المقالات

على كل..محمد عبدالقادر يكتب : جلسة مع الفريق الكباشي

مازلتُ أتذكر الجلسة التي جمعتني بالفريق اول شمس الدين الكباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة فى زيارتي الاخيرة لبورتسودان، بدأ الرجل هادئاً مطمئناً وواثقاً من النصر وكأنما يراه رأي العين للحد الذى اغاظني أدهشني وطمأنني فى وقت واحد
حدثني الجنرال حينها عن كل شيء ولم يقل شيئاً، وقد كنت احثه فى كل مرة على فتح كنانة الاسرار والمعلومات حول الصعوبات والمتاعب التى يجدها الجيش وهو يقاتل المليشيا المتمردة ، فيصر على قوله انه يريد الاستماع لأن ( الصحفيين عندهم المعلومات وعارفين اي حاجة).
كان الكباشي يتحدث داخل صندوق المعركة دون أن تشعر بانه وجل او خائف من المستقبل، لكنه أصر أن يزاوج فى حديثه بين تصاعد أُوَارُ المعركة وبين ثقته فى أن النصر قريب دون ان يغادر مربع الثقة والتطمين والاحساس الصادق بأن ( النصر قريب).
والكباشي الذى بيني وبينه ود مبذول ونقاء موصول لم أكن من مرتادي مكتبه كثيراً قبل الحرب، لكنه كان يدهشني بمتابعة دقيقة لما نكتبه انا وزملاء القلم، ويفاجئني بتلخيص واف وقرءات معتدلة وقدرة على التحليل والوصول الى خلاصات منطقية لاتضل طريقها نحو التحقق
فى ذلكم اليوم شعرت ان( قراءات الرجل فارقة) ، وما كنت أعلم ان رؤيتي المدفوعة بالقلق والمحكومة بإحداثيات سقوط المناطق فى ذلكم الوقت ( هي الفارقة)، غير اني لم أتجاوز مطلقاً مربع الثقة فى ما يقوله الرجل وما يفعله كذلك فى وقت كان فيه التفاؤل صعباً والقطع بقرب الانتصار على المليشيا المجرمة أقرب من رؤية (الغول والعنقاء والخل الوفي).
كان الرجل فى ذلك الوقت الملبد بغيوم الإحباط ، ويتوالى سقوط المدن والفرقان يختط نحو التفاؤل طريقاً لا يراه إلا هو، والأمر عندي لم يكن نبوءة بقدرما كان يقيناً بأن الكباشي (راقدلو فوق راي)، وانه يتحدث من كابينة القيادة، ومن موقع المشرف القريب من العمليات، لذا فقد لزمت ما عزز من إيماني الذى لم يتسرب اليه الشك مطلقاً فى اننا سننتصر، كنا نقولها هكذا وبلا حيثيات ثقة فى الجيش الذى لايهزم ، وفى إرادة الله الغالبة ومشيئته الغلابة وايماننا بان الحق أبلج والباطل لجلج، وان دعوات الصادقين من أهل السودان لن تضيع هدراً
خلال اليومين الماضيين تذكرت لقائي بالكباشى وتلك الجلسة المكللة بالثقة واليقين،وأنا اتابع اشراف الفريق الكباشي المباشر على سير العمليات العسكرية بعدة محاور بولاية النيل الأبيض وسنار حتى إلتحم جيش سنار بتماسيح النيل الأبيض وتم فتح الطريق القومي سنار ربك.
تبينت لحظتها كم كان الرجل واثقاً من نهاية المليشيا التى قال فيها قولته قبل بدء الحرب، وقد كان الأقرب كذلك في قراءة الشر الذى يمكن ان يجره الهالك حميدتي على البلاد والعباد.
وجود الكباشي فى ميدان العمليات قرَّب كثير من الصور التى فتحتها تلكم الجلسة ، وجعلني قريباً من الثقة المتجددة التى وفرها ظهوره بين أبطال القوات المسلحة، وضاعف من رصيد يقيني بأن النصر قريب وقد بات فى متناول اليد تماماً ..
نبارك للفريق كباشي صدق نبوءاته، وتنزل رؤيته على واقع الأحداث فتحاً مبيناً ونصراً يفتح بيننا والأمل فى سودان خالٍ من الجنجويد، ونسأل الله ان يستكمل بهمته وجهد ابطال القوات المسلحة لوحة الفتوحات وفيوض الانتصارات…والف مبروك ما تحقق حتى الٱن، والقادم أحلى وأروع بإذن الله مع جيشنا الهمام وقواته المساندة..
*صحيفة الكرامة*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!