المقالات

عادل سيد أحمد يكتب : التدخل العسكري أو فرض السلام بالقوة

،
وتحت أية ذريعة،يبقى خياراً مرفوضاً،وغير مقبول،،وغير مُرحب به،ولا يقبله السُّودانيون..!.
ولكن هل يكفي الرفض..؟!..
وهل يجدي أنْ نقول أننا نرفض؟!.
فعبارات على شاكلة نرفض ونستهجِن وندين ونَستَنكِر ،،كُلها (لُغة دبلوماسية)،لا تُكافيء لُغة الحرب..ولا تعادل مجابهة أي تدخل دَولي مُحتمل..!.
ودونكم يوغسلافيا والعراق وأفغانستان..حبث أنَّ هذه الدول شهدت تدخلات عسكرية وأدت أنظمتها،ولاحقت قياداتها..
وقد هيأ المستبدون بطغيانهم وصلفهم،
سوانح لمثل هذه التدخلات..!.
……………………….
مصير الشعوب،في عالم اليوم، أضحى مُرتبِطاً بإرادتها ،،المحروسة بمعايير إنسانية،لها مبادئها وقوانينها وآلياتها،سواء كان عن طريق المؤسسات الدولية أو الإقليمية..!.
لقد أصبحنا في عالم، تحكمه حقيقتان..الأولى أمر أزلي،غرسه الله في الإنسان،كالجنوح للسلام،
وفِطرة الحُرية..والخضوع للعدالة..
لقد شاهدنا كيف أنَّ شعوباً،(بسِلميتها)،
أسقطت مُستبدين شِداد غِلاظ،،فقط بأربع كلمات:
(الشعب يريد إسقاط النظام)..!..
فلم ينفع البشير هرعه للروس..
ولم يشفع لعلي عبد الله صالح قوله(لقد فاتكم القطار)..!.
ولم يبلع الشعب الليبي قولة القذافي البلهاء (ستزحف عليهم الملايين،بيت بيت..حاره حاره وزنقه زنقه).!.
أما الحقيقة الثانية،التي تُعبر عن واقع نعيشه
– شئنا أم أبينا،فهُم الأمريكان الذين يتحكمون في العالم،بالتكنولوجيا والسلاح..!.
…………………………….
لا مناص من التعامل مع هاتين الحقيقتين،بما نحقق بهما مصالحنا،
ونخدم عبرهما سيادتنا،في دُنيا لا تستطيع أنْ تعيش فيها معزولاً..!.
………………………….
في شأن حرب السودان،
يجب أنْ نسأل أنفسنا أسئلة موضوعية،بعيداً عن الأدلجة أو التعصب :
ماذا نريد نحن بالضبط؟!:
-سوداناً موحداً،لا مكان فيه لحكومتين؟
نعم..
-جيشاً واحداً،وحل كلُّ الميليشيات،وأولها الدعم السريع؟
نعم..
-عملية سياسية لرسم ملامح المرحلة القادمة،
وقيام دولة مدنية حديثة،عبر مرحلة إنتقالية،بحكومة كفاءات،بعيدة تماماً عن أية حواضن سياسية،
وبتفويض كامل لرئيس الوزراء..؟.
نعم.
(!)بورتسودان بها حلفاء،
أساسهم الجيش..
فهل كُلهم موافقون على الأُطروحات أعلاه؟
بالطبع لا..!.
إنَّ هناك تبايناً واضحاً بين مكونات حلف بورتسودان
،ما ظهر منهم (وما بطن)..!.
فالجيش يعتبرها (حكومة حرب)..
وفصائل دارفور (إثنية التوجه)..!.
بينما رموز النظام السابق (دِفترداريون)النزعة…أرعبتهم ثورة الشباب،
وأفقدتهم توازنهم،فهُم لا يصدقون أنهم سقطوا بأمر الشعب،،وحتى البندقية لن تعيدهم للسُّلطة..!
فإنْ إستمرأوا الحرب،
وظلوا على موقفهم من السلام،فسيتم تصنيفهم
(جماعة إرهابية)..ثُمَ يُلاحَق قادتها لمواجهة مصير علي كوشيب..!
وإنْ اِرعووا ونبذوا خطهم القديم في الوصاية والاِحتكار،فالشعب وحده،وليس أي تسويات أُخرى،من الممكن أنْ يقرر مصيرهم،في الحياة السياسية القادمة..!.
ويقيني الذي لا يساوره شك أنَّ الجيش واعي جداً لهذه التناقضات،ولا يريد أنْ يواجهها في أيام الحرب هذه..
(الكيزان)غير راضين عن البرهان..بل يعلمون أنه كان جُزءًا من الِانحياز للشارع في ثورة ديسمبر المجيدة.
أما التيارات المدنية الثورية الأُخرى،الموالية أو المعارضة فعليها أنْ تعي أخطاءَها،سياسةً وتنظيماً..
فبُعدهم عن الثوار عبر مشاركتهم في (الحكومة)
،بدون ترتيب وائتمار بتوجه الثوار،خلق تباعداً كبيراً وهوةً واسعةً،جعلت الثوار يستمرون في حراكهم،دونما توقف..رافعين شعاراً جديداً،بتصنيفهم -لقوى الثورة – بأنهم “شُركاء الدم”..!.
قوى الثورة ركنت إلى أنها هي (الطليعة)،،وعلى الثوار أنْ يكونوا خلفها..
هذا التوصيف غير دقيق،،
ففي عالم اليوم ما عادت الطليعة تكون في المقدمة،،بل هي في مؤخرة المُظاهرة..
فالشباب هم الذين يلتهِمون،،بينما النُخب يستلهِمون..!
الشباب يلتهِمون صعاب الاِنتقال،من أجل أهدافهم..
والنُخب يستلهِمون شعارات المرحلة من الشباب المُثابر الوثاب..
وأنْ تضع اِعتباراً خاصاً للقوات المسلحة السُّودانية..

الشعب يريد وقف الحرب..
والاِقليم والعالم يريد..
لماذا لا يذهب الجيش ل(الرُباعية)،،عاكساً آمال،،وحاملاً آمال.
فالكرامة في لحظات الحرب هي سلام الشُجعان،،الذي يحقق معاني السيادة والوحدة والسلام والمدنية.
بلا هواجس..
أو حركات..
أو كيزان..!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *