
متابعات _ عزة برس
اتخذت منظمة أطباء بلا حدود قرارًا بتقليص عدد أفراد طاقمها الطبي العامل في مستشفى بشائر الواقع جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك عقب حادثة اعتداء مسلح استهدفت الكادر الصحي داخل المستشفى. الحادثة وقعت في ظل تصاعد التوترات الأمنية في المدينة، حيث دخل مسلح ينتمي إلى تشكيلات عسكرية متحالفة مع الجيش السوداني إلى غرفة الطوارئ، ما أثار حالة من الذعر بين العاملين وأدى إلى إخلاء القسم بشكل فوري. المنظمة الدولية، التي تدير عمليات طبية في مناطق النزاع، أكدت أن هذا التطور دفعها إلى اتخاذ إجراءات احترازية لحماية موظفيها، في انتظار ترتيبات أمنية أكثر صرامة من الجهات المختصة.
اقتحام الطوارئ
في بيان رسمي صدر يوم الثلاثاء، أوضحت منظمة أطباء بلا حدود أن الحادثة وقعت في العاشر من أكتوبر الجاري، حينما اقتحم شخصان مسلحان غرفة الطوارئ في مستشفى بشائر، وكانا يرافقان مريضًا مصابًا. ووفقًا للبيان، قام المسلحان بتهديد موظفي وزارة الصحة العاملين في القسم، مما اضطرهم إلى مغادرة المكان بشكل عاجل. المنظمة أشارت إلى أن طاقمها لم يكن متواجدًا أثناء وقوع الحادث، وأنه لم تُسجل أي إصابات بين العاملين أو المرضى نتيجة إطلاق رصاصة واحدة خلال الشجار الذي دار داخل غرفة الطوارئ.
صدمة الطاقم
رغم أن حالة المريض المصاب تم تأمينها وتحويله في اليوم ذاته إلى منشأة صحية أخرى، إلا أن تداعيات الحادثة ما تزال تؤثر على الطاقم الطبي العامل في المستشفى. منظمة أطباء بلا حدود أكدت أن غرفة الطوارئ أعيد افتتاحها لاحقًا، لكن العاملين فيها لا يزالون يعانون من آثار الصدمة النفسية التي خلفها الاقتحام المسلح. هذا الوضع دفع المنظمة إلى تقليص عدد أفراد طاقمها الطبي مؤقتًا، في انتظار توفير ضمانات أمنية واضحة من وزارة الصحة بالتنسيق مع الجهات المعنية، لضمان سلامة العاملين واستمرار تقديم الخدمات الطبية في بيئة آمنة وفقا لـ ” دافور24″.
تصاعد العنف
الحادثة التي وقعت في مستشفى بشائر ليست معزولة، إذ تشهد عدة مدن سودانية موجة من الاعتداءات المسلحة على المرافق الصحية. ففي مساء الاثنين، اقتحم مسلح مستشفى عطبرة التعليمي وأطلق النار داخله، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة. هذا الهجوم أدى إلى إغلاق كامل للمستشفى، كما أُغلقت المحال التجارية المجاورة نتيجة حالة الهلع التي سادت المنطقة. وتسلط هذه الحوادث الضوء على التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجه القطاع الصحي في السودان، في ظل استمرار النزاع المسلح وتدهور الأوضاع الأمنية في عدد من المدن الرئيسية