المقالات

المواطن السوداني بين شركات الطيران الوطنية والأجنبية بقلم : عبد الله المحمودي

في خطوة كشفت عن مدى الاستغلال الذي تمارسه بعض شركات الطيران السودانية للمواطنين، أعلنت الخطوط الجوية الإثيوبية عن أسعار مخفضة بشكل كبير على رحلاتها من بورتسودان إلى عدة وجهات دولية، بما في ذلك أديس أبابا، دبي، مسقط، جدة، الهند، والكويت. تراوحت أسعار التذاكر بين 557 ألف جنيه و858 ألف جنيه، وهو ما يعد انخفاضاً كبيراً بنسبة تتراوح بين 35% و50% مقارنة بأسعار شركات الطيران المحلية.
هذا الإعلان جاء في وقت يعاني فيه المواطن السوداني من ضائقة الحرب وتداعياتها المدمرة على الحياة اليومية. كان المتوقع أن تتعامل شركات الطيران السودانية مع هذه الظروف بقدر من المسؤولية والتعاطف مع الشعب، ولكن بدلاً من ذلك، استمرت في استغلال تلك الظروف الصعبة لتحقيق أرباح غير مشروعة.
الأكثر إثارة للاستياء هو لجوء بعض هذه الشركات إلى استمالة من بيدهم القرار لضمان استمرار استغلال الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن البسيط. الهدف كان واضحاً: تكوين ثروات طائلة على حساب معاناة الشعب السوداني.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد استُخدمت الأموال غير المشروعة لحملات إعلامية لتبرير الأسعار الفاحشة وغير المنطقية.
وما يثير الاسى أن بعض الأقلام رغم إدراكها العميق بأن مبرراتها لا تقنع أحدا استمرت في الدفاع عن بعض هذه الشركات، غير آبهين بمعاناة الشعب الذي يدفع الثمن. والأسوأ من ذلك أنهم يحاولون بمنطق معوج أن ينحازوا إلى مصلحة بعض الشركات بدلا عن المواطن مما يطعن في النزاهة ويضرب المهنية والمواثيق الأخلاقية.
وفي الأفق، ظهرت شركات طيران جديدة تسعى لكسر احتكار الشركات المحلية وزيادة العرض لصالح المواطن. ومع ذلك، لم تسلم هذه الشركات الجديدة من الهجوم والسباب من قبل نفس الأقلام التي تسعى لتشويه سمعة كل من يعمل لمصلحة الوطن والمواطن. هؤلاء باعة الكلمة معروفون جيداً، ورغم قلة حيائهم وجرأتهم، فقد أصبحوا أكثر خطورة على الوطن والمواطن من بعض شركات الطيران المستغلة لظروف المواطن.
يجب على الدولة ليس التدخل لصالح طرف وإنما الانحياز للمواطن عبر تشجيع المنافسة وإنهاء الاحتكار.
من الآن، يجب أن يكون واضحاً للجميع من هم أعداء الوطن والمواطن الحقيقيين: ليس فقط بعض شركات الطيران المستغلة، بل أيضاً من يبيعون ضمائرهم لخدمة الفساد والاستغلال البشع لظروف الحرب.
ليت شركات الطيران والناقل الوطني ان ترعوى وتعود لرشدها بعد فضح الطيران الأجنبي أمرها وفند إدعاءات التكاليف الباهظة للتشغيل التي ظلت تلك الشركات تتخذها ذريعة ودرقة لاطماعها فها هي ذات الناقل تخفض اسعارها ولا نعتقد انها يمكن ان تعمل بالخسارة.
درجنا في السودان ان يرأف على حالنا وتقدم يد العون دول وأهل الخارج في ظل استغلال الإنسان لبني جلدته ضاربا بالظروف المحيطة به عرض الحائط.
ما زال هناك متسع للمراجعة والتراجع واللحاق باسعار الناقل الاجنبي الذي وجد له متسع في مدرجات مطاراتكم وقطعا سيسحب منكم البساط بشكل أو بآخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *