الأخبار

تقرير خطير من جامعة ييل: الدعم سريع نفّذت عمليات قتل جماعي وحرق جثث مدنيين في الفاشر

الخرطوم – وكالات/ عزة برس

كشف تقرير صادر عن مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية (Yale Humanitarian Research Lab)، عن أدلة دامغة على ارتكاب قوات الدعم السريع انتهاكات واسعة النطاق في مدينة الفاشر، شملت عمليات قتل جماعي للمدنيين وحرق الجثث في محاولة لطمس معالم الجريمة.

وأوضح التقرير، الذي صدر ضمن برنامج “تحذير من الفظائع” (Atrocity Alert)، أن صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو الموثقة والمقابلات الميدانية تؤكد وقوع عمليات إبادة مروّعة داخل وحول المدينة التي كانت حتى وقت قريب آخر معاقل السيطرة الحكومية في شمال دارفور.

🔸 إغلاق المنافذ وفرض حصار خانق

قال التقرير إن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها أغلقت الممر الإنساني الرئيسي في بوابة قرني، مانعة آلاف المدنيين من الخروج، في الوقت الذي كانت فيه المدينة تتعرض لقصف مكثف وعمليات نهب ممنهجة، أعقبها انتشار حالات القتل العشوائي والاغتصاب والتشريد القسري.

ووفقًا للصور الجوية، فقد تحولت بعض أحياء الفاشر – مثل الزاوية الجنوبية الغربية والشرقية – إلى مناطق شبه خالية من السكان نتيجة الدمار والحرق المتعمد للمنازل والأسواق.

🔸 مواقع حرق الجثث والدفن الجماعي

وحدد فريق جامعة ييل ثلاث مناطق رئيسية يُرجّح استخدامها كمواقع لحرق الجثث، وهي:

موقع قرب مستشفى السعودي.

موقع عند بوابة مليط شمال المدينة.

وموقع ثالث داخل المنطقة الصناعية بالفاشر.

وتظهر الصور الفضائية نشاطاً مكثفاً لعربات النقل وآليات الحفر خلال أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر، تزامنًا مع انبعاثات دخان كثيفة، ما اعتبره التقرير مؤشراً قوياً على عمليات حرق لجثث بشرية بعد تنفيذ القتل الجماعي.

🔸 جريمة داخل المستشفى

ومن بين الأدلة الأشد قسوة، أشار التقرير إلى وقوع عملية قتل جماعي داخل مستشفى السعودي نفسه، أحد أكبر المرافق الطبية في دارفور، حيث أُعدم مدنيون ومرضى داخل المبنى أو بالقرب منه، وتم التخلّص من الجثث لاحقًا بطرق غير إنسانية.

كما كشف التقرير عن وجود قبر جماعي في ساحة مستشفى الأطفال بمدينة الفاشر، مؤكداً أن عمليات الحرق اللاحقة للجثث تمثل انتهاكًا واضحًا للتعاليم الإسلامية وللقانون الدولي الإنساني، لما فيها من طمس لهوية الضحايا وإعاقة لأي تحقيق لاحق في الجرائم.

🔸 تورط مرتزقة ودعم خارجي

وربطت التحليلات الواردة في التقرير بين هذه الجرائم وبين تدفق المرتزقة الأجانب من دول غرب إفريقيا وكولومبيا، مشيرًا إلى أن هذا الدعم الخارجي أسهم في تصعيد الانتهاكات ضد المدنيين، خصوصًا في المناطق التي شهدت مقاومة مسلحة من الأهالي والقوات النظامية.

🔸 شهادات ميدانية تؤكد المجازر

ونقل التقرير عن شهود عيان أن قوات الدعم السريع جمعت عشرات الجثث من الشوارع وأحرقتها في أماكن مفتوحة، بينما نُقلت جثث أخرى في شاحنات صغيرة إلى مناطق نائية، يُعتقد أنها استخدمت كمحارق بشرية أو مقابر جماعية.

🔸 انتهاك صارخ للقانون الدولي

وأكد فريق الخبراء بقيادة الباحثين ناثانيال ريموند وكايتلين هوارث، وتحت إشراف الدكتور كافيه خوشنود من كلية الصحة العامة بجامعة ييل، أن ما حدث في الفاشر “قد يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”، داعين إلى تحقيق دولي عاجل ومستقل لضمان المساءلة وعدم الإفلات من العقاب.

🔸 جامعة ييل: رصد منظم للفظائع

ويُعد هذا التقرير هو الأحدث في سلسلة تقارير تصدرها جامعة ييل ضمن مبادرة “رصد الفظائع الجماعية” التي تُعنى بتحليل الأدلة الميدانية من مناطق النزاع حول العالم، بهدف تنبيه المجتمع الدولي قبل تفاقم الكوارث الإنسانية.

وختم التقرير بالتحذير من أن مدينة الفاشر تواجه خطر الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية، في ظل استمرار الحصار وانعدام المساعدات، مطالباً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية المدنيين وردع المليشيا المتمردة والدول التي تدعمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *