
وكالات _ عزة برس
تحوّل الطيار الفنزويلي بيتير (بيتنر) فليغاس إلى رمز وطني في بلاده، بعدما رفض عرضًا مغريًا من المخابرات الأمريكية بقيمة 50 مليون دولار مقابل تنفيذ خطة تهدف إلى تحويل مسار الطائرة الرئاسية التي تقلّ الرئيس نيكولاس مادورو والهبوط اضطراريًا داخل قاعدة أمريكية لاعتقاله.
وبحسب تقارير صحفية دولية، من بينها تقرير نشره موقع Faith & Culture الأمريكي، فإن الاستخبارات الأمريكية تواصلت مع فليغاس أثناء فترة توتر العلاقات بين واشنطن وكراكاس، في محاولة لتجنيده، إلا أنه رفض العرض قاطعًا الاتصال، قائلاً:
“نحن الفنزويليون مصنوعون من خشبٍ مختلف، وآخر ما نكونه هو خونة.”
وأشارت التقارير إلى أن فليغاس يعيش أوضاعًا مالية صعبة، بعد أن تقلّص راتبه إلى الربع بسبب الأوضاع الاقتصادية في البلاد، ومع ذلك اختار الولاء لوطنه على المكاسب الشخصية، رغم أنه لم يصوّت للرئيس مادورو في الانتخابات ويُعد من المعارضين لحكومته.
القصة التي تداولتها وسائل الإعلام الفنزويلية والعالمية على نطاق واسع، جعلت من فليغاس رمزًا للنزاهة الوطنية ومثالاً نادرًا على التمسك بالمبدأ في زمن تتقاطع فيه السياسة بالاستخبارات والمصالح.
المؤلم – كما يعلق بعض المراقبين – أن ترى من يجمعهم الدين واللغة والتاريخ يتخلّون عن مبادئهم، ويقفون مع قوى تعادي أوطانهم ويبرّرون ما يصيب أهلهم من أذى وعدوان.
فالمواقف المبدئية، كما أثبت فليغاس، لا تُقاس بمستوى الراتب أو المناصب، بل بثبات الإنسان حين يُختبر شرفه.










