
كتب /محمد اسماعيل دبكراوي
هي واحدة من الشابات السودانيات الخلص اللائي قدمن عطاء ثر طيلة الفترة الماضية فقد كانت من اقوى الداعمين لمعركة الكرامة وشكلت السند القوي للقوات المسلحة الباسلة فكانت الباشمهندس مريم الهندي طيلة فترة استعار معركة الكرامة شعلة من النشاط للزود عن اهل السودان وسهم كبير لجمع شمل البلاد بالرغم منها تنحدر جذورها من اسرة عريقة في خارطة الامة السودانية الا وانها لم تفارق السودان ولم تبارح مكانها في مقدمة صفوف حرب الكرامة وفضلت الجلوس والدفاع عن كرامة الشعب السوداني عبر سلاح الكلمة وهذا مايشهد له بها لها الاعداء قبل الاصدقاء وما منصب وزير بمجلس الوزراء الا اختيار صادف اهلة إذا صحت التوقعات لماتتمتع به الهندي من بعد نظر ومعرفه تحدث عنه المراقبون والخبراء دون مجاملة وبكل حيادية وانصاف
وعطفا على مانشره الاخ الزميل محفوظ عابدين عن الباشمهندس مريم الهندي ساكتب مقالا تحليلي عن فكرة تولي سيده سودانيه لمنصب وزير شؤون مجلس الوزراء في ظل هذا الظرف الدقيق ومن خلاله سنلقي الضوء علي الباشمهندس مريم الهندي لنرى ان كانت تتمتع بالمقدرة والكفاءة المهنية المطلوبه كنا ابدت كفاءه عاليه في الدفاع عن السودان للقيام بهذه المهام لنرى هل سيتم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وماهي ايجابيات وسلبيات الترشيح.
يشهد المشهد السياسي السوداني تطوراً مهماً مع ترشح المهندسة مريم الشريف الهندي لتولي منصب وزير شؤون مجلس الوزراء في الحكومة الجديدة برئاسة كامل إدريس. هذا التطور يحمل دلالات عميقة على عدة مستويات، سواء من ناحية تمكين المرأة في المناصب القيادية، أو من ناحية التوازنات السياسية في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان.
يأتي هذا الترشح في وقت حرج يشهد فيه السودان حرباً مدمرة دخلت عامها الثالث، مما يضع تحديات جسيمة أمام أي حكومة جديدة. كما أن اختيار امرأة لهذا المنصب الحساس يمثل سابقة تاريخية في بلد لم تتول فيه امرأة هذا المنصب من قبل.
السياق السياسي والأمني الحالي
الوضع العام في السودان
يمر السودان بأزمة سياسية وأمنية معقدة منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذا الصراع، الذي دخل عامه الثالث، خلف وراءه عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين، ليصبح ما تصفه المنظمات الدولية بـ”أكبر أزمة إنسانية في العالم”.
الحرب لم تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل امتدت لتشمل استخدام تقنيات حديثة مثل حرب المسيّرات، مما يشير إلى تطور نوعي في طبيعة الصراع. هذا التطور يضع ضغوطاً إضافية على أي حكومة جديدة للتعامل مع تحديات أمنية معقدة تتطلب خبرة واستراتيجية محكمة.
تشكيل حكومة كامل إدريس
في هذا السياق المعقد، تولى كامل الطيب إدريس منصب رئيس الوزراء في 31 مايو 2025. إدريس، المولود في أم درمان عام 1954 والمنحدر من أصول نوبية، يحمل خلفية أكاديمية ودبلوماسية متميزة، حيث شغل منصب مدير عام المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وعمل أستاذاً للفلسفة والقانون في جامعات مرموقة.
ما يميز إدريس هو عدم انتمائه لحزب سياسي معروف، مما قد يمنحه مرونة أكبر في التعامل مع التوازنات السياسية المعقدة في السودان. هذه الخلفية التكنوقراطية تتطلب تشكيل فريق حكومي يجمع بين الكفاءة التقنية والقدرة على التعامل مع التحديات السياسية.
الملف الشخصي للمهندسة مريم الشريف الهندي
الخلفية الأكاديمية والمهنية
تتمتع المهندسة مريم الشريف الهندي بخلفية أكاديمية ومهنية متنوعة تؤهلها لتولي مناصب قيادية. تخرجت في هندسة العمارة من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، وهي مؤسسة مركز رؤية للتخطيط والاستشارات الاستراتيجية، الذي يحمل أهمية خاصة كونه أول مركز مدني سوداني يتعاون مع الحكومة منذ الاستقلال.
هذا الإنجاز يشير إلى قدرتها على بناء جسور التعاون بين القطاع المدني والحكومي، وهي مهارة حيوية في السياق السوداني الحالي الذي يتطلب توحيد الجهود لمواجهة التحديات الجسيمة. كما أن خلفيتها في التخطيط الاستراتيجي تعتبر أصلاً مهماً في منصب يتطلب التنسيق بين مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية.
الإنجازات والمبادرات
حققت الهندي عدة إنجازات بارزة على المستوى الدولي، حيث كانت أول امرأة سودانية تمثل السودان في مؤتمر استثماري دولي بالولايات المتحدة. هذا الإنجاز يعكس قدرتها على التمثيل الدولي والتعامل مع الشؤون الخارجية، وهي مهارات مطلوبة في منصب وزير شؤون مجلس الوزراء الذي يتطلب التنسيق مع الجهات الدولية.
كما شغلت مناصب سفيرة نوايا حسنة وسفيرة إنسانية، وحصلت على جوائز من شبكة تنمية المرأة العالمية، مما يشير إلى اعتراف دولي بجهودها في مجال التنمية وحقوق المرأة. هذه الخبرة الدولية قد تكون مفيدة في التعامل مع المنظمات الدولية والمانحين في ظل الأزمة الإنسانية الحالية في السودان.
النشاط السياسي والمبادرات
على الصعيد السياسي، تتمتع الهندي بنشاط ملحوظ، حيث تشغل منصب عضو تحالف القوة الثورية الحية المركزي ورئيس تجمع المهنيين. هذا الانخراط في العمل السياسي والمدني يمنحها فهماً عميقاً للديناميكيات السياسية السودانية.
من أبرز مبادراتها السياسية تقديمها مبادرة لتشكيل لجنة حكماء للوساطة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، وهي مبادرة تعكس فهماً للأزمة الحالية ورغبة في إيجاد حلول سلمية. كما شاركت في مؤتمر القاهرة للحوار 2024، حيث دعت إلى سيطرة السودانيين على الحوار الداخلي بعيداً عن التدخلات الخارجية، مما يتماشى مع التوجه العام لرفض التدخل الأجنبي في الشؤون السودانية.
التحديات والفرص
التحديات المحتملة
رغم المؤهلات القوية للمهندسة الهندي، تواجه ترشيحها عدة تحديات محتملة. أولها انتماؤها لأسرة معروفة بولائها للحزب الاتحادي الديمقراطي، وهو أحد أقدم الأحزاب السياسية في السودان والذي لعب دوراً مهماً في تاريخ البلاد منذ الاستقلال.
هذا الانتماء العائلي قد يؤثر على حظوظها سواء بالإيجاب أو السلب، اعتماداً على التركيبة السياسية المتوقعة للحكومة الجديدة. فمن جهة، قد يمنحها هذا الانتماء دعماً من قاعدة شعبية تقليدية، ومن جهة أخرى قد يثير مخاوف من هيمنة حزبية على مناصب حساسة في وقت يحتاج فيه السودان لحكومة تكنوقراطية تتجاوز الانقسامات الحزبية.
الفرص والإمكانيات
في المقابل، يوفر ترشيح الهندي فرصاً مهمة على عدة مستويات. أولاً، سيكون تعيينها سابقة تاريخية تعكس توجهاً جديداً نحو تمكين المرأة في المناصب القيادية، وهو أمر مهم في مجتمع يسعى للتطوير والحداثة.
ثانياً، خبرتها في التخطيط الاستراتيجي والعمل المدني قد تساهم في تطوير آليات عمل أكثر فعالية لمجلس الوزراء، خاصة في ظل التحديات الجسيمة التي تواجه البلاد. كما أن خلفيتها الدولية قد تساعد في تحسين علاقات السودان مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية.
ثالثاً، مبادراتها السابقة في مجال الوساطة والحوار تشير إلى قدرتها على لعب دور في جهود السلام، وهو أمر حيوي في الوضع الحالي.
الأهمية التاريخية لمنصب وزير شؤون مجلس الوزراء
طبيعة المنصب ومسؤولياته
يُعتبر منصب وزير شؤون مجلس الوزراء من المناصب السيادية المهمة في النظام الحكومي السوداني. هذا المنصب يتطلب التنسيق بين مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية، وإدارة أعمال مجلس الوزراء، والإشراف على تنفيذ القرارات الحكومية.
في الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان، يكتسب هذا المنصب أهمية إضافية، حيث يتطلب التعامل مع أزمات متعددة ومعقدة تشمل الجوانب الأمنية والإنسانية والاقتصادية. كما يتطلب التنسيق مع الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية لمواجهة الأزمة الإنسانية الحالية.
السوابق التاريخية
تاريخياً، شغل هذا المنصب شخصيات بارزة في السياسة السودانية، مثل الطيب إبراهيم محمد خير (سيخا) وصلاح الدين كرار، وفي عهد الرئيس السابق عمر البشير شغله كمال عبد اللطيف، بينما في حكومة عبد الله حمدوك تولاه عمر بشير مانيس وخالد يوسف عمر.
جميع هؤلاء كانوا من الرجال، مما يجعل ترشيح امرأة لهذا المنصب سابقة تاريخية مهمة. هذا التطور يعكس تغيراً في النظرة للمرأة ودورها في المجتمع السوداني، ويتماشى مع التوجهات العالمية نحو المساواة بين الجنسين في المناصب القيادية.
تمكين المرأة في السياسة السودانية
السياق التاريخي
تاريخياً، لعبت المرأة السودانية دوراً مهماً في النضال من أجل الاستقلال والتطوير، لكن مشاركتها في المناصب القيادية العليا ظلت محدودة. هذا الوضع بدأ يتغير تدريجياً، خاصة بعد ثورة ديسمبر 2018 التي شاركت فيها المرأة بقوة وفعالية.
ترشيح الهندي لهذا المنصب يأتي في سياق هذا التطور التدريجي، ويمثل خطوة مهمة نحو كسر الحواجز التقليدية التي حالت دون وصول المرأة للمناصب العليا. هذا التطور لا يقتصر على الجانب الرمزي فحسب، بل يحمل أيضاً إمكانيات حقيقية لتحسين الأداء الحكومي من خلال الاستفادة من المواهب والكفاءات النسائية.
التحديات الاجتماعية والثقافية
رغم التطورات الإيجابية، لا تزال هناك تحديات اجتماعية وثقافية تواجه المرأة في المجال السياسي. هذه التحديات تشمل النظرة التقليدية لدور المرأة، والضغوط الاجتماعية، والتحديات العملية المتعلقة بالتوازن بين الحياة المهنية والأسرية.
في حالة الهندي، قد تواجه تحديات إضافية نتيجة لطبيعة المنصب الحساس والظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد. لكن نجاحها في هذا المنصب قد يفتح الباب أمام المزيد من النساء لتولي مناصب قيادية، مما يساهم في تطوير المجتمع السوداني ككل.
التوازنات السياسية والحزبية
دور الحزب الاتحادي الديمقراطي
الحزب الاتحادي الديمقراطي، الذي تنتمي إليه أسرة الهندي، يُعتبر من أقدم وأهم الأحزاب السياسية في السودان. تأسس الحزب عام 1967 من اتحاد حزبين هما الوطني الاتحادي والشعب الديمقراطي، ولعب دوراً محورياً في تاريخ السودان السياسي منذ الاستقلال.
الحزب يتمتع بقاعدة شعبية تقليدية، خاصة في شمال السودان، ويتبنى مواقف سياسية معتدلة. في الوضع الحالي، يتخذ الحزب موقفاً رافضاً للتدخلات الأجنبية في الشؤون السودانية، مما يتماشى مع التوجه العام للحكومة الحالية.
التأثير على التركيبة الحكومية
انتماء الهندي لأسرة مرتبطة بالحزب الاتحادي الديمقراطي قد يؤثر على التوازنات السياسية في الحكومة الجديدة. من جهة، قد يُنظر لهذا التعيين كمحاولة لإشراك الأحزاب التقليدية في الحكومة، مما قد يساهم في تحقيق توافق سياسي أوسع.
من جهة أخرى، قد يثير هذا التعيين مخاوف من هيمنة حزبية على مناصب حساسة، خاصة في وقت يحتاج فيه السودان لحكومة تكنوقراطية تركز على الكفاءة أكثر من الانتماءات الحزبية. هذا التوتر بين الاعتبارات السياسية والتكنوقراطية يُعتبر تحدياً مستمراً في السياسة السودانية.
التحديات الأمنية والإنسانية
إدارة الأزمة الحالية
تواجه أي حكومة جديدة في السودان تحديات جسيمة في إدارة الأزمة الأمنية والإنسانية الحالية. الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين خلفت دماراً واسعاً وأزمة إنسانية معقدة تتطلب استجابة شاملة ومنسقة.
في هذا السياق، سيكون على وزير شؤون مجلس الوزراء دور مهم في تنسيق الجهود الحكومية لمواجهة هذه التحديات. هذا يتطلب العمل مع وزارات متعددة، والتنسيق مع المنظمات الدولية والإنسانية، وإدارة الموارد المحدودة بكفاءة عالية.
التعامل مع المجتمع الدولي
الأزمة السودانية تتطلب تعاوناً وثيقاً مع المجتمع الدولي، سواء في مجال المساعدات الإنسانية أو في جهود السلام. خبرة الهندي الدولية ومعرفتها بآليات العمل مع المنظمات الدولية قد تكون مفيدة في هذا السياق.
كما أن كونها امرأة قد يساعد في تحسين صورة السودان دولياً، خاصة في ظل الاهتمام الدولي المتزايد بقضايا المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. هذا قد يساهم في تحسين العلاقات مع المانحين والمنظمات الدولية.
الآثار المحتملة على المجتمع السوداني
التأثير على النساء والشباب
نجاح الهندي في تولي هذا المنصب قد يكون له تأثير إيجابي كبير على النساء والشباب في السودان. بالنسبة للنساء، سيكون هذا مثالاً ملهماً يثبت إمكانية وصولهن لأعلى المناصب، مما قد يشجع المزيد منهن على الانخراط في العمل السياسي والعام.
بالنسبة للشباب، قد يمثل هذا التطور إشارة إلى إمكانية التغيير والتطوير في المجتمع السوداني، مما قد يساهم في تقليل الإحباط وزيادة الأمل في المستقبل. هذا مهم خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد.
التأثير على الخطاب السياسي
وجود امرأة في منصب حساس كهذا قد يساهم في تطوير الخطاب السياسي السوداني ليصبح أكثر شمولية وتنوعاً. هذا قد يؤدي إلى إدراج قضايا جديدة في الأجندة السياسية، مثل قضايا المرأة والطفل والتنمية الاجتماعية.
كما قد يساهم في تطوير أساليب جديدة في إدارة الصراعات والأزمات، حيث تميل النساء عادة لتبني مقاربات أكثر تشاركية وتوافقية في حل المشاكل.
الخلاصة والتوقعات المستقبلية
ترشح المهندسة مريم الشريف الهندي لمنصب وزير شؤون مجلس الوزراء يمثل تطوراً مهماً في المشهد السياسي السوداني على عدة مستويات. من ناحية، يعكس توجهاً نحو تمكين المرأة وكسر الحواجز التقليدية، ومن ناحية أخرى يطرح تساؤلات حول التوازنات السياسية والحزبية في الحكومة الجديدة.
مؤهلات الهندي الأكاديمية والمهنية، إضافة لخبرتها في العمل المدني والدولي، تجعلها مرشحة قوية لهذا المنصب. لكن نجاحها سيعتمد على قدرتها على التعامل مع التحديات المعقدة التي تواجه السودان، والتوازن بين الاعتبارات السياسية والتكنوقراطية.
في النهاية، سيكون تعيين الهندي اختباراً مهماً لقدرة المجتمع السوداني على التطور والتكيف مع التحديات المعاصرة، وقد يفتح الباب أمام تطورات إيجابية أخرى في مجال تمكين المرأة والتطوير السياسي في السودان.