شيء للوطن م.صلاح غريبة يكتب: اليوم العالمي للصلاة من أجل الإنسانية.. ومبادرة للسلام في السودان

Ghariba2013@gmail.com
في خضم التحديات والأزمات التي تواجه عالمنا، تبرز الحاجة الماسة للتكاتف والتضامن الإنساني. ومما لا شك فيه أن مبادرات الصلاة والدعاء الجماعي تحمل في طياتها قوة روحية قادرة على بث الأمل وتعزيز قيم التعايش السلمي. ففي عام 2020، شهدنا حدثًا مؤثرًا تجسد في استجابة عالمية لدعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية للصلاة من أجل الإنسانية في الرابع عشر من مايو.
لقد كانت تلك اللحظة بمثابة وقفة تأمل عالمية، حيث اتحدت قلوب الملايين من مختلف الأديان والثقافات، تضرعًا للخالق عز وجل بأن يرفع البلاء ويحفظ الإنسانية جمعاء. وقد لاقت هذه المبادرة ترحيبًا واسعًا من القيادات الدينية والسياسية والفنية والإعلامية، الذين دعوا بدورهم شعوب العالم للمشاركة الفاعلة فيها.
إن هذا الحدث التاريخي يذكرنا بالقوة الكامنة في الوحدة الروحية وقدرتها على تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية. ففي أوقات الشدة، يصبح التوجه إلى الخالق ملاذًا وسندًا، ويعزز فينا الشعور بالانتماء إلى أسرة إنسانية واحدة.
وانطلاقًا من هذا الروح التضامني، وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السودان، نأمل في تبني مبادرة دولية مماثلة، وتخصيص يوم عالمي للصلاة من أجل السودان. إن ما يشهده السودان من حرب ونزاع يستدعي منا جميعًا وقفة جادة ودعوة صادقة لوقف الاقتتال وعودة السلام والأمان إلى ربوعه.
إن هذه المبادرة المقترحة ليست مجرد دعوة دينية، بل هي نداء إنساني عاجل موجه إلى الضمائر الحية في كل مكان. إنها دعوة إلى رجالات السياسة السودانية، وأعيان القبائل، وقادة الفكر والثقافة والإعلام السودانيين أولًا، ثم إلى المجتمع الدولي بأسره، للتوحد من أجل تحقيق السلام المستدام في السودان.
إننا نؤمن بأن تضافر الجهود والتوجه الصادق بالدعاء والتضرع يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا في تخفيف معاناة الشعب السوداني، وفتح آفاق جديدة نحو إعادة الإعمار والتنمية. فلنجعل من هذا اليوم المقترح مناسبة للتعبير عن تضامننا العميق مع السودان، وللتأكيد على ضرورة إنهاء الحرب وعودة الاستقرار والازدهار إليه.
إن تبني مثل هذه المبادرة سيكون بمثابة رسالة قوية للعالم أجمع، تؤكد على أن الإنسانية قادرة على التوحد في وجه الأزمات، وأن قوة الروح يمكن أن تكون محركًا للتغيير الإيجابي وبناء مستقبل أفضل للجميع. فلنعمل معًا لجعل هذا الحلم حقيقة، ولنجعل صوت السلام يعلو فوق صوت السلاح في السودان.