وكالات / عزة برس
وقع ممثلون عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية مساء السبت 20 مايو/أيار 2023، على هدنة إنسانية لمدة سبعة أيام، فيما يشهد السودان اندلاعاً مستمراً للقتال منذ منتصف أبريل/نيسان، لم توقفه هدن سابقة.
حيث قال مصدران مشاركان في مفاوضات وقف إطلاق النار لرويترز إن الاتفاقية الجديدة ستدخل حيز التنفيذ بعد 48 ساعة.
أوضحت صحيفة “السوداني” المحلية أن “الاتفاق بين الجيش السوداني والدعم السريع يشمل خروج المسلحين من المستشفيات والسماح بإصلاح المرافق الخدمية”.
وذكرت أن توقيع الاتفاق تحت الرعاية السعودية الأمريكية يشمل خروج مسلحين من المستشفيات وإصلاح وصيانة الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ووقود وتشغيل المستشفيات وتوزيع الإغاثات للمحتاجين، ولن يدخل في “أي التزام سياسي”.
وفي 12 مايو/أيار الجاري، أعلنت الخارجية السعودية توقيع اتفاق أولي يتضمن تنفيذ التزامات إنسانية بين طرفي النزاع السوداني، واستمرار محادثات جدة بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بينهما لقرابة 10 أيام بمراقبة أمريكية سعودية دولية، على أن تعقبه مشاورات أخرى لوقف دائم.
عنف في الخرطوم
يأتي ذلك في الوقت الذي انهالت الضربات الجوية على ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم الليلة الماضية وصباح السبت، مع بداية الأسبوع السادس من صراع تسبب في أزمة إنسانية ونزوح أكثر من مليون شخص.
وأدى القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى انهيار في القانون والنظام، مع تفشي أعمال النهب التي يتبادل الطرفان اللوم بشأنها. وتتناقص سريعاً مخزونات المواد الغذائية والنقود والاحتياجات الأساسية، ووقعت أعمال نهب جماعي لبنوك وسفارات ومصانع ومخازن للمساعدات.
تحدث شهود عن ضربات جوية في جنوب أم درمان وشمال بحري، وهما مدينتان مقابلتان للخرطوم على الضفة الأخرى من نهر النيل. وقال شهود إن بعض الضربات وقعت بالقرب من هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني في أم درمان.
وقالت سناء حسن (33 عاماً) التي تعيش في حي الصالحة بأم درمان لرويترز عبر الهاتف: “تعرضنا لقصف عنيف بالمدفعية في الصالحة في جنوب أم درمان فجر اليوم، كل البيت كان يهتز، كان شيئاً مرعباً، كل أفراد الأسرة كانوا مستلقين تحت السرير، ما يحدث كابوس”.
وتتمركز قوات الدعم السريع في الأحياء السكنية، وهو ما يعرِّض تلك الأحياء لضربات جوية شبه مستمرة من قوات الجيش.
فيما قال شهود في الخرطوم إن الوضع هادئ نسبياً، رغم سماع طلقات نارية متفرقة.
وأدى الصراع الذي اندلع في 15 أبريل/نيسان إلى نزوح ما يقرب من 1.1 مليون داخلياً أو فرارهم إلى بلدان مجاورة. وقالت منظمة الصحة العالمية إنه تسبب في سقوط نحو 705 قتلى و5287 جريحاً على الأقل.
ولم تؤتِ المحادثات التي جرت برعاية الولايات المتحدة والسعودية في جدة ثمارها، وتبادل طرفا الصراع اتهامات بانتهاك العديد من اتفاقات وقف إطلاق النار.
وتبادل طرفا الصراع الاتهامات في بيانات صادرة الجمعة بالمسؤولية عن اندلاع القتال في نيالا، وهي واحدة من أكبر مدن البلاد، ساد الهدوء النسبي فيها لأسابيع بفضل هدنة بوساطة محلية.
وقال ناشط محلي لرويترز إن اشتباكات متفرقة بالنيران وقعت بالقرب من السوق الرئيسية بالمدينة والقريبة من مقر قيادة الجيش صباح السبت. وقال نشطاء إن ما يقرب من 30 شخصاً لقوا حتفهم في اليومين السابقين من القتال