إلى جماهير شعب السودان الأبي،
في هذا اليوم، 19 ديسمبر 2024، نعيش الذكرى الثامنة والستين لاستقلال وطننا الحبيب في ظل ظروف قاسية تختلف عن أي عام مضى. لا احتفالات، ولا شعارات تملأ الشوارع، بل مآسٍ وأوجاع تملأ القلوب. السودان الذي نحتفل باستقلاله اليوم هو نفسه السودان الذي يئن تحت وطأة الحرب والدمار، والذي يعاني شعبه من التشرد والجوع وفقدان الأمل.
رغم ما نمر به من تحديات وصراعات، فإننا في الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) نؤمن أن ذكرى الاستقلال لا يمكن أن تمر دون أن نسترجع معاً معاني هذا اليوم العظيم. الاستقلال الذي تحقق في 19 ديسمبر 1956 لم يكن مجرد لحظة تاريخية، بل كان تعبيراً عن إرادة شعب متحد، حمل راية الحرية بدماء الأجداد وقدم أغلى التضحيات من أجل بناء وطن حر ومزدهر. اليوم، الاستقلال مسؤولية على عاتقنا جميعاً، ونحن في قلب الحرب والصراع، فإن الاستقلال الحقيقي لا يُختصر في تاريخ معين، بل هو عمل مستمر للحفاظ على وحدة وطننا وإعادة الأمل لشعبنا.
التضامن مع الشعب السوداني في محنته
في هذه الذكرى، لا يمكننا أن نغفل المعاناة الإنسانية التي يعيشها شعبنا في ظل الحرب. الملايين من السودانيين يعيشون في ظروف مأسوية، فهناك من فقد منزله، ومن غادر قريته هرباً من القتال، ومن يعاني من نقص حاد في الغذاء والمأوى. نناشد المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة لتكثيف جهودها في تقديم المساعدات الإنسانية، ونؤكد أننا في الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) مستمرون في دعم المتضررين من الحرب وتقديم العون قدر استطاعتنا.
ختاماً:
إننا في الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) نؤمن أن استعادة وطننا لن تتم إلا من خلال وحدة الصف السوداني. الاستقلال الذي نحتفل بذكراه اليوم هو دعوة لنا جميعاً لنبذ العنف وتعزيز السلام والعمل من أجل بناء دولة ديمقراطية تعددية. لنقف معاً، كل في موقعه، من أجل السلام، من أجل السودان، ومن أجل أجيالنا القادمة.
أ. أسامة حسون
نائب رئيس قطاع التنظيم
الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)
19 ديسمبر 2024