تقرير: محمد جمال قندول
أطلق إعلام تحالف “تأسيس” – الداعم لميليشيا آل دقلو الإرهابية – أمس الجمعة، الجزء الثالث من خطاب زعيم التمرد محمد حمدان دقلو، في محاولة جديدة لإحياء ما تبقى من مشروعه المنهار، وسط تجاهل واسع من الشارع السوداني الذي بات يعتبره صفحة مطوية من تاريخ البلاد.
وفي تسجيله الأخير، أعلن حميدتي حل المجلس الاستشاري لميليشياته، وتحدث عن إعادة تشكيله بمراسيم صادرة من حكومته الموازية المسماة بـ”تأسيس”، متحدثًا عن مشروعات وتنمية في ما وصفها متابعون بـ”دولة الأحلام”، في إشارة ساخرة إلى المسلسل الكرتوني الشهير “رحلة الأحلام” الذي كان يُعرض في تسعينيات القرن الماضي.
ويرى مراقبون أن الرجل لم يعد يُؤخذ على محمل الجد، إذ تحول ظهوره إلى مادة للتندر، بعد أن فقد السيطرة على الأرض والموقف، بينما تمضي القوات المسلحة وقوات الدعم الشعبي والمساندة لها في تحرير ما تبقى من مناطق التمرد في كردفان تمهيدًا للفاشر ودارفور، التي يُتوقع أن تشهد الفصل الأخير من مغامرته الفاشلة.
وقال رئيس هيئة تحرير صحيفة أصداء سودانية صلاح عمر الشيخ إن تحالف “تأسيس” يسعى لإعادة تقديم حميدتي كرجل دولة، لكن محاولاته تبوء بالفشل، لأن السودانيين لم يعودوا يعيرونه اهتمامًا، بل يشككون حتى في مصيره الحقيقي.
وأضاف الشيخ أن ما يسمى بـ”الحكومة الموازية” ليس سوى بالونة هواء ستنفجر مع تقدم الجيش نحو دارفور، مشيرًا إلى أن اعتماد إعلام الميليشيا على بث مقاطع مصوّرة قديمة ومونتاج مشوَّه للرجل يعكس مأزقهم العميق.
وأكد محللون أن جرائم التمرد من قتل ونهب واغتصاب وتدمير للبنية التحتية جعلت حميدتي يفقد كل رصيد إنساني وسياسي، حيث “مات في قلوب السودانيين منذ الشهر الأول للحرب”، بينما اتجهت أنظارهم نحو دعم القوات المسلحة والتفكير في إعادة إعمار ما دمره التمرد.
الكرامة
