الأخبار

مواطنون عالقون في الجبال والوديان بجنوب كردفان

كرتالا – عزة برس

يعيش مواطنون من منطقة كُرتالا في محلية هبيلا بجنوب كردفان، أوضاعًا إنسانية متدهورة عقب المعارك الأخيرة التي اندلعت داخل الأحياء المتاخمة لسوق المدينة، ما أدى إلى موجة نزوح واسعة وحرمان آلاف الأسر من الخدمات الأساسية بعد ان تقطعت بهم السبل في الجبال والوديان.

وشهدت كرتالا يومي الأربعاء والخميس الأسبوع الماضي معارك عنيفة بين الجيش السوداني والحركة الشعبية، أسفرت – بحسب سكان محليين – عن سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، الأمر الذي ضاعف حركة النزوح وجعل الطرق المؤدية إلى المنطقة مكتظة بالفارين.

وقال رياض عبدالباقي، عضو لجان طوارئ كرتالا، لـ”دارفور24″ إن نحو 75% من سكان المدينة ما زالوا يفترشون العراء في الوديان والجبال المحيطة، إذ أصبحت الأحياء السكنية غير صالحة لاستقبال المواطنين بسبب وجود جثث ومخلفات ذخائر، خاصة في أحياء حي دومة والشروق والسوق التي شهدت أعنف المواجهات.

وقالت مصفوفة تتبع النزوح بمنظمة الهجرة الدولية، في بيان حصلت عليه “دارفور24″ الأحد، إنها تقدّر نزوح نحو 1,625 فردًا من قرية كرتالا في 28 نوفمبر.

وأرجعت النزوح إلى تدهور الأوضاع الأمنية وتصاعد القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الحركة الشعبية – شمال.

وأوضح عبدالباقي أن بعض السكان تمكنوا من العودة إلى منازلهم في الأحياء البعيدة عن مركز السوق مثل الحقينة والأرشو وحي شيربجن، إلا أن الغالبية لا تزال غير قادرة على العودة نتيجة الوضع الأمني والبيئي غير المستقر.

وأكد أن أزمة المياه تمثل أبرز التحديات الحالية، إذ يصعب نقل المياه إلى أماكن تجمع النازحين بسبب بُعد مصادرها من مناطق النزوح ونقص الوقود اللازم لتشغيل وسائل النقل.

وأضاف أن الأسر لا تتناول وجبات غذائية منتظمة رغم وجود بعض “التكايا”، إلا أنها لا تغطي احتياجات آلاف الأسر المنتشرة في الخلاء.

ويُقدّر عدد سكان كرتالا من مواطنين ونازحين بنحو ثمانية آلاف شخص، بينهم آلاف ممن شُرّدوا عقب الاشتباكات الأخيرة. وقال عبدالباقي إن سوق كرتالا نُهب بالكامل، موضحًا أن شاحنات تجارية محملة بالمواد الغذائية وصلت أمس، لكنها لا تكفي سوى لأقل من أسبوع واحد، في ظل حجم الاحتياجات الكبير.

وأشار إلى أنه لم تُسجّل حركة نزوح واسعة خارج المنطقة باستثناء بعض الأسر التي توجهت إلى دلامي وقرى الجبال الستة القريبة.

وفي جانب آخر، كشف عن تأثر الموسم الزراعي بشكل كبير، خاصة محصول السمسم، حيث اضطر المزارعون إلى قطع المحصول دون جمعه في الجوالات، ما يجعل عرضة للتساقط والتلف في الحقول.

وناشد عبد الباقي المنظمات الإنسانية والجهات الحكومية للتدخل العاجل وتوفير الغذاء والمياه والإسناد الصحي، محذرًا من تفاقم الأوضاع إذا لم تصل المساعدات الضرورية خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة.

وتعد كرتالا إحدى قرى منطقة الجبال الستة التي تشمل أيضًا الكرور والكافير والكدرو وكلدجي والدباتنا، وتبعد كرتالا حوالي 84 كيلومترًا شرق الدلنج، و33 كيلومترًا شمال دلامي، و37 كيلومترًا شرق هبيلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *