الخرطوم: خاص عزة
في ملحمة ثورية تجلت فيها صمود الثوار في ابهى صوره، خرج الالاف في رمض الشهر الفضيل من مدن العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات في مليونية 6 ابريل التي اطلق عليها “الزلازال”، للمطالبة بابعاد العسكر عن الحكم ومدنية الدولة، وهي مشاهد اعادت للاذهان لحظات إنتصار ثورة ديسمبر واعلان سقوط الرئيس المعزول “عمر البشير”، وكان ابرز المشاهد خروج قيادات الحرية والتغيير وقيادات الثورة، لاسيما عبدالرحمن الصادق المهدي ونعمات زوجة القيادي بالحزب الشيوعي الراحل عبدالخالق محجوب الذين تقدموا صفوف المتظاهرين.
مواجهات عنيفة
فيما استخدمت السلطات الامنية الغاز المسيل للدموع والرصاص والمياه لتفريق المتظاهرين.
وشهدت المليونية، معارك كر وفر بين قوات الامن والثوار في الشوار ع الرئيسة والفرعية قبالة موقف شروني للمواصلات وشارع الاربعين بام درمان وبحري المؤسسة، ومحطة باشدار جنوبي الخرطوم، مما تسبب في حالات اختناق وسط صفوف المحتجين.
وردد المتظاهرون هتافات منائة للحكم العسكري ومطالبة بعودة الحكم المدني ومحاسبة المتورطين في قتل المتظاهرين منذ بدا الحراك الثوري.
وكان من ضمن الشعارات التي رفعت “لا تفاوض، لاشراكة، لا شرعية، الشعب يطالب بالمدنية”. “الثورة ثورة شعب، والسلطة سلطة شعب، والعسكر للثكنات”.
هدوء وحذر
وقبيل ساعات من انطلاقة المليونية، خيم الهدوء التام على شوارع الخرطوم الرئيسة والجانبية، مع اغلاق المحلات التجارية بالسوق العربي والافرنجي وشارع الستين، سوى حركة بعض العربات الخاصة والمركبات العسكرية
ولزم سكان تلك المحالات منازلهم وترقب الموقف عن بعد، قبل ان يتحول هذا الهدوء الى عاصمة وكر وفر بين الالاف الثوار والقوات الامنية .
شهدت شوارع العاصمة الخرطوم هدوء حذرا وتناقصا كبير في حركة المرور
كما اثر اغلاق الجسور في حركة المواطنيين الذين يشتغلون الفترة الصباحية لقضاء حوائجهم في ظل سخونة الاجواء.
تعزيزات امنية
وعلى غير المتعارف عليه بين المحتجين، لم تخرج مليونيات 6 ابريل في الساعة الواحدة بتوقيت الثورة وعندما انطلقت عند الساعة الرابعة عصرا بجميع نقاط التجمعات بالعاصمة القومية (الخرطوم، ام درمان، بحري) التي اعلنتها تنسقيات لجان المقاومة.
ووفقا شهود عيان لـ(عزة برس)، ان القوات النظامية انتشرت على امتداد مقر القيادة العامة الى صينية بري شرقاً، كما تمركز امام كاففة المؤسسات السيادية المجاورة للقصر الجمهوري بالخرطوم وسط تمركز مدرعات في المحيط
وبحسب الشهود، فان الجيش فان الجيش منتشر ايضا بشارع المطار على مقربة من البوابة الرئيسة للمطار الخرطوم الدولي وفي مداخل الجسور، لاسيما جسر النبيل الابيض .
وذكرا ، ان السلطات قامت فجر الامس بإفراغ محطة المواصلات الرئيسة بالسوق العربي المجاورة للقصر الرئاسي وامرت سائقي المركبات بمغادرة المكان
التجمع باكراً
فتجمع موكب ام درمان في محلية كرردي شارع الوادي للالتحام مع المواكب الاخرى، بينما تجمهر ثوار الخرطوم في محطة باشدار جنوبي الخرطوم وشارع الستين والمطار وهم يحملون الرايات ويرددون الهاتفات السلمية
اما موكب ثوار بحري فقد انطلقت من نقاط التجمع المختلفة التي حددتها لجان المقاومة الى التمركز بالمؤسسة بحري، وسط هتافات داعمة التحول الديمقراطي والحكم المدني
ووصل الالاف الثوار الى نقاط التجمع التي حددتها لجان المقاومة لبدء تحرك المواكب.
اقاليم تنتفض
استبقت عدد من المدن في الولايات الموعد المضروب لمليونية 6 ابريل من قبل تنسقيات لجان المقاومة، والمحدد الساعة الرابعة عصراً، وخرجت كل من القضارف، عطبرة، الدمازين، كوستى، حلفا، الجنينية، الضعين، تندلتي،
كما انطلقت بمدنيتي ودمدني وبورتسودان تظاهرات حاشدة، واجهتها القوات الامنية الغاز المسيل للدموع بكثافة على المتظاهرين في المدنتين، وقالت لجان مقاومة بورتسودان ان القوات الامنية قامت باعتقال عدد من المتظاهرين ومطاردة اخرين بسوق المدينة.
ترويع المرضى
في غضون ذلك، اعلن المكتب الموحد للاطباء، عن اقتحام قوات الشرطة مستشفى الجودة واطلاق الغاز المسيل للدموع بداخله وترويع المرضى والكوادر الطبية، مما تسبب في حالات اختناق.
واعتبر المكتب، ماوصفه بالتعدي السافر على المستشفيات، هو سلسلة من التعديات على المرافق الصحية وانتهاك حقوق المرضى والمصابين، واكد ان مثل هذه الافعال لن تثني عزم الشعب على الانتصار ولن تمننع الكوادر الطبية من مزاولة عملها في علاج المرضى ومصابي الثورة.
وناشد البيان، جميع الاطباء بالتواجد في العيادات الميادنية وتغطية المستشفيات من اجل علاج الجرحى والمصابين.