تقرير

مشيا على الاقدام ..سودانيون عائدون ط قسرا يروون ل(عزةبرس) قصصا مروعة للجوء باثيوبيا

القضارف _ القلابات سِليمانمختار
.
كشف الرشيد الضو مدير معسكر اللاجئين السودانيين العائدين من دولة اثيوبيا قسرا مشيا علي الاقدام لمنطقة القلابات الحدودية بولاية القضارف شرقي السودان خلال حديثهم ل( لعزة برس)كشف عن اوضاع مأساوية بالغت الصعوبة التعقيد يعيشها العائدين قائلا ان المعسكر المؤقت الذي يقع في منطقة جبلية تتفاقم فيه الاوضاع من سيئ إلي اسوأ يوما بعد يوم نتيجة لنقص كافة الخدمات الاحتياجات الملحة للاجئين بالمعسكر قائلا أن معاناة العائدين تتضاعف لتزامنها مع موسم هطول الامطار الغزيرة المتواصلة في الخريف الذي ادي بدوره الي عدم تمكين العائدين المقيمين بالمعسكر من الاقامة احيانا داخل الخيام التي تمتلأ بمياه الامطار عقب هطولها مشيرا ان عدد اللاجئين السودانيين العائدين من اثيوبيا يقدر ب (3)الف عائدا وقال ٲن المعسكر الذي يعد مركزا لٲستقبال العائدين ومن ثم يتم ترحيلهم الي معسكر داخل الولاية يجري اعداده،ا كاشفا عن جملة من التحديات التي تواجه عمليات الإيواء بالمعسكر، مشيرا إلي أنها تمثلت في النقص الكبير لكافة الخدمات ضمنها انعدام المياه الصالحة للشرب والخدمات الطبية والصحية وخاصة فيما يتعلق بتوفير عربة لأسعاف المرضي إلي المستشفيات بالقضارف

 


واردف: أن معظم المنظمات الاجنبية تعهدت بالتدخلات في المجالات المختلفة ألا انها لم تفي بالتزاماتها لافتا ان أدارته مازلت تبذل جهود لتحسين الاوضاع داخل المعسكر رغم ضعف الامكانيات الفنية واللوجستية وغياب المنظمات الاجنية العاملة في المجال الانساني في الوقت الذي روت فيه اللاجئة العائدة من اثيوبيا سارة جعفر خلال حديثها ل(عزة برس) قصصا مروعة ومعاناة صعبة واجهت العائدين قسرا من اثيوبيا الي السودان أبان فترة اللجوء في اثيوبيا .
وقالت : ان اسباب عودتهم للبلاد ناتج من عدم توفر الحماية بمعسكر اولالا التي ادت بدورها لحالة من الفوضي والانفلات الامني الي جانب المعاملة التي وصفتها بالسيئة من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بٲثيوبيا والمضايقات التي تعرضوا لها من قبل السلطات الاثيوبية فضلا عن ضعف الخدمات المقدمة للاجئين بمعسكر أولالا باثيوبيا علاوة علي انعدام كافة الخدمات وحالة الاهمال المتعمدة بشأن تقديم الخدمات بالمعسكر من قبل المنظمات الاجنبية العاملة في المجال الانساني في اثيوبيا التي تتعرض لضغوط من قبل السلطات الاثيوبية فيما يتعلق بترحيل اللاجئين السودانيين لمعسكر جديد وترفض زياتهم لمعسكر ٲولالافضلا عن المهددات الامنية التي كانت تحيط بالمعسكر من كافة الاتجاهات مشيرة الي أنهم وقعوا ضحية تحت كماشة الحرب بين الجيش الاثيوبي ومجموعات الفانو في غابة أولالا التي يقع فيها المعسكر. واردفت ان ذلك ادي فقدانهم عدد من ارواح من اللاجئين نتيجة لاطلاق النار عليهم من قبل عصابات الشفتة فضلا عمليات السطو المستمرةوسرقة مقتنياتهم الشخصية والغذائية لافتة تلك اسباب جعلتهم يقررون العودة للبلاد لانقاذ ارواحهم بعد فقدانهم نعمة ألامن التي هاجرنا من أجلها جراء الحرب بالبلاد. لافتة أن حالهم اصبح كالمستجير بالرمضاء بالنار مشيرة ان رحلة العودة من معسكر اولالاباقليم امهرٲ الاثيوبي ٳلي البلاد استغرقت زهاء (85)يوما مشيا علي الاقدام بصحبة اكثر من(3)الف لاجئ بينهم نساء وٲطفال وشيوخ لافتة الي معاناتهم خلال الرحلة وسط الاحراش والغابات و هطل الامطار الغزيرة التي قالت ٳنها لاتوقف أحيانا لمدة يومين الي جانب نقص الغذاء والماء والاغطية وعناء السفر الطويل الذي خلف حالات الاغماء والاعياء وسط الاطفال الشيوخ المسنين علاوة علي حالات الأجهاض وسط النساء الحوامل، لافتة الي تلقوا دعم من قبل السودانيين المقيمين باثيوبيا مكنهم من ايجار سيارات لنقل الشيوخ والاطفال والنساء الحوامل الي بعض المدن تقع في الطريق بغية انتظارهم ومن ثم التحرك الي مدينة ٲخري وهكذا فعلوا حتي وصلوا الي منطقة القلابات الحدودية.
لاتبدو قصص معاناة اللاجئين السودانيين العائدين مختلفة عن بعضها البعض حيث يروي اللاجئ عصام محمد مختار ان أنتهاكات عصابات الشفتة الذين يقومون بنهب كل شئ حتي الطعام مضي محمد قائلا انهم توصلوا إلي قناعة بأن أثيوبيا هي أسوأ مكان للجوء في العالم بعد أن ذاقوا أقسي اصناف العذاب وطِيف واسع من المضايقات والتنكيل بهم علي مدار اكثر من مئة يوما مكثوا فيها بالمعسكر واردف ان السلطات الاثيوبية والمفوضية السامية خيروهم ما بين العودة إلي السودان او يتم نقلهم إلي معسكر آخر أسوأ من معسكر أولالا يقع في ذات المنطقة الملتهب بالحرب الانفلات الأمني قائلا انهم تحت وطأة تلك الضغوط والمعاناة كان خيارهم العودة للبلاد.
لم تذهب ملاذ محمد بعيدا فملاذ التي تعد أول لاجئة سودانية تنجب طفلا في معسكر أولالا وطفقت قائلة أن الآلُالم المخاض داهمتها في المعسكر هي تفترش الارض وتلتحف السماء وسط انتشار العقارب والثعابين واضافت ان العناية الإليهة انقذتا ومولدها الجديد حيث نجت من مضاعفات الولادة وغياب الرعاية الطبية في خضم تلك الأهوال والمعاناة وذكرت قائلا انها لم تتلقي مساعد من أي منظمة مشيرة أن اللجوء إلي اثيوبيا جحيم لايطاق ولن تتكرر التجربة مرة ثانية بعد تلك المعاناة التي وصفتها بٲنها كانت مغامرة محفوف بالمخاطر والموت..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!