كان من المؤمل والمفترض بل الطبيعي ان ينخرط كل الشعب السوداني بلا استثناء عند نذر الحرب صباح السبت 15/إبريل في تأييد ودعم قواتهم المسلحة التي تزود ابدا عن حمى الوطن والمواطن واسترداد كرامته التي يجتهد البعض لسلبها بشتى السبل على مر الزمان والأزمنة الأخيرة على وجه الخصوص. وربما ظن الكثيرون ممن تحدوهم الوطنية ويستبسلون إلى جانب الجيش ولو بالكلمة، يسنون رماح السنتهم لمواجهة اي مخذل (خارجي)، ويدعمون جيشهم معنويا ولو بالدعاء في ظهر الغيب. لكن ما تكشف بعد ذلك من داخل الوطن وعلى ايدي (بعض) ابنائه موجع ومقزز.
سبق وان كتبت ان ملحمة وطنية كبرى سطرها عامة الشعب بعفوية مشت إلى جانب الجيش وهذه محمدة فهو منهم واليهم، لكن الموجع ما يمارسه الساسة واحزابهم والناشطين الذين بدلت الاطماع اخلاقهم ولا زالوا يضمرون عداوة نحوه، ربما لأنه يقف حاجز صد بينهم وهذه الاطماع المدعومة بقوة من الخارج وهؤلاء لا يجب توصيفهم سوا بالعملاء والخائنين، وتخفيف الوصف للبعض الآخر بالمخذلين وما نقول به ليس تخوينا من بنات افكارنا، ولا نحن من نوزع صكوك الوطنية، لكن الشواهد والقرائن هي من تقول بذلك، وقد شهدنا به من خلال نقاشات حية في الملمات.
شخصيا ومن خلال عزاء جمع وكالعهد بهكذا ملمات طيف واسع من اناس مشارب افكارهم شتى، وحيث انه لا حديث الآن سوى ما يدور من رحى حرب العاصمة فقد وجدت نفسي انافح من أجل توصيل وتصحيح مفاهيم خطأ كل بقدر تفكيره ومستواه سوى كن سيدات تمترس تفكيرهن حول مفهوم سماعي محدد، أو مستنيرون ومستنيرات تفرقت بهم الألوان السياسية غالبها معارض اقرب لليساري أو من آل البيت القحتى وهؤلاء النقاش معهم أكثر ضراوة ونادر ما اجد نصير وان وجد فادوات الإقناع لديهم ضعيفة وغالبا ما اختصر النقاش حفاظا على المرارة والقولون.
اما السياسيون والناشطون بل النافذون فهؤلاء ( هردو المصارين عديل) وهم إما ملتزم للصمت ومواقفهم ضبابية بعد ان كانت حناجرهم تصم الآذان ، وتصريحاتهم تملأ آفاق الميديا والإعلام بصورة يومية، ثم وبين عشية الانقلاب وضحاها خرست تماما وانزوت مخلفة حيرة وعلامات استفهام شاهقة.
اما اولئك الذين فتح الله عليهم بكلمة فليتهم اغلقوها واتبعوا مذهب سابقيهم في الصمت المطبق، حيث ان تصريحاتهم وتدويناتهم لم تستطع ان تخفى عداوتهم للقوات المسلحة ومفاضلتها مع المليشيا، كما عمدوا لتغبيش الحقائق التي لا تختلف حولها عنزتان كونها عيان بيان ولا تحتاج لتدليس، فضلا عن مع عقلهم الباطن من الزج بالقضايا السياسية التي تطوى احلامهم، لكنه الفهم القاصر الذي اوردهم والبلاد التهلكة وسوء المصير.
والأكيد انه لا محالة ستنجلى الحرب وان طال أمدها، وستعود الأمور الي أحسن حال هذا ظن تقره الوقائع والتداعيات بإذن الله، وحتما ستكمل قوات الشعب المسلحة انتصارها، ولن تقوم لمليشيا الدعم السريع قائمة، ومن كان يعبد حميدتي وماله ووعوده فإنه قد مات ومن كان يؤمن بالقوات المسلحة السودانية فهي حية ومتقدة لن تخبو ولن تزول ولن يطالها كائن من كان، فثوبوا الى وطنكم يرحمكم الله.