الأخبار

نص خطاب نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار اير

ان بلادنا لا زالت تمر باختبار كبير يهددنا جميعاً ما لم تتوحد كلمتنا وإرادتنا لوضع مصلحة البلاد اولاً بعيداً عن اي مطامع ذاتية او سياسية.

تبدأ خارطة الطريق بالتوصل لوقف اطلاق نار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتحديد مواقع لتجميع قوات الدعم السريع بعيداً عن المناطق المدنية للفصل بين القوات والالتزام بعدم تعريض المواطنين لخطر الاقتتال وذلك حتي تكتمل عملية وضع إجراءات خارطة طريق الترتيبات الامنية لتلك القوات.

ان طريق الانتخابات التي تقوم على أساس الدستور واختيار الشعب السوداني لقيادته يجب ان يكون هو الوحيد لتولي مقاعد الحكم ومسئولية البلاد.

الفترة التاسيسية التي ستعقب ايقاف هذه الحرب، ستكون لانجاز مهام تتعلق بالاصلاح واعادة الاعمار بالاضافة لتهيئة البلاد لممارسة سياسية راشدة تؤسس لبناء الدولة السودانية، وتستهدي بشعارات الحرية والسلام والعدالة التي رفعتها ثورة ديسمبر المجيدة.

اوليات الفترة القادمة:-‎١/ تنزيل ودعم تنفيذ خارطة الطريق لايقاف الحرب وتسهيل كافة عمليات الاغاثة الانسانية وتيسير وصول المساعدات للمواطنين المحتاجين في كل اقاليم السودان.‎٢/ استمرار التواصل مع كافة الاطراف، وهو ما لم ولن اتوقف عنه، للحد من رقعة انتشار الحرب ومنع انتشارها لمناطق جديدة.‎٣/ كذلك اضع في اولوياتي مسألة ضمان انسياب المرتبات للعاملين في الخدمة الحكومية ومجال تقديم الخدمات الاساسية للمواطنين. وهنا لا يسعني الا ان اتقدم بتحية الشكر والاعتزاز والتقدير للاطباء والمهندسين والعمال في قطاع الكهرباء والمياه والمعلمين وغيرهم من الابطال العظماء الذين واصلوا تقديم خدماتهم الهامة لابناء وبنات شعبنا في هذه الظروف القاهرة، وكذلك الشباب والشابات المتطوعين في غرف الطوارئ ولجان المقاومة الذين لم توقفهم مخاطر الحرب من العمل على تخفيف المعاناة وتوفير حوجات المواطنين.‎٤/ كذلك، فانني ساقوم بالتواصل مع القطاع الخاص، اناشدهم هنا بعدم السماح لاقتصاد الحرب بزيادة معاناة المواطنين. وسنتعاون معهم لتسهيل كافة العقبات التي تقف امام استمرار استيراد السلع الاساسية وخصوصاً الادوية والمستلزمات الطبية والمطلوبات الغذائية وغيرها من المستلزمات الضرورية للحياة.‎٥/ وكذلك فان حكومة السودان وقواتها النظامية ستتعامل بحسم مع قضية مراجعة وضع المجرمين الذين فروا من السجون. وندرك ان هذا الامر يشكل تهديداً امنياً بالغ الخطورة، وكذلك ايضا قضية قادة النظام السابق الذين خرجوا من السجون وهي قضية سياسية من الطراز الاول.الشعب السوداني البطل‎ساقوم في الايام القادمة بالاجتماع مع ولاة الولايات المختلفة للعمل على تنفيذ خطة لتسيير دولاب الدولة واستعادة الحياة الطبيعية في البلاد بقدر الامكان. سنحرص على مخاطبة ملف اوضاع مواطنيننا في معسكرات النزوح وكذلك اللجوء في دول الجوار والعالقين في المعابر وهي قضية تناولتها في لقاءاتي الخارجية مع حكومات دول الجوار ومع المانحين للتوصل الي اجراءات لتخفيف المعاناة الواقعة عليهم.

لشعبنا الصامد الذي تكاثرت عليه غوائل الزمان :- لا يسعني الا ان اعتذر لكم عن الفشل السياسي والفشل في تأسيس وهيكلة الدولة السودانية وهو الذي قاد بلادنا الي هذه الهاوية المظلمة ولابد من استعادة معاييرنا السياسية ونبدأ بعملية النقد الذاتي. لقد خبرت بنفسي مأسي ومصائب الحرب لاربعين عاماً من عمري فقدت فيه اهلي واحبابي واعزائي. ولهذا اجدد لكم التزامي بالعمل المستمر وتسخير كافة جهودي وطاقتي من اجل ايقاف هذه الحرب وتقصير امدها وتخفيف آثارها على بلادنا وشعبنا.

‎للقوات النظامية من قوات الشعب المسلحة المؤسسة الوطنية العريقة وهي تقاتل في هذه الحرب ببسالة وجهاز المخابرات العامة السودانية صمام الامن والامان وقوات الشرطة السودانية عين السودان الساهرة التي تؤدي واجبها في صمت برغم الظروف القاهرة و هنا أُثني علي دورهم جميعاً:ان الحرب ستتوقف في نهاية الامر على مائدة التفاوض، وهذه الحرب لها اسباب سياسية متعلقة بتركة الفساد وسوء ادارة التعددية السودانية الذي ورثته بلادنا على مر الحكومات المتعاقبة بالسودان لاسيما بعهد النظام المخلوع. ولهذا فان بناء وتأسيس دولة سودان ما بعد الحرب التي تعالج بشكل نهائي اسباب معضلة الحروب بالسودان، لا سبيل له الا عبر تنفيذنا العاجل لخارطة الطريق وهذه الخارطة تهدف من ضمن اخرى الى الوصول الى جيش مهني وطني واحد والغاء اي مظاهر وجود عسكري او شبه عسكري خارج قيادة القوات المسلحة السودانية وأُذكر بان واجبنا القومي والوطني الأساسي هو حماية المواطنين والدستور وضمان امنهم وسلامتهم.

10

لقوات الدعم السريع وقيادتها المتمردة :اتركوا عنكم الغلو وانظروا بعين المسئولية الي ما حدث ويحدث فإن دواعي الحرب المُعلنة من طرفكم من بناء الدولة الديمقراطية ومحاربة الإسلامين وإنهاء حكم دولة 56 كلها طغت عليها سلسلة الجرائم والإنتهاكات التي إرتكبتموها من قتل واغتصاب وتهجير واحتلال بيوت ونهب ممتلكات المواطنين واحتلال المؤسسات الخدمية. رغم مرور بلادنا بالحروب الاهلية و النزاعات المسلحة في مناطق عديدة من السودان الا ان حدة الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين لم تبلغ مبلغ انتهاكات قواتكم، اناشدكم مرة اخرى لكف يد قواتكم عن المواطنين والمواطنات وترك الغلو وألا تأخذكم العزة بالاثم و ان تعوا انه لا وجود لجيشين في دولة واحدة.

لشباب و نساء بلادي الابطال في غرف الطوارئ ولجان المقاومة: انتم روح هذه البلاد وقلبها النابض ومستقبلها ومناراتها المشرقة وانتم كالذهب لم تزدكم نيران المصائب الا بهاءاً واشراقاً ونقاءاً، فلكم كل التحية والتقدير لمجهوداتكم في الاحياء والمدن لتخفيف معاناة السودانيين .‎نساء بلادي اللائي تعرضن لإنتهاكات متعددة بما فيها العنف ضدهن من إغتصابات فردية وجماعية ،لن نترك هذه الجرائم تمر بلا مسائلة، كما واناشد الناشطين و الناشطات ومنظمات المجتمع المدني بالإستمرار في توثيق كل جرائم العنف ضد النساء.

للقوى السياسية والمدنية السودانية:التقيت بكثير منكم في جولتي الخارجية وسأعيد على مسامع شعبنا ما قلته لكم وإتفق معي كثيرون منكم عليه: لا يمكن استمرار منهج المنافسة الحزبية والسعي لتحقيق مكاسب ذاتية ضيقة على حساب الوطن والمواطن ولا يمكن الإستمرار في الرهان علي المجهول وإن محاولة سيطرة مجموعة او كتلة او حزب بعينه علي الساحة السياسية وثقافة اقصاء الاخر اصبحت مرفوضة للشعب السوداني، ويجب ان لا نجرب المجرب.انني امد يدي لكم مرة اخرى لنعمل معاً على ايقاف هذه الحرب اللعينة كهدف اول ووحيد في هذه المرحلة، وتخفيف اثارها على شعبنا ولنترك كافة الخلافات الاخرى لنتناقش حولها ونتفق عليها في مائدة حوار سوداني – سوداني تضمنا جميعا.

6. للمؤتمر الوطني والاسلاميين:لا اريد ولا احد يستطيع ان يزايد عليكم في سودانيتكم ولا في ممارسة حقوقكم الكاملة ككل السودانين. وفي ممارسة حقوقكم اتيحت لكم بطريقة احادية ادارة الدولة السودانية لثلاثين عاماً. وليس هنالك مؤرخ باستطاعته ان يتجاوز في كتاباته ان اثناء حكمكم انفصل الجنوب وهذا قليل من كثير.سيصعب عليكم اقناع الشعب السوداني بانكم الافضل، المؤتمر الوطني كتنظيم سياسي يخطيء ويصيب، لذلك يجب أن تعودوا الي نقد فترتكم منذ بدايتها وليس من واقع ما بعد ١٣ ابريل، فراجعوا اين اصبتم واين أخطأتم ، وان فوضي ما بعد ١٣ ابريل لن تكون بديلاً تستمدون منه شرعيتكم كبديل مجرب.

الشعب السوداني الأبي ان بلادنا تمر بوقت عصيب ولكننا يجب ان نستمر في العمل بجهد من اجل استعادة السلام والاستقرار والأمن والأمان الي سوداننا العزيز حتي ينتصر و يزدهر.حفظ الله السودان وشعب السودان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *