الأخبار

أبو قردة: الفاشر ليست مجرد مدينة محاصرة بل خطة بديلة لمؤامرة دولية.. رجاء محمد صالح: نساء الفاشر يصرخن من تحت الحصار.. والأرقام ليست أخبارًا بل نداء استغاثة

بورتسودان: عزة برس

شدّد نائب رئيس اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر، الدكتور بحر إدريس أبو قردة، على ضرورة دعم المسار العسكري عبر التعبئة والحشد ومساندة الجيش من أجل فك الحصار عن الفاشر، مطالبًا بكشف ما وصفه بـ”نفاق المجتمع الدولي” الذي يمارس الضغط عبر تقاريره المتكررة.

وخلال مؤتمر صحفي لتدشين عمل اللجنة بقاعة الشرطة في بورتسودان، وصف أبو قردة الأوضاع في الفاشر بالصعبة، مشيرًا إلى تهجير بعض القرى بشكل كامل. وأوضح أن المذكرة المقدّمة إلى الأمم المتحدة هدفت إلى توضيح الجرائم وملاحقة المجتمع الدولي، مؤكدًا أن المليشيا ارتكبت جرائم تطهير عرقي في مختلف أنحاء السودان.

وأضاف: “ما يجينا واحد يتحدث عن مفاوضات وحل سلمي، وأقول لأي سوداني يريد تجاوز الانتهاكات بتسويات سياسية: الشعب لن يقبل بذلك، ولا بد من المحاسبة مهما حدث”.

ودعا إلى تحريك المبادرة في جميع المناطق والولايات عبر اللقاءات والندوات، وحث المواطنين على المشاركة في المسار المالي، حتى ولو بدفع مبلغ رمزي (ألف جنيه). ونوّه إلى أن سعر جوال الذرة بلغ 12 مليار جنيه، داعيًا إلى ضخ مزيد من الأموال لإنقاذ المواطنين في الفاشر وكادوقلي وبقية المدن المحاصرة.

ووجّه هجومًا على الاتحاد الإفريقي، منتقدًا دعوته للحوار السوداني في السادس من أكتوبر، متسائلًا: “كيف يستقيم ذلك؟”. لكنه عاد وأكد ضرورة الاصطفاف الوطني لكشف ما وصفه بـ”المؤامرة”، مشككًا في إمكانية التعويل على المجتمع الدولي أو أي جهة، قائلاً: “بالتأكيد لا، ويجب أن نعوّل على أنفسنا”. وأشار إلى أن المبادرة جاءت متأخرة بسبب صعوبة الأوضاع، لكنها حظيت بتفاعل من قيادات من مختلف أنحاء السودان لدعم المبادرة التي تضم تسعة مسارات.

وطالب بعدم النظر إلى الفاشر على أنها مجرد مدينة محاصرة، مؤكدًا أنها تحمل بعدًا سياسيًا، وأن المليشيا تعتبرها خطة بديلة، خاصة مع اعتقادهم أن سقوط الفاشر بالتعاون مع جهات مثل حكومة أبوظبي سيمنحهم السيطرة الجوية، لكن خططهم فشلت. واتهم جهات لم يسمّها بالسعي لفصل دارفور كتمهيد لتقسيم السودان، معتبرًا أن المليشيا ومناصريها يسعون لتفتيت البلاد وتحويلها إلى دولة تابعة.

وأضاف: “هم يعتقدون أن سقوط الفاشر بعد عامين سيعيدهم إلى الخرطوم، لكن الشعب أفشل المؤامرة. لا بد من مزيد من الاهتمام بالفاشر لإجهاض أي خطط أخرى. هذا يُعد إسقاطًا للخطة البديلة للمؤامرة الدولية”. واعتبر أن صمود الفاشر أسطوري، خاصة أنه امتد لعامين، مشيدًا بصمود النساء في دعم الجيش، وأكد أن الحكومة وافقت على دخول الإغاثات رغم مرور السلاح عبر معبر أدري الحدودي.

وتابع: “كان من المهم وصول الدعم الإنساني، لكن المليشيا رفضت وصول المساعدات، والمجتمع الدولي عاجز وينافق. الأمين العام للأمم المتحدة لم يدن انتهاكات المليشيا، كيف يعلن هدنة والمليشيا ترفضها؟ في وقت سابق أحرقوا الإغاثة وقتلوا سائقيها، وحتى اليوم لم تُدان انتهاكاتهم. القصف يومي على منازل المواطنين، والنظام الصحي تدهور، والقصف طال معسكرات أبوشوك”.

من جهتها، قالت رئيسة قطاع المرأة بالمبادرة، رجاء محمد صالح، إنهم يسعون لحفظ سيادة السودان عبر فك حصار الفاشر، معلنة تدشين عمل اللجنة. وأوضحت أن مواطني الفاشر يواجهون حصارًا خانقًا يهدد حياتهم اليومية، مؤكدة أن المرأة متضررة وتعاني، وأن المليشيا باتت تنشر صورًا لانتهاكاتها ضد النساء.

وتحسّرت على الأوضاع قائلة: “بلغ الحال بالمواطنين أن يأكلوا الأمباز في الفاشر، وأهلنا هناك يعانون. يجب أن نكون كالجسد الواحد، وما تنشره الأرقام ليست أخبارًا بل صرخة استغاثة”.

وشدّدت على أن مسؤولية الفاشر مسؤولية كبيرة، مؤكدة ضرورة إيصال صوت المدينة إلى العالم، ووصفت صمودها بأنه صمود العزة والكرامة والشرف. وأشارت إلى أن لجنة المرأة في المبادرة تعبّر عن أصوات النساء المتضررات، ومن مهامها تعزيز التماسك المجتمعي ووضع برامج للتعافي، مطالبة بالتنسيق مع الجهات كافة لتأمين الاحتياجات الأساسية من ماء وغذاء، مع إعطاء الأولوية للنساء والأطفال حتى تنعم البلاد بالأمن والاستقرار، وصولًا إلى فك الحصار عن الفاشر وكادوقلي والدلنج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *