ولانهم يعلمون ان سودنة القوات المسلحة فى العام 1954 كانت حدثا ملهما لتحقيق التماسك الوطني واكمال الاستقلال ، وتوحيد السودانيين، فقد جاء استهدافهم للجيش ( مسمار النص) الذى ظل يحافظ على وجود الدولة السودانية باعتباره المؤسسة الوحيدة التى يتفق حولها السودانيون ويدينون لها بالوفاء والتقدير والاحترام ، هم يدركون تماما ان مخططات النيل من بلادنا لن تكتمل الا بتدمير قواتها المسلحة.
الحرب التى تدور الان ماهي الا واحدة من حيل واساليب عديدة تم تجريبها فى السابق لتفكيك الجيش ووضع السودان امام خطر التقسيم وتفتيت الدولة، لذا فلاغرابة ان استهدفت مليشيا ال دقلو القائد العام للقوات المسلحة صبيحة يوم السبت الاسود الموافق الخامس عشر من ابريل العام الماضي..
نعم تابعنا المخطط المستمر من قبل جهات عديدة تسعي لتفكيك البلد وتمزيق ما تبقي من وحدتها باستهداف بوابات الحراسة الامنية وتفتيت صلابة ( عضم السودان) جيشه الباسل الذي يعني تفكيكه دخول البلاد في دوامة الفوضي وانهيار اخر كتلة وطنية صلبة يمكن ان تعصم البلاد من الانهيار والضياع .
اشعلوا نار الحرب فى المحاولة الاخيرة لحرق السودان عبر استهداف جيشه، وبعد ان فشلت ثورتهم المزعومة فى اقناع السودانيين بشعارات اضعاف القوات المسلحة من شاكلة ( مغليش معليش ما عندنا جبش) ، بالمناسبة لم تات هذه الشعارات عفو الخاطر ، وانما صيغت لضرب قيم واهداف محددة ارادت للسودانيين الخروج من سياج الاحترام تلذى يبذلونه للقوات المسلحة ، وفى حلقة اخرى من سلسلة التامر جاؤوا بالاتفاق الاطاري الذى سعوا من خلاله لاعادة هيكلة القوات المسلحة تمهيدا لاضعاف الدولة السودانية وهددوا يومها اما الاطاري او الحرب.. فقامت الحرب.
فى عيده السبعين ، تفيض اعيننا بالدمع وهي تتابع البطولات والتضحيات التى يقدمها البواسل من ابناء القوات المسلحة فى مواجهتهم لتمرد مليشيا ال دقلو المدعوم اقليميا ودوليا، يشعروننا بالفخر وهم يعملون على اعادة الامن والاستقرار والعزة للشعبالسوداني وقد سامه
المتمردون سوء العذاب وجعلوه ما بين قتيل وجريح ونازح ولاجئ.
ما عسانا ان نقول لجيش ظل يقاتل (60) عاما بلا كلل ولاملل، وما ان يفرغ من حرب الا ويسرج خيله لمعركة اخري..
ماذا نقول والجيش يستقبل عيده فى الخنادق ممسكا بالبنادق للعام الثاني على التوالي ويقدم الشهيد تلو الشهيد، وكيف يمكننا ان نكافئ الجيش في عيده السبعين ، وقد ظل السند والملاذ لكل السودانيين، الذين يتابعون بسالته فى التصدي لانقلاب ال دقلو .
يستحق الجيش الوفاء لانه ظل صماما لامان السودانيين وحارسا لوحدتهم ومنافحا عن قيمهم وحقهم في الحياة الفاضلة الحرة الكريمة منذ تاسيسه، خاض الحروب وخبرها في كل الجبهات، كانت القوات المسلحة وستظل الصخرة التي تتحطم عليها كل محاولات النيل من سوداننا ، المعتد بجيشه والمؤمن بان المؤسسة العسكرية هي اكبر حزب يلتف حوله الناس حين الباس واحمرار الحدق.. ( ساعة الكوع يحمي ويحر الدواس) .
افضل مانهديه لجيشنا فى هذه المناسبة ماحدث من التفاف حوله خلال حرب المليشيا ،فقد كشفت الحرب ان السودان لايمكن ان يكون دولة دون وجود القوات المسلحة الجهة الوحيدة التى يجمع حولها السودانيون.
سيظل الجيش السوداني عصيا علي محاولات العبث بوجوده ومقدراته ودوره في المحافظة علي حدود الخريطة وتامين الشعب السوداني، فالجيش اخر ما في ايدينا للحفاظ علي ما تبقي من وطن..
لقد كشفت حرب الكرامة قيمة الجيش لدى المواطن وبينت للشعب اهمية وجود القوات المسلحة قوية ومنيعة باعتبارها الضامن الوحيد الان لبقاء السودان..
الجيش وبما اظهره من صلابة وتماسك وقتال فى مواجهة الجنجويد يستحق كل التقدير والاحترام فالتحية لقيادته ولابطاله المنتشرين على طول وعرض الخريطة يقدمون الانفس رخيصة فى سبيل ان يبقي هذا الوطن عزيزا، والتقدير لكل وحداته التى تقدم فى كل يوم دروسا فى الوطنية والفداء ولمنظومة صناعاته الدفاعية، وقد ظلت فى الموعد عبر الاسناد المدني والعسكري حتى اصبح الجيش قوة ضاربة تنتج اسلحتها دون ان يحتاج السودان للاستعانة بالخارج، التهنئة للجيش وللشعب السوداني بعيد القوات المسلحة ، وسنظل نقف معها دائما مرددين شعار (جيش واحد شعب واحد)، والرحمة للشهداء وعاجل الشفاء للجرحى واسال الله ان نحتفل بالعيد القادم وقد تطهرت البلاد من دنس المليشيا ورجس العملاء، وصلت فجر الخلاص حاضرا فى محراب الوطن الكبير.
الكرامة