تقرير..ستسهم فى ترجيح الكفة لصالح الجيش .. الاتفاقيات مع الصين.. (منظومة الصناعات) فى المقدمة.. “المنظومة” أعطت حضور البرهان زخمًا سياسيًا بصبغة عسكرية.اتفاقيات “الصناعات الدفاعية”ستحدث فارقا عسكريًا واقتصاديًا
ستسهم فى ترجيح الكفة لصالح الجيش ..
المؤسسة لعبت دورًا مقدرًا بانسياب السلع الغذائية لولايات البلاد
تقرير_ محمد جمال قندول
كان لافتًا في الاتفاقيات التي أبرمها السودان مع الصين أنّ الجزء الأكبر منها خاص بـ”منظومة الصناعات الدفاعية”، وهذا يعني اهتمام قيادة المنظومة بالأوضاع في البلاد والحرص على دعم القوات المسلحة في معركة الكرامة، إذ أنّ المنظومة هي واحدة من أذرع الجيش الفنية والهندسية في مجال الإسناد العسكري واللوجستي للقوات المسلحة.
شراكة استراتيجية
وكان رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة قد شهد في العاصمة الصينية بكين الأسبوع الماضي مراسم التوقيع على اتفاق بين منظومة الصناعات الدفاعية وشركة بولي (POLY) الصينية للتعاون الاستراتيجي.
وجاء ذلك الاتفاق في إطار الإسناد الدفاعي الفاعل في شتى المحاور العسكرية وأنّ هذه العقود من شأنها المساهمة في استدامة الجاهزية الدفاعية والأمنية بالدولة.
حيث وقع عن جانب المنظومة الفريق أول ميرغني إدريس سليمان المدير العام لمنظومة الصناعات الدفاعية، فيما وقع عن جانب الشركة السيد خويان جيمن المدير العام لشركة بولي الذي أكد بدوره أن هذا الاتفاق مع السودان يعزز مبدأ الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين الصين والسودان.
ويقول رئيس تحرير صحيفة الشعب أسامة عبد الماجد إنّ المنظومة أبرمت اتفاقياتٍ ذكية في مجال الصناعات الدفاعية والإسناد العسكري فالقوات المسلحة أحوج ما تكون لهذه الاتفاقيات.
وأشار أسامة إلى أنّ خطوة المنظومة أضافت بعدًا آخر على مشاركة الرئيس البرهان وأعطت حضوره في المنتدى “الصيني – الإفريقي” زخمًا سياسيًا بصبغةٍ عسكرية، وذلك لأنّ الاتفاقيات المعنية مرتبطة بتقانة الدفاعات العسكرية والأعمال الفنية للقوات المسلحة.
ويسترسل أسامة قائلًا: إنّ ما تم الاتفاق عليه ليس بمفهوم الأسلحة المتعارف عليها على شاكلة الذخيرة والكلاشنكوف وغيرها من أنواع العتاد العسكري والذي هو في الأصل وفرته المنظومة للقوات المسلحة في وقت سابق.
المشهد العسكري والاقتصادي
الخبير الاستراتيجي والعسكري د. أمين مجذوب بدوره تحدث عن معرض الطرح وقال إنّ منظومة الصناعات الدفاعية تلعب دورًا مهمًا كوسيط بين السودان والصين في مجالاتٍ عديدة ومنها الصناعات الدفاعية، كما انها تعمل على الأمن الصناعي والغذائي، مشيرًا إلى أنّ قيادة المنظومة ممثلة في الفريق أول ميرغني إدريس سليمان قد سبقت زيارة الرئيس في التجهيز للزيارة وترتيب عددٍ من أوجه التعاون وهو ما تم توقيعها كاتفاقيات لاحقًا إبان زيارة البرهان للصين.
ويضيف مجذوب بأنّ المنظومة تضطلع بدورها في توفير الاحتياجات اللوجستية للقوات المسلحة بمعركة الكرامة بأفرعها المختلفة الجوية والبرية والبحرية، بجانب قيام أدوار مجتمعية كبيرة في رعاية أُسر الشهداء والجرحى والمصابين وتوفير احتياجات القوات العاملة بمسارح العمليات المختلفة.
ويتوقع محدّثي أن تثمر الاتفاقيات المبرمة بين البلدين تحولًا كبيرًا في ميزان القوى على صعيد العمليات العسكرية الميدانية، بالإضافة إلى المشاريع الاقتصادية التي ستثمر في ترتيب الموسم الزراعي والصناعات الثقيلة في مقبل الأيام لتوفير احتياجات السوق السوداني، مشيرًا إلى أنّ تواجد المنظومة في رحلة الصين عبر توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم سيكون لها أثر كبيرٌ جدًا في المشهد العسكري والاقتصادي.
إدارة الموارد
المتابع للحراك خلال مشاركة وفد السودان في فعاليات منتدى التعاون “الصيني – الإفريقي” يلحظ بشكل بائن الإسهام الكبير لمنظومة الصناعات التي أبرمت عددًا كبيرًا من الاتفاقيات المعنية بتطوير القطاعات الإنتاجية والاقتصادية، إلى جانب مشروعات البنى التحتية في مجالات الكهرباء والطاقة الشمسية وتعزيز قدرة البلاد على زيادة استغلال مواردها المعدنية كالذهب والحديد والكروم.
وقد لعبت منظومة الصناعات الدفاعية رغم تأثرها كغيرها من مؤسسات الدولة جراء الخراب نتيجة الحرب، إلّا أنها استطاعت الصمود وتقديم نموذج فريد في إدارة الموارد وحسن الإدارة المؤسسية مما شكل عونًا كبيرًا للدولة بشكل عام والقوات المسلحة بصفة خاصة، مما كان للمنظومة من إسهام كبير في توفير السلع الاستهلاكية واحتياجات المواطنين المختلفة.
وخلال الأيام الأولى للحرب استطاعت المنظومة أن تلعب أدوارًا كبيرةً في انسياب السلع الاستهلاكية ومدخلات الإنتاج الزراعية لولايات السودان المختلفة.