المقالات

مرام البشير تكتب: كيف يتصور الشعب السوداني النصر الكبير ؟؟

قبل أن يصلكم مقالي هذا ويبدأ المتابعين الأعزاء في قراءته والإستمتاع بتفاصيله المهمة ،قد يتم الإعلان في أى لحظة عن إكتمال خطة تحرير ولاية الخرطوم بمحلياتها السبع من قبل القوات النظامية والقوات المساندة لها والتي بدأت بالفعل منذ وقت طويل وبالطبع ستكون نتيجتها إحكام السيطرة الكاملة لهذه القوات على ولاية الخرطوم عاصمة جمهورية السودان.

كل هذه العمليات العسكرية كانت متوقعة على الصعيد الحربي لا سيما وأنها كانت تمثل تحدي عسكري كبير أمام القوات النظامية وهي تحاول إستعادة سيطرتها على كافة المناطق التي إحتلتها المليشيا المتمردة وإستعادة الأمن والأمان فيها ،وبفضل الله ثم عزيمة الرجال إنتصرت في هذا التحدي الكبير وهاهي الآن تشرف على النهايات وفي ظل هذا الزخم العظيم والفرحة العارمة قد تطرأ تساؤلات في أذهان السودانيين على شاكلة كيف ستكون هذه النهايات؟؟ وماهي تصوراتنا لسيناريو النصر الكبير ؟؟ وكيف يتوقع السودانيين فرحة هذه الأيام القادمة؟؟

سأخذكم في رحلة عبر الخيال لتصور هذه الأيام الغوالي القادمات والتى نشُم عطراتها الفَوّاحة منذ وقت طويل ، بداية لا أتصور أن استعدادات القوات النظامية للإحتفالات بالإنتصار الكبير وتحرير الخرطوم تقل شأناً من الاستعدادات الأخرى التى تجرى على قدم وساق في كل ولايات السودان لاستعادة كل شبر دنسته المليشيا المتمردة ولكن الاستعداد للانتصار الكبير سيكون له ترتيبات خاصة ومهمات عظيمة لأنه سيكون معبراً عن إنتصار إرادة الشعب السوداني على خيانة المليشيا وأعوانها وأتخيل أن أولى هذه الإحتفالات سيكون بيان التحرير من القائد العام للقوات المسلحة والذي أتوقع أن يكون من داخل القصر الجمهوري منقولاً عبر الإذاعة القومية في أم درمان وعبر شاشة قناة السودان ؛ بيان النصر سيكون ذو طعم خاص وكلمات مختلفة لاسيما وأنه كُتب بالدم والدموع لن يسمعه أى سوداني إلا وسيذرف دموع الوجع والألم والفقد ممزوجة بدموع النصر والفرح.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن بيان النصر لن يُذاع إلا بعد إكمال نظافة وتمشيط كافة الجيوب في ولاية الخرطوم وقد تطول هذه المدة ولكنها لن تطول كثيراً خاصة في ظل حصار محكم وسيطرة تامة على كافة مداخل ومخارج العاصمة وإنهيار متسارع في صفوف المليشيا المتمردة، هذا الانهيار الذي تظهر تداعياته في حملات الإنتقام والتفشي التي تمارسها ضد المدنيين العُزل من خلال المسيرات الإنتحارية التى ذوتها بها دويلة الإمارات في الآونة الأخيرة.

بيان النصر سيمثل بداية لمرحلة جديدة من تاريخ السودان لذلك سيكون عظيم بحجم تضحيات وصمود الشعب السوداني في هذه المرحلة ، بعد البيان ستبدأ الاحتفالات الشعبية والتى ستكون عفوية في كافة الولايات وهنا لابد أن نذكر أن الشعب السوداني لن يلتزم بإي احترازات أمنية ولن تردعه أى مسيرات إنتحارية من الخروج في الشوارع والميادين العامة ورفع علم دولة ٥٦ عالياً احتفالاً بالنصر ولن تكون الإحتفالات حصراً على سوداني الداخل بل سيشارك كل سوداني الخارج والشعوب الشقيقة والصديقة في احتفالات النصر .

على صعيد آخر ستقام كرنفالات النصر في مواقع التواصل الإجتماعي وستضج كل المواقع بفرحة وانتصار السودانيين ولا أُبالغ إذا توقعت أن تحصل مشاكل فنية في خوارزميات بعض هذه المواقع بسبب الضغط الكبير والمتواصل من قبل السودانيين والشعوب الأخرى عليها لا سيما وأن هاشتاجات النصر ستجتاحها طولاً وعرضاً وأولها #الجيش_السوداني_يسحق_الجنجويد
#الجيش_السوداني_ينتصر #بيان_النصر #تحرير_الخرطوم وغيرها من الفعاليات الإلكترونية .

أما على الصعيد الرسمي فأن احتفالات القوات النظامية بعد تحرير الخرطوم من قبضة المليشيا ستكون إحتفالات كبيرة ومثيرة،

بداية من مرور القوات العسكرية جميعها مرور عسكري في شوارع الخرطوم وتلاحمها مع كل أبناء الشعب السوداني البطل وإبراز روح الوحدة الوطنية الجديدة في مشاهد يصعب تصورها أو تخيلها ، ومن جانب آخر فإن الاحتفالات الرسمية ستجتاح كل المقار الرمزية كالقصر الجمهوري والبرلمان والقيادة العامة للجيش والمخابرات العامة والشرطة وكل المقار الحكومية الأخرى.

ومن جهة أخرى فأن رسائل الشكر والعرفان سيتم توجيهها من القائد العام وعدد من المسؤولين الحكوميين إلى القوات العسكرية السودانية والقوات المساندة لها على تحرير الخرطوم ، وستتلاحق البيانات الرسمية من قبل الحكومة السودانية للداخل والخارج تحكي فيها عن إنتهاء زمن الحرب
وبداية فترة جديدة للسلام والاستقرار في السودان.

هذه المرة لن تكون الحكاية كسابقاتها من القصص والحكاوي التي نسجها جدودنا على مر التاريخ من دماءهم وأشلاءهم ليحافظوا على أرض السودان ويصلنا ليجدنا في غفلة من أمرنا ، تائهين ،مقسمين ، مغيبين حتى قامت الحرب على رؤوسنا ونحن غارقون في النوم وكادت المليشيا وأعوانها أن تسرق أرضنا وتاريخنا ومواردنا كلمح البصر ونحن بعيدون عن العلم والتاريخ والتكنولوجيا الحديثة.

هذه المرة سنكتب نحن الماضي والحاضر والمستقبل ولا عجب أن المليشيا قد ساعدتنا عندما قضت على هذا الماضي المزور لكي تعيد لنا هذه الملاحم والتضحيات وعينا المُلهم ،ذاكرتنا الحقيقية وهويتنا الفريدة لنخط تاريخنا الجديد ونخطط لمستقبل أجيالنا القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *