تحقيقات وتقارير

هل حان الوقت لاستبدال الحاضنة السياسية من داخلها؟!

 

 

الخرطوم ـــ عزة برس

بعد تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول “محمد حمدان دقلو حميدتي” في خطابه لظباط وجنود قوات الدعم السريع في كرري اليوم الذي كشف فيه بعض الحقائق حول بعض تيارات المكون المدني التي لايريد انتخابات ولاتعمل لها وحسب وانما تريد اطالة امد الفترة الانتقالية ومايجري من ما وصفه ب”الكنكشة” والتمسك بالسلطة بالضد مما تمليه حتي الوثيقة الدستورية التي يطالبون التمسك بها! وبدا من خلال ما طرحه في خطابه ان الوضع لايمكن ان يستمر بصورته الراهنة ولابد من تنفيس الاحتقان السياسي وتوسيع الحاضنة السياسية للحكومة واحداث كتلة حماية كبيرة موحدة لانجاز ملفات الانتقال!
ما طرحه من رؤية في خطابه يلتقي مع دعوات كتيرة انطلقت من رموز وقيادات سابقة للحرية والتغيير منذ زمن؛ باختطاف المجلس المركزي لقرار الحرية والتغيير من قبل مجموعة معينة!
الان تصدر بيانات من جهات عدة انكرها معظم من وردت اسماؤهم ضمن موقعيها!؟ تدعو لاستعادة الحرية والتغيير من الاختطاف!
حتي بدا وكأن الصراع الذي يدور في الساحة ما هو الا صراع التيارات المتنافسة داخل الحرية والتغيير! تُرى هل هذه حقيقته؟!
الآن؛ هل باتت الساحة مهيأة لاقصاء متبادل وتغيير المتحكمين في الحرية والتغيير اي “المختطفين” كما هو راي الشق الاخر من نفس الحرية والتغيير! ليضع نفسه حاضنة جديدة بديلة!
وهل ذلك يفسر احجام الشارع وعدم تلبيته لدعوات التتريس؟ ام لانه يعلم ان كل مايجري ماهو الا صراع مكونات الحرية والتغيير؟! وهل فعلا عدم تجاوب الشارع كعادته دوما نتيجة لعدم شعوره ان هذه الحكومة تمثل تطلعاته في النهضة او حتي في توفير حياة كريمة تلبي احتياجاته الضرورية؟ خاصة وان الجوع وشظف العيش والمعاناة وصلت بالمواطنين حدا لايمكنهم لتناول الوجبة الواحدة وحتي اذا توفرت فهي غير كافية كوجبة مكتملة من الناحية الغذائية!
اسئلة تحتاج الي اجابات بعيدا عن صراع الحاضنة الحالية مع المكون العسكري وكل مافي الساحة من ضجيج! لانها تتناول الهموم الحقيقية لأزمة الوطن وتساؤلات الشارع وقضاياه الحقيقية فالامر لم يعد كما قال “حميدتي” ان من يسيطر علي السلطة خاصة وانه أكد بوضوح حماية الجيش وحرصه علي الفترة الانتقالية؛ وانما اصبح الامر أمر دولة وبقاء امة وضرورة وفاق بين جميع مكونات الثورة وقوى التغيير والعمل علي توفير الاحتياجات الضرورية بالنسبة للمواطنين والمضي معا لتجاوز الازمات والعمل علي تطوير ونهضة البلاد!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *