الأخبار

إجلاء السودانين من إيران .. لسودانير أكثر من تجربة

كتب:بكري عثمان

تجارب الخطوط الجوية السودانية في إجلاء السودانيين من الاردن و ليبيا و الكويت والعراق خلال حرب الخليج تُعد نموذجًا مهمًا في تاريخ النقل الجوي الوطني ودوره الحيوي في الأزمات.
خلال حرب الخليج عام 1990-1991، قامت الخطوط الجوية السودانية بدور بارز في نقل وإجلاء المواطنين السودانيين من مناطق النزاع في الكويت والعراق، رغم الظروف الأمنية الصعبة والتحديات اللوجستية الكبيرة. هذه التجربة أظهرت أهمية وجود ناقل وطني قادر على تأمين سلامة المواطنين في الخارج بصورة عاجلة ، خاصة في أوقات الأزمات والحروب.

في السياق الحالي، مع تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، بدأت دول عربية عدة، من بينها السودان، باتخاذ خطوات لإجلاء رعاياها العالقين في إيران، حيث وجه رئيس الوزراء السوداني السفارة في طهران بالعمل على إجلاء المواطنين السودانيين كما بدأت دول عربية أخرى مثل السعودية وعمان والكويت بتنفيذ خطط إجلاء لرعاياها بايران ،.

دور الناقل الوطني في مثل هذه الأحداث لا يقتصر فقط على عمليات النقل ، بل يمتد إلى ضمان الأمن القومي وحماية المواطنين بالخارج، مما يعزز من مكانة الدولة وقدرتها على إدارة الأزمات. الخطوط الجوية السودانية، كناقل وطني، تمثل أداة استراتيجية للدولة في مثل هذه الظروف يتلازم ذلك مع قدرة الدولة على التحرك السريع والتنسيق مع الجهات الرسمية بدول الازمة لتأمين سلامة المواطنين واجلائهم بطريقة امنة .

الناقل الوطني يلعب دورًا محوريًا في حماية مصالح الدولة اثناء عمليات الإجلاء الطارئة من مناطق النزاع او الازمات من خلال عدة جوانب رئيسية:

– حيث يوفر وسائل نقل مباشرة وآمنة لإجلاء المواطنين العالقين في مناطق النزاع، مما يضمن سرعة الاستجابة للازمة وتقليل المخاطر التي قد يتعرضون لها.

– كما ان وجود الناقل الوطني القوي يتيح للدولة التحكم الكامل في عمليات الإجلاء دون الاعتماد على أطراف خارجية كما حدث خلال ( ازمة كرونا) ، مما يعزز من سيادتها وقدرتها على اتخاذ قرارات مستقلة دون اللجوء لاطراف خارجية طلبا للعون في أوقات الازمات.

– يعمل على دعم الجهود الدبلوماسية والأمنية بالتنسيق مع الجهات الحكومية والسفارات بالخارج لتسهيل عمليات الإجلاء، مما يعزز من قدرة الدولة على إدارة الأزمات وحماية مصالحها السياسية في الخارج .

– يمتاز الناقل الوطني بالمرونة والجاهزية التشغيلية حيث يمتلك القدرة على تعديل جداول الرحلات وتنظيم عمليات نقل جماعية في ظروف طارئة، وهو ما يصعب تحقيقه عبر شركات طيران أجنبية او خاصة بسبب التعقيدات السياسية أو لوجستية .

– عمليات الإجلاء التي ينفذها الناقل الوطني تندرج ضمن إطار الحماية الشاملة للأمن القومي، حيث تمنع وقوع المواطنين في أيدي أطراف معادية أو في مواقف قد تُستغل ضد مصالح الدولة .

وفي ظل التغيرات الاقتصادية والجيوسياسبة والازمات المختلفة حول العالم الان يحتم ذلك وجود الناقل الوطني الذي يلعب دورًا استراتيجيًا لا غنى عنه ، ويعتبر أداة حيوية للدولة في حماية المواطنين والمصالح أثناء النزاعات، كما يتطلب دعمه المستمر وتطوير قدراته التشغيلية والتقنية.

في ضوء ما يحدث اليوم، يمكن للسودان أن يستفيد من تجربته السابقة وخبرات الدول العربية الأخرى في الاجلاء عن طريق البر عبر العراق والكويت ومن ثم عبر الجو . خاصة مع تصاعد وتيرة الحرب و التوترات في المنطقة ووجود رعايا سودانيين في مناطق النزاع.

ختامًا، تؤكد هذه الازمات و التجارب على أن الناقلات الوطنية ليست مجرد شركات تجارية، بل هي أذرع حيوية للدولة في حماية مواطنيها بالخارج، وتلعب دورًا استراتيجيًا في إدارة الأزمات الدولية، مما يستوجب دعمها وتطويرها باستمرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *