
متابعات _ عزة برس
شنت السلطات الليبية حملات أمنية مكثفة ضد تجمعات الأجانب في عدة مدن ليبية، حيث ألقت القبض على عدد كبير من المهاجرين، بينهم سودانيون.
وتأتي الحملات نتيجة لدعوات شعبية ورسمية للتحريض ضد تواجد اللاجئين في ليبيا، ويتوقع أن تخرج غدًا الجمعة تظاهرات رفضًا لما وصفوه بـ”توطين المهاجرين” في البلاد.
وكشفت مصادر محلية من مدينتي طرابلس ومصراتة لـ”دارفور24″ عن مداهمات أمنية لمنازل اللاجئين في أحياء تاجوراء، المدينة القديمة بطرابلس، ومنطقة خروبة بمصراتة، أسفرت عن اعتقال عشرات المهاجرين، من بينهم لاجئين سودانيين.
وقال مصطفى أحمد، أحد المقيمين بطرابلس، لـ”دارفور24″ إن حملة أمنية واسعة نُفذت يوم الأربعاء، وتم خلالها القبض على عدد من الأجانب، بينهم سودانيون، دون معرفة مصيرهم حتى الآن.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الليبية مشاهد لمهاجرين مقبوض عليهم، من بينهم لاجئين سودانيين.
وفي ظل هذه التطورات، وجهت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين – مكتب ليبيا رسائل صوتية للاجئين تنصحهم بالبقاء في المنازل مع الأطفال، وتجنب التجمعات، وذلك بعد قرار إغلاق أبواب المفوضية لمدة أسبوع بدءًا من اليوم الخميس.
وحذرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روز ماري ديكارلو، من استمرار الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان ضد المهاجرين وطالبي اللجوء في ليبيا، بمن فيهم الأطفال، مشيرة إلى تعرضهم للتعذيب والمعاملة القاسية واللا إنسانية.
وتصاعد الجدل في ليبيا حول قضية توطين المهاجرين غير النظاميين، عقب تداول تصريحات منسوبة لوزير الحكم المحلي بدر الدين التومي، تزعم موافقته على مشروع يجعل ليبيا مركزًا دائمًا لاستقرار المهاجرين الراغبين في العبور إلى أوروبا.
وأشارت التصريحات إلى أن الوزير أكد خلال لقاء مع مسؤولي المنظمة الدولية للهجرة موافقة ليبيا على المشروع. إلا أن منصة “تبيان” التابعة لحكومة الوحدة الوطنية نفت صحة هذه التصريحات، ووصفتها بأنها “أخبار مضللة لا أساس لها من الصحة”.
وأكدت المنصة أن موقف الحكومة من ملف الهجرة لم يتغير، موضحة أن الحكومة أكدت في منتدى “الهجرة عبر المتوسط” في يوليو 2024 على رفضها القاطع لأي مشاريع تهدف إلى توطين المهاجرين داخل الأراضي الليبية.
وأصدر المجلس الأعلى للدولة بيانًا يعبر فيه عن قلقه تجاه الأخبار المتداولة حول “تحركات بعض المنظمات الدولية نحو ما يعرف ببرنامج الإدماج”، مؤكدًا رفضه القاطع لأي محاولة لتوطين المهاجرين في ليبيا تحت أي ذريعة.
كما أصدر ائتلاف القوى السياسية في ليبيا بيانًا عبّر فيه عن قلقه من تداول هذه الأخبار، مشددًا على ضرورة احترام سيادة ليبيا وقراراتها السيادية، ومحذرًا من أن مثل هذه المشاريع قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
يُذكر أن ليبيا استقبلت نحو 230 ألف لاجئ سوداني منذ اندلاع النزاع المسلح في السودان في أبريل 2023، وفقًا لإحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرًا لها