3.5 مليون فرنك سويسري لتعزيز صمود 160,000 من النازحين واللاجئين والمجتماعات المحلية بشرق السودان

.

بورتسودان :محمد مصطفى.

وقّعت حكومة سويسراوبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان (UNDP) اتفاقية بقيمة 3.5 مليون فرنك سويسري لتعزيز قدرة النازحين داخليًا واللاجئين والمجتمعات المضيفة على الصمود في شرق السودان.
تأتي هذه الشراكة الجديدة في وقت يواجه فيه السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج 30 مليون شخص إلى المساعدة، فيما يبلغ عدد النازحين نحو 10 ملايين شخص.
سيدعم المشروع، الذي يحمل عنوان “تعزيز قدرة النازحين واللاجئين والمجتمعات المضيفة الضعيفة على الصمود في شرق السودان”، حوالي 160,000 شخص من خلال تعزيز الأمن الغذائي وسبل كسب العيش، وتوسيع الوصول إلى المياه النظيفة والطاقة المستدامة، وتعزيز التماسك الاجتماعي. ويشمل المشروع ولايات كسلا والقضارف والبحر الأحمر، ويعتمد على النهج المناطقي الذي يتبناه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدمج الإغاثة الإنسانية مع التعافي المبكر والتنمية طويلة الأجل.
وقالت كاترين فيس، رئيسة التعاون السويسري في السودان (بالإنابة): “تؤكد هذه المساهمة التزام سويسرا بإيجاد حلول دائمة تتجاوز الاستجابة الطارئة. نحن فخورون بدعم نهج يعالج الأسباب الجذرية للهشاشة، ويعزز السلام، ويمكّن المجتمعات المحلية – وخاصة النساء والشباب – من رسم مستقبلهم بأنفسهم.”
سيعمل المشروع في ثلاثة تدخلات رئيسية وهي: الإنتاج الزراعي ومصائد الأسماك، المياه النظيفة والطاقة المتجددة، بناء السلام وفض النزاعات في المجتمعات المحلية.
سيساهم المشروع في استعادة الإنتاج الزراعي ومصائد الأسماك من خلال توفير بذور مقاومة للمناخ، وأدوات، ومواشي، وتدريب. كما سيتم خلق فرص دخل خارج القطاع الزراعي من خلال منح للمشاريع الصغيرة، ومبادرات “النقد مقابل العمل”، وبرامج تنمية المهارات، خصوصاً للنساء والشباب.
ولتعزيز الوصول إلى المياه النظيفة والطاقة المتجددة، سيوفر المشروع أنظمة ري ومياه تعمل بالطاقة الشمسية، مما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري. كما سيتم توزيع أطقم طاقة شمسية للإضاءة وشحن الهواتف للأسر، بجانب تركيب أعمدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية في المواقع الحيوية لتقليل مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، بالإضافة إلى تزويد المدارس والعيادات بالطاقة الشمسية.
وسينشئ المشروع لجانًا مجتمعية لإدارة الموارد وفض النزاعات، أو سيعمل على تقويتها. وستضم هذه اللجان نساءً وشبابًا وممثلين عن المجموعات المحلية، وستدعم جهود بناء السلام من خلال المنتديات والفعاليات المجتمعية.

يتم تنفيذ المشروع من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع منظمات محلية ومؤسسات حكومية وشركاء آخرين، وذلك بتمويل من سويسرا إلى جانب مساهمات من إيطاليا واليابان وموارد داخلية من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويبلغ إجمالي ميزانية المبادرة 8.78 مليون دولار أمريكي.
وقال لوكا ريندا، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان: “لقد تسببت الحرب في معاناة إنسانية هائلة، لكن الاستجابة لا يمكن أن تعتمد فقط على المساعدات الإنسانية، التي لن تكون كافية لمواكبة حجم الأزمة. نحن بحاجة مُلحة للاستثمار في حلول للتعافي المبكر والتنمية والتي من شأنها تقليل الاعتماد على المساعدات. وهذه الشراكة مع سويسرا تتيح لنا ذلك – بدعم المجتمعات على التعافي وإعادة البناء وتمكينها من قيادة تنميتها بنفسها.”