المقالات

استراتيجيات .. د. عصام بطران يكتب : سفراء حمدوك .. ( المكتولة ما بتسمع الصايحة ) !!

– علاقة السفراء والدبلوماسيين تتجاوز منحنيات التماهي مع محددات الأمن القومي ، وتصرفات السفير في الدولة المضيفة تعكس مدى التزامه بمحددات الأمن القومي لبلاده خاصة إذا كانت حكومة وشعب بلاده لهم مواقف مسبقة حول حكومة المحطة الدبلوماسية التي ابتعث لها السفير…
– استعادت حكومة (قحت) عددا من الدبلوماسيين المفصولين من الخدمة تحت راية أن فصلهم قد تم تعسفيا وذلك خلاف الوقائع والحالات لكل دبلوماسي على حدا ، فمنهم من انتهت مدة عمله في المحطة الدبلوماسية وبحثا عن الوضع المادي الأفضل اختاروا أقرب الطرق للاستمرار في المخصصات (الدولارية) عبر طلب اللجوء إلى الدول الأوربية، ومنهم من اختار خط العمالة الدولية والتجسس وبيع المعلومات، ومنهم من اختار طريق الهروب من أحكام قضائية وقانونية، ليس ذلك فحسب وإنما تمت إعادتهم مباشرة إلى درجة السفير وفيهم من غادر في مدخل الخدمة الدبلوماسية (سكرتير ثالث) بعد مرور عشرات السنوات خارج إطار ممارسة المهنة الحساسة ذات الخصوصية لتنفيذ توجيهات الحكومة الخاصة بالسياسة الخارجية…
– عقب إجراءات ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ م انبرى عدد من السفراء المستعادين للخدمة في القنوات الفضائية يطلقون توصيف (انقلاب) على ما اتخذه البرهان من إجراءات لوقف الفوضى وإعادة الأمور إلى نصابها وأصبح كل سفير يغرد في سرب بعيد عن سياسات الحكومة وتبنى سياسات قحت المركزي حتى وصل الأمر إلى عدم الاعتراف برأس الدولة وصلاحياته بل عدم الاعتراف بالحكومة التي فوضتهم لممارسة العمل الدبلوماسي في الخارج…
– الطامة الكبرى لم تتجسد في هؤلاء (السفراء العملاء) ولكن تجاوز الامر إلى استمراريتهم في ذات المحطات الدبلوماسية التي تمردوا فيها على الدولة بعد اعتذارهم الشهير عقب استقالة حمدوك ليواصلوا في أجندة قحت المركزي حتى بعد زوالها وظل السفراء والدبلوماسيين الذين سبق أن وقعوا على مذكرة يرفضون فيها الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش في 25 أكتوبر بل عادوا لمباشرة مهامهم بالوزارة والسفارات بنفس الأجندات الهدامة التي وصلت إلى حد المولاة لحكومات الدول الأعداء المبتعثين إليها…
– في المرة الاولى (شطب) حمدوك كل قرارات وتعيينات البرهان وأعاد الدبلوماسيين الذين خرجوا على الدولة وتحدوا البرهان ، والثانية اعتذارهم الملغوم للعودة الى العمل واخيرا تمرد بعضهم على توجيهات وزارة الخارجية…
– ادراك عامة السودانيين وقادة الراي العام والنخب السياسية بأن بقاء الدولة السودانية واجب وطني وهو واجب يلعو ولا يعلى عليه وخط احمر يتجاوز المجاملات والتماهي مع عملاء حمدوك في ممثليات السودان بالخارج فمتى يدرك البرهان ووزير خارجيته تلك الفاجعة التي تهدد الامن القومي السوداني بوجود سفراء حمدوك على مفاصل المحطات الدبلوماسية بالخارج ، لقد بح صوتنا ولكن المكتولة ما بتسمع الصايحة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *