خبروتحليل – عمار العركي يكتب : تحركات وزيارات إقليمية: هل ينجح وزير الخارجية في تحويل المواقف الخجولة إلى دعم فعّال للسودان؟
▪️مع تعيين السفير الدكتور علي يوسف أحمد الشريف وزيراً للخارجية، بدأت ملامح رؤية جديدة لإعادة صياغة علاقات السودان مع محيطه الإقليمي والدولي. هذه الرؤية تجسدت في تحركاته الأخيرة التي أسفرت عن زيارة وزير الخارجية المصري إلى بورتسودان، تلتها زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية، قبل ذلك بايام كانت زيارته الشخصية إلى إثيوبيا ولقاءاته مع القيادة الأثيوبية ، ثم لقائه بقيادة الإتحاد الإفريقي بمقر الإتحاد ، فضلاً عن الترتيبات التي قادت إلى زيارة رئيس مجلس السيادة إلى أسمرا.
▪️تُظهر هذه التحركات بوضوح سعي الوزير لتعزيز علاقات السودان بدول الجوار، وتفعيل دوره داخل المنظومتين العربية والأفريقية، وسط تحديات إقليمية ودولية تتطلب دبلوماسية نشطة واستراتيجية متماسكة.
_نتائج التحركات والزيارت الأخيرة: خطوات ملموسة
▪️أثمرت التحركات الأخيرة للوزير عن خطوات عملية، أبرزها زيارة وزير الخارجية المصري إلى بورتسودان، التي جاءت استجابة لتفاهمات سابقة قادها الوزير، وتبعها خلال ٤٨ ساعة فقط زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية. هاتان الزيارتان تمثلان تقدماً ملموساً في إعادة السودان إلى دائرة التفاعل الإقليمي.
▪️في سياق آخر، أسفرت جهود الوزير عن زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى أسمرا، التي جاءت في إطار تعزيز العلاقات مع إريتريا. هذه الزيارة تحمل أبعاداً استراتيجية، حيث تُظهر عزم السودان على تعزيز التنسيق مع دول الجوار لمواجهة التحديات المشتركة.
▪️ كما جاءت زيارة الوزير إلى إثيوبيا ولقاءاته مع القيادة الإثيوبية ومسؤولي الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا ضمن تحركات تهدف إلى إعادة وضع السودان كطرف أساسي في معالجة أزمات المنطقة، مستثمراً خبرته الدبلوماسية وبناء شراكات استراتيجية.
_تحديات العلاقات مع مصر وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي_
▪️رغم أهمية هذه التحركات، إلا أن التحديات التي تواجه الوزير في صياغة علاقات السودان مع هذه الأطراف لا تقل أهمية:
1/ مع مصر: العلاقة مع مصر تشهد أبعاداً حساسة تتعلق بقضايا الأمن المائي، الحدود، والتنسيق الإقليمي. نجاح الوزير يعتمد على قدرته على تعزيز التعاون في هذه الملفات مع الحفاظ على سيادة السودان و مصالحه الوطنية، خصوصاً في ظل التباينات أحياناً في الرؤى بشأن بعض القضايا الإقليمية.
2/ داخل جامعة الدول العربية السودان يواجه تحدياً في استعادة دوره المؤثر داخل الجامعة، في ظل وجود دول تسعى لتوجيه أجندة الجامعة نحو قضايا تخدم مصالحها، دون مراعاة متطلبات المرحلة الحرجة التي يمر بها السودان. الوزير أمام مهمة صعبة تتمثل في بناء تحالفات داخل الجامعة تضمن إبراز صوت السودان والدفاع عن مصالحه في القرارات الإقليمية.
3/ داخل الاتحاد الأفريقي على الرغم من الدعم الذي يوفره الاتحاد في قضايا السلام والتنمية، إلا أن بعض الدول الأفريقية الفاعلة لديها أجندات قد لا تتماشى مع مصالح السودان. يتعين على الوزير توظيف مهاراته الدبلوماسية لتجاوز هذه التباينات والعمل على تعزيز الثقة مع الشركاء الإقليميين داخل الاتحاد.
_استراتيجية الوزير لتحقيق المصالح السودانية_
• لتحقيق أهداف السودان رغم هذه التحديات . الوزير يعتمد على استراتيجية ترتكز على:
1/ إعادة بناء الثقة مع الأطراف الإقليمية الفاعلة، عبر مبادرات مشتركة تُظهر التزام السودان بدعم الأمن والاستقرار الإقليمي.
2/ تعزيز التحالفات داخل المؤسسات الإقليمية لتقوية موقف السودان، مع التركيز على الملفات ذات الأولوية مثل الحرب والأمن ومواجهة التدخلات الخارجية.
3:تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية بالاستفادة من الفرص التي توفرها المنظمات الإقليمية لتحسين الاقتصاد الوطني ودعم التنمية.
_خلاصة القول ومنتهاه:_
▪️تشير التحركات الأخيرة لوزير الخارجية إلى بداية مرحلة جديدة لإعادة صياغة علاقات السودان الإقليمية، رغم التحديات التي تواجهه في التعامل مع دول محورية مثل مصر، والمؤسسات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي. نجاح هذه الجهود يتطلب رؤية واضحة تقوم على حماية المصالح السودانية وتوظيف أدوات دبلوماسية فعالة لتجاوز التباينات والعمل ضمن إطار يضمن استقرار المنطقة ويخدم مصالح السودان وشركائه الإقليميين.