المقالات

تحبير .. د.خالد أحمد الحاج يكتب: صنع في القضارف

* بوعي وإدراك تام بدقة المرحلة التي تمر بها البلاد، وفي ظل حاجة ماسة إلى تفجير الطاقات، وتوليد الفرص، وإيجاد البدائل تعزيزاً لجهود التنمية المتوازنة توصلت حكومة الولاية إلى قناعة تامة بضرورة تبنيها لفكرة الدخول إلى عالم الصناعة من أوسع الأبواب، ومن هنا تولدت فكرة إقامة معرض “صنع في القضارف” الحدث الأبرز هذا العام بولاية التنمية والعطاء، الحدث الذي لم تشهد له الولاية مثيلاً إلا من بعض الفعاليات الاستثمارية ذات الصلة بالزراعة وتجارة الحدود وما كان على هذا النحو.
* وقد تقرر للمعرض أن ينطلق في يوم ١٨ أغسطس الجاري، بصالة البراء التي تقع قبالة هيئة مياه الولاية، وتتضمن الفعالية حسب مخططها مجموعة من الأنشطة وتستمر لثلاثة أيام على التوالي تتمثل في: المحور الأكاديمي الذي تستعرض من خلال عدة أوراق عمل بإشراف من جامعة القضارف قلعة العلم والسند المعرفي لحكومة الولاية، بجانب جهاز الاستثمار بالولاية الذي أعد ورقة ضافية بهذا الخصوص، من واقع إشرافه على هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي، فضلاً عن ورقة إعلامية معنية بإبراز دور الإعلام في تعزيز هذه الجهود في ظل ثورة المعلومات، واتساع دائرة شبكات التواصل الاجتماعي ومجتمع المعلومات الرقمي، تركز الأوراق على التحديات وآفاق المستقبل للصناعة بالقضارف والسبل الكفيلة بستدامتها، وهي بمثابة خارطة طريق تستهدي بها الجهات المختصة لما هو مرتجى، بجانب المشاركة الواسعة للمصانع والشركات والمؤسسات التجارية ذات الصلة بالصناعة في المعرض، لتمكين كافة كيانات وقطاعات الولاية من التعرف على المنتجات الصناعية التي ترعاها حكومة الولاية، بجانب ذلك هنالك تصور موضوع للطواف على عدد من المصانع ليتعرف مواطنو الولاية على عمل هذه المصانع، وتمكين المستثمرين بالداخل والخارج من الدخول في شراكات بناءة تعود بالنفع على البلاد.
* فالتعريف بهذا القطاع وجهوده في نهضة البلاد وتنمية مواردها مسألة مهمة للغاية تتطلب تضافر الجهود وحشد الطاقات وتذليل العقبات وسن القوانين التي تضمن تزايد الإقبال على قطاع الصناعة.
* من ناحية أخرى هنالك جانب ترويحي توعوي لا يقل عن الجوانب الأخرى في شيء، باعتبار الثقافة مركوزة لا غنى عنها، أمكن لها تجر بقية القطارات بالكلمة الرصينة والنغم المعبر والأداء الرفيع، تطل الثقافة عبر المعرض بالمعنى والمبنى الموحي بما تجيش به الدواخل بقوة عبر للفعاليات المصاحبة التي تم الترتيب لها من قبل لجنة الإعلام والبرنامج المصاحب الذي يقف على رأسه الأستاذ مصطفى التيجاني وبرفقته خيرة إعلاميي الولاية، وقد بدأت التغطية الإعلامية المصاحبة باكراً معبرة عن الفكرة وأهدافها وغاياتها.
* تجدر الإشارة إلى أن لجنة الإعلام والبرنامج المصاحب قد أعدت لليلة الفداء الكبرى التي تقرر لها أن تقام في ثاني أيام المعرض، مشاركة في أعياد القوات المسلحة السودانية وإبراز دور الشباب المنتج في معركة الكرامة برعاية المقاومة الشعبية عبر لجنة الإسناد المدني ويصحب ذلك فقرة تكريم بعض الشخصيات والمؤسسات بالولاية.
* ينطلق معرض صنع في القضارف في الثامن عشر من أغسطس الجاري برعاية كريمة من السيد والي ولاية القضارف الفريق الركن محمد أحمد حسن أحمد، وإشراف جهاز الاستثمار بالولاية، بمباركة وتفاعل من كافة قطاعات المجتمع الحية بالولاية وعلى رأسها المقاومة الشعبية والأجهزة النظامية والإدارات الأهلية والقطاعات التجارية ورجال المال والأعمال، والتي تقف على رأسها الغرفة التجارية بالولاية، بجانب المصارف والشركات، بإسناد القطاعين العام والخاص.
* فبعد أن مهدت حكومة الولاية الطريق للمصانع التي توقفت بالخرطوم عقب حرب أبريل ٢٠٢٣م لتواصل مسيرتها من داخل ولاية العطاء أضحت القضارف قبلة لشركات المساهمة الصناعية باعتبارها واعدة ومحفزة لهم، كل هذه المحفزات قادت لأن يرتفع عدد المصانع العاملة بطاقتها القصوى، وفي الطريق أخرى بدأت تتلمس طريقها.
* ندرك تماماً أن المكاسب التي ستحصل عليها الدولة من وراء نجاح هذه المصانع، لا شك أن زيادة مدخلات الإنتاج سيظهر أثرها في المستوى المعيشي وفي زيادات الإيرادات التي ستنعكس على الخدمات وفي تحسين بيئة الولاية، فضلاً عن توفر فرص عمل جديدة وإيجاد حلول للبطالة وتنمية التبادل التجاري ما بين ولاية القضارف وبقية الولايات، وفتح آفاق جديدة للتبادل التجاري المعتمد على القيمة المضافة مع الجارة إثيوبيا، وإيجاد بدائل معززة للنهضة الشاملة، فضلاً عن الاهتمام بكل ما يدعم مصفوفة القيمة المضافة.
* نجاح معرض صنع بالقضارف فرصة لقطاع الاستثمار لتحقيق ما هو مأمول، هي طاقة أمل لبشريات قادمة ودافع للتنمية المستدامة لتساهم الولايات في التنمية المتوازنة بتخفيف الضغط على المركز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *