الخرطوم ـــ عزة برس
قالت مصادر مطلعة بالحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، إن أعضاء لجنة التفاوض بالحركة الشعبية المتبقين في جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان قد غادروا إلى مواقعهم خلف الدفاعات، وتم إعلان حالة استعداد كاملة في صفوف الجيش الشعبي التابع للحركة تاهباً لإطلاق عمليات عسكرية في بعض المناطق. وأوضحت المصادر، أن عدم إبداء الحكومة أي وجهة نظر تجاه استئناف المفاوضات، جعل الحركة تعتبر ذلك رسالة واضحة لغياب الإرادة السياسية لدى الحكومة في تحقيق سلام حقيقي وبالتالي عليهم العودة لمربع الحرب.
وأنهت وساطة دولة جنوب السودان قبل أشهر جولة مفاوضات بين الحكومة الإنتقالية والحركة الشعبية شمال جناح عبد العزيز الحلو دون أن تفضي إلى التوقيع على إتفاق سلام. وتناولت وسائل الإعلام حينها الحديث عن الإتفاق على كثير من القضايا الخلافية وتم رفع الجولة لمزيد من التشاور على بقية النقاط. ولكن مرت الأيام دون أن يتم الإعلان عن جولة جديدة أو الحديث عن أي تقدم محرز في التفاوض مع الحركة المثيرة للجدل.
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن الشروط التعجيزية التي وضعتها حركة الحلو للتوقيع على إتفاق السلام جعلت الحكومة غير متحمسة للتفاوض معه مباشرة واعتمدت على الشركاء الدوليين لتليين المواقف والمطالب. وكالعادة لم يفعل المجتمع الدولي شيئاً. حيث جاءت زيارة وفد الترويكا إلى كاودا وتوقع الجميع أن يتم خلالها إقناع الحلو ولكن مرت الزيارة وكأنما شيئاً لم يكن. وعجز الشركاء الدوليون أو هم لا يريدون أصلاً أن يقنعوا الحلو بأن بضرورة إحراز تقدم في المفاوضات لأجندة معلومة للجميع لها إرتباطات بخطط غربية تهدف للإستفادة من ثروات مناطق جبال النوبة ومن ثم التلويح بالإنفصال.
وأشار الخبراء إلى أن مفاوضات السلام في جوبا التي قادها النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو أثمرت حكومة السلام التي يعمل قادتها بكفاءة عالية وأحدثوا إختراقات لافتة في عدد من الملفات المهمة. كما حقق ولاة دارفور بالتعاون مع قوات الدعم السريع والقوات النظامية الأخرى الإستقرار الذي أسهم في عودة النازحين واللاجئين إلى مدنهم وقراهم. كما عاد المزارعون إلى أراضيهم وقاموا بزراعة مساحات كبيرة بعد التأمين الذي وجدوه من قوات الدعم السريع.
وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد حسن أن الحلو سيظل رهيناً لأطماعه الشخصية وإنتظار التعليمات من الغرب. ويبدو أن التوجيهات هذه المرة العودة للقتال للضغط على الحكومة وتحقيق أعلى سقف من المطالب. وأضاف خالد: (على الحكومة الإنتباه جيداً للتحركات الأخيرة التي تأتي لتشتيت الإنتباه عن قضايا أساسية يعاني منها المواطن السوداني. كما يهدف الحلو لتنفيذ ضربات عسكرية يجبر بها الحكومة للعودة للتفاوض بشروط تعجيزية ينسف بها ما تبقى من تقارب).