطن، والدرس الرئيسي المستفاد من حروب السودان منذ توريت 1955 وحتى اتفاق جوبا للسلام في 2020 هو إن حروب السودان تنتهي عند مائدة التفاوض.
6. إعادة إنتاج النظام القديم مستحيلة وان تمت غير مجدية، والفرصة أمام قائد الجيش لطرح أجندة جديدة قائمة على التغيير وأجندة الشعب، وتكوين حكومة في بورتسودان قد يؤدي إلى قيام سلطة أخرى موازية كما حدث في بعض بلدان الإقليم، والأفضل هو تسخير كل الطاقات الوطنية نحو الحل السلمي المفضي للانتقال المدني الديمقراطي.
7. أخيرا فإن الواجب الرئيسي على قوى الثورة والتغيير يتمثل في بناء جبهة مدنية ديمقراطية واسعة لإنهاء الحرب وإعادة تأسيس دولة قائمة على المواطنة بلا تمييز واستدامة السلام والديمقراطية والتنمية، وإن الحل في يد الشعب لا في يد غيره رغم التعقيدات.
بثينة إبراهيم دينار
نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي
26 أغسطس 2023