المقالات

رحيل الأخيار في مواسم الحاجة.. لقد ترجل الفارس المغوار والقلم الصادح.. بقلم اماني بخيت البشير

.

 

 

..
لقد فجعنا وفجع الوطن برحيل قامة من قامات بلادي واحد أعمدة أركان العمل الصحفي رجل جسور منافحا واضحا قوي الشكيمة رحل شيخ الطيب مصطفى وهو مهموم بوطنه وشعبه ومستقبل البلد وسيادته وملء جوانحه اشفاق وغيرة على الوطن،، رحل شيخ الطيب وهو ثابتا ممسكا بقضيته لم تثنيه المواقف ولم تبدله الاحداث والمتغيرات بقدر ما زادته ثباتا ووضوحا في مواقف الرجال الثبات…
رحل الشيخ المجاهد إثر علة لم تمهله طويلا ولكنها إرادة الله أن يرحل ويصمت صوته الداعي لوحدة التيار الإسلامي العريض بل تجاوز صوته إلى هم الأمة الإسلامية والعربية في أعظم مايوحدها قضية فلسطين فكنت شاهدة ومواكبة معه تجمعنا الهيئة العليا لنصرة الأقصى المبارك وفلسطين وسودانيين ضد التطبيع فقد كان نموذج القائد المحنك والسياسي الواعي والملهم الشجاع فقد كانت القدس همه كماهي عشقه كان يتعبنا. بهمته وصبره وتحريضه وتذكيره بواجباتنا وقد كنا في حضرته صغارا عديمي الهمة ونطلع من حضرته كجيوش لاتعرف الانهزام شامخينا كالجبال الراسيات ولو كانت القدس مدينة سودانية لتحررت بعد مخاطبته ونحن راجلين ولكن شاءت الأقدار أن تحول بيننا وبينها المسافات والحكام الخانعين الراكعين..
لقد كان شيخ الطيب من مناصري القضية الفلسطينية ويدفع لها نفسه وجهده وزمنه وماله ونحن على ذلك من الشهداء فقد جمعتنا القضية الفلسطينية وكنا في سوحها سنوات ولم نزل وقد كان فينا فاعلا قبل أن يكون محدثا وسباقا قبل أن يكون داعيا وصاحب بصيرة ورؤية تمنح العابرين زادا بقدر مسافات الرحيل…
الدكتور الطيب لمن يعرفه عن قرب يجد نفسه أمام انسان بكل معاني الإنسانية فهو صادق وقوى ومصادم ولين في مواقعها ورحيم وكان يتقبل الآخر ويتراجع متى ما حاورته ووجد الصواب لايتعصب لرايه الا في مواقف اكتمال القناعات ولايهاب الموت في سبيل الحق ورايته..
كان يحترم إخوانه وان كانوا صغارا ويبجل كبارهم وينزل كل منهم منزلته..
كنا في مواقع القول والشورى نجده ينزل لرأي الجماعة ومااجتمعت عليه وكان يقود بنفسه المسير مقدما التضحيات التي يجب أن تكون..
هكذا عرفنا فارس الكلمة والهمة العالية وكان مجاهدا بنفسه وعرف في مواقع الثبات رعديدا يهدد قوة العدو وصابرا محتسبا ثمرة فواده وحتي الآن وقبل رحيله اذكر كيف كان يغضب للحق عندما ينتهك وما غضبته لفرض العلمانية والتطبيع وسيداو ببعيد واخر ايام قبل وعكته كان يحرضنا أن لانفرط في الأقصى مهما كانت رياح المطبعون عاتية فالدفاع عنه واجب وجهاد يحتاج إلى مصابرة وكان يقول نحن من يحول دون إرهاق دماء اخواننا المستضعفين في فلسطين بتصير الرأي العام بمخاطر التطبيع وآثاره حتى نلقى الله ونحن نبرأ إليه من مسيرة التطبيع والعمالة بقدر ما نتمنى أنفسنا الا يؤتى اخواننا من ثغرة السودان وأرض اللاءات الثلاث الخرطوم عاصمة الصمود والعز والتاريخ وهذه كان عليها حتى آخر يوم قبل وعكته وكان يقول لنا كيف تهدأ لكم نفس وكيف تنام لكم عين إذا قبلنا بسيداو وعلمانية الدولة ورضينا أن يبعد شرع الله في السودان إذا لاخير فينا…
لاعجب انه المهندس الطيب مصطفى مثلي لايوفيه حقه ولكن تبقى أحرفي شهادة حق معاصرة في وقت لاينفع الصمت وتبقى رسالة إلى كل التيار الإسلامي العريض وكل الحادبين والصادقين والغيورين أن يكملوا رسالته والا يؤتى الحق من قبلنا ونحن صامتين فالحق ابلج وبه يعرف الرجال
استاذي الفاضل مثلي أقل من يكتب قلمه عنك ولكن حروفي دمعات ابنة مكلومة بالرحيل لفقدها الوالد والأخ الأكبر وصاحب مشوار في سوح الحق والفضيلة الشيخ المهندس الكاتب الصحفي الطيب مصطفى
أن العين لتدمع والقلب ليحزن وانا لفراقك لمحزونون وانا لله وانا اليه راجعون.
ابنتك المكلومة
أماني بخيت البشير
ام البراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!