1. بيان “تقدم” الصادر من عنتبي يكشف بوضوح عن حقيقة تقدم التي أصبحت أداة لخدمة أجندات خارجية تتعارض مع مصالح السودان وشعبه . الثورة التي تتشدق بها ، لم تكن في أصلها سوى مشروع خارجي صُنِع وأُعد بعناية من قبل قوى ومخابرات إقليمية ودولية لتحقيق أهداف محددة تخدم تلك القوى. وعندما عجزت الثورة المصنوعة وحكومتها “تقدم” عن تحقيق تلك الأهداف، تم الدفع بالبلاد إلى مستنقع الانقلاب والحرب :
2. إختيار”عنتبي” لعقد هذا المؤتمر ليس مفاجئاً في ظل تاريخ علاقة “يوغندا” المتوترة مع السودان منذ عهد حرب الجنوب والإنقاذ . وقد تحولت اليوم إلى منصة تخدم أجندات دول خارجية كخدمتها إبان مخطط ” الأمطار الغذيرة” ، حيث تستخدم المليشيا و”تقدم” من جملة العواصم الٱخرى نحو محاولات يائسة تهدف إلى تفكيك الجيش السوداني واستبداله بجيش مليشيا وحكومة مدنية عميلة من “تقدم”. هذه الاجتماعات، التي تتنقل بين العواصم الإقليمية، ليست سوى محاولات مكشوفة تسعى لتمزيق وحدة السودان ومؤسساته الوطنية.
3. يدّعي بيان “تقدم” تمثيله لقيم ومباديء ثورة ديسمبر، لكنه يتجاهل أن الثورة ذاتها باتت تُستخدم كذريعة لتمرير مشاريع لا علاقة لها بمطالب السودانيين. التحالف الواضح بين “تقدم” ومليشيا الدعم السريع، المدعومة خارجياً، يؤكد أن “تقدم” لا تسعى لتحقيق الحرية والسلام والعدالة، بل تعمل على تعميق المخطط عبر دعمها لمليشيا استهدفت الانسان والحيوان والمكان، وإرتكبت أفظع الجرائم والإنتهاكات بحق الشعب ، بما في ذلك الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة.
4. في الوقت ذاته، يدّعي بيان “تقدم” أن الثورة ما زالت تعبر عن تطلعات السودانيين، لكنه يتجاهل حقيقة قحت ثم المجلس المركزي ثم الجبهة المدنية قبل ان تستقر على “تقدم” كانت تلونات وتحولات للترويج لذاتها “العميلة” ، تحت غطاء ثورة ” كعجل السامري” تكشف عوارها وخوارها أمام شواهد العمالة إلى الأجندات الخارجية.
5. بينما يدعو البيان المجتمع الدولي للتدخل لإنهاء الحرب، فإنه يتجاهل أن دعم “تقدم” نفسه يأتي من دول إقليمية متورطة في تأجيج الصراع، وعلى رأسها الإمارات. هذا الدعم يتناقض مع ادعاءات الاستقلالية والمصلحة الوطنية، ويجعل من “تقدم” شريكًا مباشراً في استمرار الحرب وقتل وتشريد السودانيين.
6. يهاجم البيان حكومة بورتسودان بزعم افتقارها للشرعية، لكنه يغفل أن “تقدم” لا تمتلك أي تفويض شعبي أو اعتراف داخلي يمنحها الحق للحديث باسم السودانيين. حكومة بورتسودان، رغم التحديات، باتت تمثل وحدة السودان الإنسانية والجغرافية وتحاول الحفاظ على ما تبقى من الدولة السودانية، بينما تساهم “تقدم” في تمزيق البلاد وتقسيمها ، من خلال انحيازها الكامل لأجندات المليشيا والقوى الخارجية التي تمولها.
7. يدّعي البيان أن “تقدم” تسعى لمعالجة الكارثة الإنسانية في السودان، لكنه يتجنب إدانة مليشيا الدعم السريع التي تسببت في تفاقم الكارثة من خلال ارتكاب الفظائع، ونهب المساعدات، واحتلال البنية التحتية المدنية. هذا الصمت المتعمد فى زحمة إدانات المجتمع الدولي المعادي او الموالي للسودان ، فضح ازدواجية “تقدم” وتواطؤها مع مليشيا الدعم السريع على حساب أرواح السودانيين.
8. يدعو البيان لمناهضة خطاب الكراهية، لكنه يتجاهل دور مليشيا الدعم السريع في تأجيج النزاعات القبلية والعنف العرقي، بدعم من “تقدم” وخطابها السياسي الإقصائي الكرايهئ . هذا التناقض يعكس أن “تقدم” لا تسعى لبناء السلام، بل تهدف إلى تعميق الانقسامات لتحقيق مكاسب سياسية تخدم مصالح مُستخدميها.
9. يدّعي البيان العمل لتحقيق السلام، لكنه يتجاهل أن “تقدم” هى من ٱقرت الحرب كبديل حال رفض “إطار” سلطتها وتسلطها ، واستحالة أن تكون جزءاً من حل او أي تسوية مستقبلية بعد هذه السيرة والمسيرة الظلامية والدموية المترعة بالخيانة والعمالة والجاسوسية ضد شعب ووطن لفظ وتبرٱ من “تقدم” وبترها.
خلاصة القول ومنتهاه
“تقدم” لم تعد تمثل سوى جزء من الماضي السياسي السوداني البغيض والكئيب، الذي اتسم بالتآمر على الشعب وخيانة تطلعاته المشروعة. لم يكن لها، ولن يكون لها أي مستقبل في المشهد السياسي السوداني، بعد ما فقدت مصداقيتها وأصبحت أداة طيّعة لتنفيذ أجندات خارجية تُكرّس الانقسام وتعمّق الأزمة. الشعب السوداني، الذي يعاني من ويلات الحرب والانقسام، يدرك أن “تقدم” وأشباهها لم تكن يوماً في صفه، ولن تكون. تاريخها، المليء بالتناقضات والانحياز إلى قوى الهدم، يحكم عليها بالإقصاء من أي دور في مستقبل السودان الحر و المستقل.