تعودنا منذ بدء الحرب في السودان سيما الشهور الأخيرة أنه وكلما أحرز الجيش تقدما في اي من المحاور تصرخ المليشيا ويزيد سعارها فتنزع إلى قذف المواطن بالدانات أو إرسال مسيرات سرعان ما تتناثر بفضل المضادات التي تقطع عليها الطريق في اي موقع تستهدفه،. وبالمقابل كلما أنجزت الحكومة أمرا يدفع بالتنمية أو يشي بسير عجلة الحياة رغم أنف الحرب صرخ الزراع السياسي للمليشيا وارغى وازبد مشككا أو مقللا، أو مجرما ومنتقصا منه.
كم هو مؤلم للمليشيا وزراعها السياسي أن ترى عجلة الحياة على كافة الصعد تمشي متحدية للمعيقات، ومطوعة للظروف، كيف لها تقبل ذلك وهي تسعى حثيثا لتشويه الصورة الكلية للسودان وتصويره بلد كوارث، وقد استخدمت كل السبل لتأكيد ذلك وهي تصر على وصمه بالمجاعة أو على حافتها، فضلا عن تضخيم الوضع الصحى ، وكذا النزوح وغير ذلك الكثير لتكريس أزمة تستدعي التدخل الدولي، هذا بخلاف المجال العسكري والاصطياد في المياه العكرة ، وتلوين الحقائق بغية تجريم الجيش والجبهات المقاتلة كي ما تجعلها في كفة واحدة مع المليشيا.
قلت اننا شهدنا صراخا في عدد من المواقف الإيجابية سواء من الجيش أو الحكومة لا يسع المجال لذكرها لكني اتطرق هنا لامتحانات الشهادة السودانية المؤجلة دفعة العام 2023م والدفعات التالية المبرمجة وفق خطة مدروسة والتي اوجعت المليشيا واذنابها حد الصراخ منددين من قيامها بدعاوي وذرائع شتى لا تعدو محض احقاد.
يصرخون هذه الأيام من قيام الامتحانات وكان حريا تشجيعها كون أبناءنا تراكمت عليهم السنوات الدراسية والامتحانات النهائية _ اي الشهادة _ كان على قحت أن تسهم في الحل وتطلب من سادتها تسهيل هذا الأمر على الأقل بتسهيل خروج الطلاب الممتحنين حيث المراكز لا عرقلة ذلك وترهيبهم واتلاف كتبهم.
ان كانت هنالك إدانة فلتوجه للدعم السريع لا للحكومة السودانية التي تجهد وتفعل كل ما في وسعها لالحاق كل الطلاب الممتحنين النازحين منهم واللاجئين، ذلك في الوقت الذي تجهد المليشيا بذات القدر لمنعها وهو بلا شك أمر متفق عليه.
تتذرع قحت بحرمان البعض وتقسيم البلاد وغيره من لغو مكرور، تردد ذلك لتبدو في صورة الحمل الوديع وهي تدعي الخوف على أوضاع الطلاب وحرمان بعضهم من الجلوس للامتحانات رغم أن من المؤكد وضع تدابير لاحقة لهم حال فشل الحالية، يدعون ذلك جهرا بيد أن دواخلهم تغلي كالمرجل وأحوال المواطن تجري على قدم وساق، ولسان حالها كيف لها ذلك ونحن لا نألو جهدا في وضع المتاريس لتعطيل الحياة.
افعلوا ما بدى لكم، فعجلة الحياة تمشي جنبا إلى جنب مع مجريات الحرب رغم الخسائر الفادحة التي طالت كل المعينات. سيجلس أولادنا للامتحان ويقهرون الظروف، فإرادة شعبنا قوية لا تلين لهم عزيمة ، وبإذن الله منتصرون في شتى المناحي، ولا عزاء للمثبطين، والمرجفين. تمضى الحياة بما اتيح بعد تسخيره، بإن الله نصرخ فرحا وتصرخون وجعا.
نسأل الله التوفيق لأبنائنا الممتحنين، نستودعهم الله الذي لا تضيع ودائعه. وأن يجني الجميع ثمار جهده، وتتزامن الأفراح بتحرير السودان من عصبة الداخل والخارج.