الأخبارالمقالات

د. ميادة سوار الدهب تكتب : مشروع القرارالبريطاني روسيا وخطوات القطب الجديد

مشروع القرار الذي قدمته المملكة المتحدة و سيراليون لمجلس الأمن الدولي بهدف فرض واقع على الأرض بنشر قوات أممية تعنى بحماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية وهذه عبارات تستخدم لتضليل العام لصرف النظر عن الأجندة الخفية لهذه الدول لتمرير أهداف غير معلنة.
ياتي هذا المشروع في ظل حروب تشهدها الساحة الدولية أبرزها الحرب الاوكرانية الروسية والحرب الإسرائيلية على غزة اذ جاء هذا المشروع البريطاني مدفوعا باهداف استعمارية وتدخلات سافرة في الشأن الداخلي السوداني لاطالة امد الحرب باساليب مغلفة تحت بنود في ظاهرها وقف الحرب وحماية المدنيين والعمل على توصيل المساعدات الإنسانية وفي باطنها اهداف تسعى لتاجيج نيران الحرب التى اشعلتها مليشيا الدعم السريع في السودان الأمر الذي جعل السودان ساحة للتدخل الدولي تحت غطاء المؤسسات الاممية التي تشهد انحرافات خطيرة لادوارها الدولية في حفظ السلم و الأمن الدوليين نتيجة لاختلالات في ميزان العدالة الدولية وضعف هذه المؤسسات بسبب هيمنة بعض الدول عليها وعلى وجه التخصيص مجلس الأمن الدولي ، اللافت للنظر
تحركات المحور الروسي دوليا وتداعيات الحرب على اوكرانيا واصطفاف الدول الغربية في وجه روسيا جعل من مجلس الأمن ساحة للمواجهة وهذا ما ظهر جليا في القرار الاخير الذي جاء لصالح القضية السودانية مساندا لموقف السودان في الدفاع عن سيادته و استقلال قراره في اتون حرب وجودية ظلت لأكثر من عام ونصف في طي النسيان من قبل المجتمع الدولي الا من بعض مجهودات خجولة تجري من حين لاخر تدعو لوقف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية في مجلس الأمن الدولي والمجالس التابعة للأمم المتحدة
لذلك يتوجب على الدبلوماسية السودانية الاستفادة من هذه التحولات المهمة التي اعادت الأمل للاوساط السودانية والاقليمية في ظل حرب تهدد كيان الدولة وتسعى لتمزيق المجتمع السوداني
ويجب على القوى السياسية الوطنية استخلاص الدروس من المواقف الروسية التي تساند السودان في ظل تباعد مواقف المحاور الدولية التي ترمي الي المساومة في قضايا السودان وعلى وجه الخصوص الحرب المفروضة على السودان بمحاولات اضعافه من خلال حلول مجتزئة ومنابر دولية غير محايدة … موقف روسيا في مجلس الأمن يجب امعان النظر اليه بأن قطبا جديدا قد بدا في التشكل الأمر الذي يستوجب النظر باهتمام من القيادة السودانية لرسم ملامح السياسية الخارجية القائمة على تحقيق المصالح للأمة السودانية والأمر بالغ الأهمية هو العمل على توحيد الجبهة الداخلية والقوي الاجتماعية و السياسية وكافة قطاعات المجتمع تجاه المؤامرات التي تقودها بعض الدول الاستعمارية وتستغل فيها قوى تنسيقية تقدم تحت مسمى القوى المدنية لاعادة عقارب الساعة للوراء وفرض ذات القوى مرة أخرى لاستكمال مشروع هدم السودان بتحركات مشبوهة و هدامة وقيادات عميلة تعمل لصالح اجندة دولية واقليمية تحتم على جميع اهل السودان الوقوف والتصدي لهذه الأعمال التخريبة التي تستهدف الأمن والاستقرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *