* منذ أن اعلنت الحكومة السودانية موافقتها بالتفاوض غير المباشر مع المليشيا المتمردة في جنيف برعاية الأمم المتحدة، و الخاصة بتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية و حماية المدنيين ، رغم أن منبر جدة التفاوضي مازالت مفتوحةً أبوابه لم تغلق و أنه ادرج ذات الموضوعات بل ذهب لاكثر من ذلك بمناقشة خروج المليشيا من الأعيان المدنية و المؤسسات الحكومية .
* بيد أن المليشيا المتمردة لم تلتزم بما تعهدت به في منبر جدة رغم سعيها الحثيث في مواصلة التفاوض عبر منبر جدة أو أي منبر آخر و لكن تعطل منبر جدة لأسباب متعلقة بالمليشيا المتمردة نفسها .
* من المعلوم أن الراعين للتفاوض و المسهلين له في جدة هم السعودية و الولايات المتحدة الأمريكية فلماذا تحبث أمريكا عن منبر آخر و تستعجل التوصل لإتفاق بين الحكومة السودانية و مليشيا الدعم الصريع ؟؟ .
* الاجابة على هذا السؤال تستلزم الوقوف قليلاً و قراءة الواقع على الأرض سياسياً و عسكرياً ، حيث الإنتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة و القوات المشتركة في الخرطوم و دارفور و تحييد كثير من الحواضن الإجتماعية للمليشيا و الإختراقات الخارجية للدبلوماسية السودانية في علاقات السودان الخارجية و بالأخص روسيا و إيران .
* إن كل ما ذكرناه أعلاه جعل أمريكا تمسك بالملف دون أن ينوب عنها أخد حتى من حلفائها القربين في المنطقة ، و الضغط الذي تشكله إستمرار الحرب في السودان و الإنهاك المادي و الدبلوماسي الذي أصاب حليفتها دويلة الإمارات و فشلها في مهمتها بعد أن كانت غاضة الطرف عنها لشئ في نفسها .
* إن الاختراق الذي أحدثه السودان في علاقاته الخارجية و إعداد ملف إدانة المليشيا و من دعمها من الدول و الدفع به للمنابر الدولية و أهمها مجلس الأمن الدولي حيث برع المقاتل بدرجة سفير السفير الحارث في عرض الملف بقوة الجندي في أرض المعركة ، فكان لابد من تغيير خطة التعامل مع ملف الحرب في السودان من قبل الرعاة و الداعمين .
* لكن بعد التحشيد المعنوي الذاتي للشعب السوداني و فضح دور دول الجوار و الإقليم في دعم المليشيا مادياً و سياسياً ، هل يرضى الشعب السوداني التنازل مما حققه من مكاسب في توحيد الحبهة الداخلية و تبني دعم القوات المسلحة و القوات النظامية و الإحتفاء بما حققوه من إنتصارات على المليشيا المتمردة في كافة المحاور و إفشال مخطط التآمر على السودان و شعبه .
* لقد إنتظمت الحملات الرافضةً للتفاوض مع المليشيا في القرى و المدن بل إمدت لخارج السودان و كان ذلك واضحاً من خلال الوسائط الإعلامية و الإسفيرية ، بل هناك من يعتبر أن التفاوض خيانة للجنود في الميدان و بيع لدماء الجرحى و الشهداء و تنصل من صيانة حقوق من نُهب و هُجر و أنتُهك عرضه .
* أنا لن اذهب شططاً في تخوين القيادة لمجرد عرض مبدأ التفاوض سواءً في جدة أو جنيف و لكن على ماذا نتفاوض ؟؟ ، و قد قربت الحرب على الإنتهاء بهزيمة المليشيا رغم إستمرار مؤثراتها و نتائجها ، و أيضاً قال الشعب كلمته في دعم الجيش و مؤسسات الدولة في القضاء على ما تبقى من المليشيا ، فلماذا ننفخ الروح في جسد المليشيا الميت و الممزق إلى اشلاء؟؟ لكي ترضى أمريكا و نخسر ما كسبناه من علاقات مع حلفاءنا الذين خسرناهم بسبب تصرفاته و رعونة قحت و المليشيا.
اترك رد