
متابعات _ عزة برس
في تطور ميداني يعكس تداعيات السيطرة العسكرية على مدينة الفاشر، أفاد شهود عيان ومصادر محلية في مدينة نيالا، يوم الاثنين، بوصول كميات كبيرة من المنهوبات التي تم نقلها من الفاشر عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها، إلى أسواق نيالا بولاية جنوب دارفور، حيث تم عرضها للبيع في عدة مواقع تجارية داخل المدينة.
السيطرة العسكرية
في السادس والعشرين من أكتوبر، تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة في مدينة الفاشر، والذي كان يُعد آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور غربي البلاد. هذه السيطرة العسكرية شكلت نقطة تحول في ميزان القوى داخل الإقليم، وأسفرت عن تدفق واسع للمنهوبات من الفاشر إلى نيالا، وفقاً لما أكده شهود عيان لموقع “دارفور24”. وأشار الشهود إلى أن هذه المنهوبات ظهرت في أسواق المواشي، السوق الشعبي، وسوق بقداد المعروف محلياً باسم “سوق شكيك” جنوب المدينة، وشملت سيارات، وأسقف مبانٍ، وأثاثات منزلية، وآليات زراعية.
نشاط تجاري
أوضح أحد المتعاملين في هذه الأسواق أن أسعار المنهوبات المعروضة أقل بكثير من الأسعار المتداولة في المتاجر النظامية، ما يعكس طبيعة تداولها غير الرسمية. وبيّن أن هناك سماسرة يتسلّمون هذه المنهوبات من عناصر قوات الدعم السريع ومن مجموعات محلية تُعرف باسم “الشفشافة”، ثم يعيدون عرضها في الأسواق بأسعار مرتفعة بعد تقييمها مالياً. وتُجمع هذه المواد في منازل تقع بأطراف المدينة، حيث يتم تحديد أسعارها بناءً على الاتفاق مع أصحابها وجودتها. وتتراوح أسعار مواد البناء مثل الزنك بين 30 إلى 50 ألف جنيه سوداني، والمواسير بين 10 إلى 20 ألف جنيه، في حين تصل أسعارها في المتاجر إلى نحو 120 ألف جنيه للزنك، و80 ألفاً للمواسير حسب الحجم.
سيارات منهوبة
في سياق متصل، أكدت مصادر محلية لـ”دارفور24″ أن مدينة نيالا استقبلت عدداً كبيراً من السيارات المنهوبة منذ سيطرة قوات الدعم السريع على مخيم زمزم قرب الفاشر في أبريل الماضي. وأوضحت المصادر أن أسعار السيارات تختلف حسب الموديلات والحجم، حيث تتراوح أسعار السيارات الصغيرة بين مليون إلى مليونَي جنيه سوداني، وتُعرف محلياً باسم “دبل بوكو”، بينما تصل أسعارها في السوق النظامي إلى نحو 8 ملايين جنيه، ما يعكس الفارق الكبير في القيمة بين التداول الرسمي وغير الرسمي.
تحذيرات أمنية
كان نائب قائد قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، قد أصدر تحذيرات بشأن ما وصفه بقدوم “الشفشافة” من مدينتي نيالا والجنينة إلى الفاشر بهدف السرقة، في إشارة إلى المجموعات التي تنشط في نهب الممتلكات عقب العمليات العسكرية. وفي هذا السياق، أفادت مصادر عسكرية داخل قوات الدعم السريع لموقع “دارفور24” أن قيادة القوات أصدرت تعليمات صارمة بمنع دخول أي سيارة قتالية إلى مدينة الفاشر إلا بأمر تحرك رسمي صادر من قادة المجموعات، في محاولة للحد من الفوضى الأمنية التي أعقبت السيطرة على المدينة











