المقالات

معسكر زمزم والنداء الإنساني بقلم : أحمد حسن الفادني

في قلب المأساة السودانية المتصاعدة يعلو صوت معسكر زمزم في شمال دارفور كصرخة إنسانية تطالب بالعدالة والنجدة وسط صمت دولي مطبق ومجتمع عالمي يبدو كأنه اختار غض الطرف عن واحدة من أبشع الجرائم المرتكبة في هذا القرن.

فقد شهد معسكر زمزم، الذي يأوي الآلاف من النازحين و اللاجئين فظائع مروعة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تحمي المدنيين والأبرياء وقت النزاعات. اقتحمت المليشيا المعسكر بشكل همجي، حيث استهدفت المدنيين العزل دون تمييز بين رجل أو امراة او بين شيخ او طفل. القتل كان عشوائيا، والذعر عم أرجاء المعسكر.
ولم يتوقف الاجرام بل شمل القتل و التعدي على الطواقم الطبية التي كانت تحاول تقديم الإسعافات للمصابين، حيث تعرض عدد من الأطباء والممرضين للضرب والاعتقال و القتل ، كما تم تدمير النقاط الطبية وسرقة الأدوية والمستلزمات الطبية. كما نال طلاب الخلاوي نصيبهم من المأساة، حيث تم استهدافهم بالضرب والقتل، في مشهد يتناقض مع كل القيم الإنسانية والدينية.

مئات العائلات فصلت عن بعضها البعض، والأطفال أصبحوا مشردين، والنساء مكلومات. ورغم كل ذلك، فإن هذه الانتهاكات لم تجد آذانا صاغية في المجتمع الدولي، الذي يبدو انه منشغلاً بحسابات المصالح السياسية على حساب دماء الأبرياء.

إن ما يحدث في معسكر زمزم ليس مجرد أزمة داخلية سودانية، بل كارثة إنسانية عالمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تستوجب تحركا عاجلا من المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لفتح تحقيق عاجل وشفاف، وضمان محاسبة كل من تورط في هذه الجرائم.

زمزم اليوم ليس مجرد اسم لمعسكر، بل رمز لصمود شعب يواجه الموت والعذاب بصمت وينادي العالم أن لا يتخلى عنه.
إنها لحظة الحقيقة فاما ان ينتصر الضمير الإنساني او يكتب التاريخ فصلا جديدا من خذلان البشرية.

14 ابريل 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *