الأخبار

إبر الحروف.. عابد سيد أحمد يكتب: وزراء الخارج ومتاريس الواقع !!

* لقد ظلمنا من قبل د. محمد عوض البارودى الشاب الخلوق والاعلامى الشاطر باستدعائنا له من لندن التى عاش فيها طويلا ونجح فى استثماراته بها لنكلفه باعباء وزير الثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم

* والذى جاء من هناك بعقلية الخارج الذى عاش فيه وتاثر به
*
* عقلية العالم الذى تدار فيه الأمور بالاستراتيجيات وتنفيذ خطط الوزارات والمؤسسات بدقة بالامكانيات اللازمة التى توفر لها

* ليصطدم سريعا بمشكلات الإمكانيات وطبيعة البشر وكثرة التقاطعات عندنا
*
* وعندما حاول أن يتجاوزها بطريقته الخاصة وعقليته زادت أمامه المعوقات والمتاريس فإستمر متحسرا على طموحاته الكبرى التى لم تجد طريقها كلها للانفاذ حتى مغادرته المنصب بالاعفاء
*
* والبارودى بعقليته تلك كان زاهدا فى بهرجة المنصب حاصرا همه فى الانجاز متمردا على شكليات الوظيفة

* واذكر مرة ايام كنت مديرا عاما لفضائية الخرطوم اتصل بى ليخطرنى بانه قريب من القناة فطلبت من الخفير أن يسارع بفتح الباب لسيارة الوزير فتفاجانا بنزوله من ركشه ودخوله ببوابة العاملين كما تفاجات مرة عقب اجتماع لمجلس وزراء الولاية كنا من حضوره بخروجه دون أن ينتظر احدا وصعوده من أمام الباب مركبه مواصلات عامة مع المواطنين وعندما سألته عبر الهاتف لماذا لم تطلب سيارتك أو يوصلك اى احد قال لى أن عمدة لندن يترك سيارته ويمشى كثيرا بالمترو انكم تهتمون بالشكليات

* كما اذكر مرة جاءنا ووجد احد العمال يطلى فى غرفة جديدة للادارة الهندسية فتولى هو الأمر طالبا من العامل أن يأتيه بالمواد فاضضرنا يومها أن نتحول جميعا معه إلى طلبه وننجز المهمة فى ساعات

* و كان عشاء البارودى فى الغالب فى افوال الهجرة على الهواء الطلق بلا حراسه ولا صفافير ولا استقبال للسيد الوزير اوالدفع من نثرية المكتب

* فالذين يأتون من الخارج ياتون مشكلين بالواقع هناك فيصعب عليهم التاقلم مع واقعنا الذى ليس عنده للوقت قيمة ويجدون أن من مبادئنا أن تحفر لأخيك ان رأيته ينطلق للامام والزول قصقصوه عمل ليهو رويشات والتقاطعات التى تشكل المعوقات ولهذا إما ان يسارعوا بالهروب أو يبقون مربعى الايدى لحين الاعفاء والعودة إلى البلاد التى نجحوا فيها

* والوزير المصادم الاعيسر جاء من لندن متحمسا بذات الظن ليصطدم حماسه بالتقاطعات هنا وبالظروف وبالامكانيات البشرية والمالية المكبلة التى واجهته هناك حيث وجد وكالة السودان للأنباء مستضافة فى مكتب صغير داخل إحدى وزارات ولاية البحرالاحمر وتعمل باربعة من كوادرها فقط ومطلوب منهم أن يملو ا الدنيا ويشغلوا الناس وفقا لمطلوبات المرحلة وتحدياتها ووجد تلفزيوننا القومى مكبلا ليس بمقدوره أن ينطلق بسبب الإمكانات المالية والبشرية ووجد مكتبه داخل جملون بمجمع الوزارات المؤقت وميزانية للوزارة لا تسير اى ادارة صغيرة عنده ولم يجد اى مواعين سياحية تعمل ولا مسارح تنبض بالحياة ولكنه برغم صدمته قبل من باب العشم فى أن يتغير الحال بعد مجئ كامل ادريس القادم من الخارج والذى كان الاعيسر من الداعمين لمجيئه أن يكرر التجربة معه
*
* و تردد أن أكثر من وزير من من عينوا من الخارج قد اعتزروا والمشكلة فينا ليس فيهم باصرارنا على ان ناتى بمن نجحوا بالخارج ليعملوا فى مناخ تجاوزوه بطول المدة والبعد عن البلد .. وبامكانيات ليس بوسعهم أن يعملوا بها شيئا وفى ظل ظروف لايتحملها الا من عاش الحرب وتحمل معاناتها وركز فيها
*
* والنجاح بالخارج فى ظروف غير لايعنى النجاح فى ظروفنا
* وبالداخل يكثرالصامدين الممسكين بجمر التحديات من الكفاءات اعدادا كبيرة الذين لو نظرت مطابخ القرار لهم وجاءت بهم لبقية الوزارات والمؤسسات تكون قد افلحت

* كما كنت اتوقع من كامل أن ياتى بحكومة اغلبها من الشباب الراكزين من أصحاب القدرات والكفاءة والذين مااكثرهم

* والذين نخشى وفقا لما جرى ان نفتقدهم فى بقية التشكيل وتكون وزارة الشباب والرياضة من نصيب العواجيز برغم اجماع المكونات الشبابية على ممثلهم الشاب الريس د. اشرف الذى رفعوه للقيادة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *