*البصيص
*بوصفى من ضحاياها ، نازحا ، ومشروعا للاجئ يقاوم المغادرة محبة فى بلدى ، أتتبع أوضاع أهلى السودانيين الفارين من جحيم الحرب ، ويخفف عنى وجودهم على قيد الحياة رغم المعاناة بين المنازح والملاجئ ، فالحى مصيره يلاقى الحى ، والدعوات بالرحمة لكل من يرحل بسبب الحرب وتداعياتها ، والأمل والرجاء لايجفان من معين الإيمان بالعودة للحياة الآمنة وفى ظروف أفضل ، ويوجعنى مر التقلب على فراش العدم والتحاف اليأس فى رسائل طلب العون للطعام والعلاج والمسؤول ما أحسن من السائل ، والتفرزع الأسرى والمجتمعى الأشد إيلاما ، ويخفف عنى ، إيمانا لا ينقطع ببصيص أمل ، ببعث جديد ومختلف ، فالدولة هاهى مؤقتا منصوفة و لازالت قائمة ، والحياة دابة فى الولايات غير المتأثرة كما المبتلية ، فى ولاية القضارف حيث أقضى فترة نزوح ضيفا مكرما من أهلها ، إستعدادات تجرى لإستئناف الدراسة ، تتزامن مع بدايات الموسم المطرى ، وأعمال ميدانية حثيثة لإنجاز المرحلة الأولى ، فى غضون أسابيع ، بخفج الطبقة المساعدة لطريق القضارف الدندر فتخفق الحياة ، الفريق مهندس بحرى ، إبراهيم جابر ، مساعد القائد العام ، عضو مجلس السيادة الإنتقالى ، يستقل مروحية عسكرية لقلع النحل للوقوف على عمليات بناء وتشييد الطريق ولتققد اوضاع وأحوال المواطنيين هناك . التضامن للإبقاء على هذه المظهرية الحيوية ، فرض عين على الجميع ، للمحافظة على دولة اشسع لازالت بالحياة تنبض ، الإشتراك فى تأمين هذا الشسع من خطر وصول الحرب ، يسهم فى إستعادة الولايات الخارجة عن سيطرة الدولة ومؤسِستها والفترة الإنتقالية القوات المسلحة السودانية ، بنظاميتها وتراتبية أقدمية الإلتحاق والإنضباط
*بالإبرة
*والإلتفاف حول مؤسستنا العريقة وقواتنا المسلحة يبدأ بالإعضاد لأسباب وعناصر وجودها والإبتعاد عن النيل السالب والعض على الموجب ، والتقدير لإنحيازاتها التاريخية للشارع وجنديتها الحالية التى تبلى فى مسارح ولا أصعب ، والدعم مطلوب لقائدها العام ، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، رئيس مجلس السيادة الإنتقالى ، الذى تضعه المقادير أمام تحديات ومخاطر جسام ، منذ تقدمه بالإنحياز للثوار درجة ، عن المفتش العام ، للقائد العام بالتراتبية ، وإمرة الشارع لإدارة فترة الإنتقال ، ومن يومها يعمل مبضعه ، إبرته ، لما يسميه الحفر بالبطئ ، الحفر بالإبرة مصطلحه الأشهر ، الذى أطلقه فى إفطار رمضانى أقامه قبل اندلاع الحرب بساعات ، مساعده وعضو مجلس السيادة الإنتقالى الفريق ياسر العطا بمنزله بالمهندسين وكنت عليه من الشاهدين ، ولكأن القائد بهذا الإطلاق الشهير ، يشير مقدما للإبطاء فى التعامل مع الأمور ومحدثاتها إن بلغت درك الحرب ، وأصدق تصريح للبرهان بعد الحرب بأيام ، لا أحد يعلم متى وكيف تنتهى الحرب ، مدركا بحقيقة الموقف داخليا وخارجيا ، ومع تقلبات المعركة ، لم يغير جوهر هذا التصريح بالوعد فى مناسبة وغيرها بقرب موعد الحسم
**الخطاب
*وأذكر موضوعية وحيادية خطاب للعطا فى تلك الليلة الرمضانية بمثابة خارطة طريق للأخذ بالفترة الإنتقالية قدما ، تلاه البرهان بكلمة الحفر بالإبرة فى إشارة لصبر الجياشة على خلافات ومصاعب قوى الثورة والفترة الإنتقالية ، وصبرهم على الحرب لتحقيق النصر ، والمعركة جولات والمحصلة بالنهائيات ، وواقع ما بعد سقوط نظام الإنقاذ ، لازالت تصيغه تداعيات الحكم الأطول وإفرازات سياساته وقراراته وتكوينه لقوات الدعم السريع المستغلة فترة السيولة الشاملة والعداء للمؤسسة العسكرية الأم ، فى التوسع والتسلح مستفيدة من حالة التهاون العام بسبب التقاطعات العسكرية والأشواق المدنية ، فللكل مشاركة بمقدار ، فى قوة شوكة الدعم السريع ، قيادة الجيش إزاء الروح الثورية العدائية الطاغية للعسكرية ، ربما قدرت ضرورة غض الطرف عن توسع الدعم فى التسليح بأمواله وسحب البساط تدريجيا من تحت أقدامه غير انه أسرع ، والغض بحسبانه جزء من القوات المسلحة والدمج مسألة وقت ، وبالسياسة يصبح ذروة درامية الخلافات ، ويصعب الإستحواذ على ما يكتنز من أصول . هذا لاينفى مسؤوليات أخطاء مشتركة مرتكبة ، و أول عتبات الوصول لإتفاق للتعامل مع الواقع المزرى ، الإقرار بمشاركة الجميع بنسب تتفاوت فى تنامى قوة الدعم ، مع إستبعاد بعضٍ الخروج عن الصف وإعلان التمرد وشن الحرب على القوات المسلحة ورويدا رويدا على الدولة والمواطن
*ضحايا
*الإشتراك فى تهيئة الأجواء للحرب ، يحتم باتفاق المشاركة لإنهائها بدعم القوات المسلحة وقيادتها الحالية ميدانيا وسياسيا ومجتمعيا ، وهى أحد ضحايا، قمة جبل خلافتنا المُرحلة ، غير المسلمة ، والمشمرة عن السواعد لإكمال أشواط الحرب بالحسم أو السلم ، برضاء الجميع ، و من ثم إعادة تأسيس الإنتقال الهلامى ، بالإستجابة لأصوات ومطالب المواطنين عبر صناديق الإقتراع والإستفتاء بعيدا عن منهج الإقصاء ألمتبادل أهم أسباب الحرب . والمخرج الموضوعى الأقرب والمتاح لصعوبة إعادة مشهد و افتتاح مصنع إنتاج ثورة ، تحت أى مسمى فى خضم هذه المعمعة ، والمخرج بعد التضافر لإنهاءالحرب اللعينة فى العودة لمنصة تأسيس الإنتقال لتحقيق المطالب النوضوعية ولإرساء مبادئ الحساب والعقاب ، بروح جمعية ونظرة كلية واحترام للمؤسسة العسكرية والنظامية والأمنية ، دون إغفال للأشواق المدنية
*الخياران
*وتقتضى خطورة الحرب المهددة لوجودنا وبقائنا ، دعم إدارة المرحلة وقيادة البرهان لحسم المعركة باى الخيارين المتاحين الذين لا ثالث لهما ، و العمل على تهيئة حقيقية لسائر القوى السياسية ومختلف المجموعات والمنظمات والتشكيلات المجتمعية ، وعونها للإستعداد للمشاركة الإيجابية بالمال للتسيير ، لتبتعد عن هيمنة أصحاب الراساميل الكبيرة وعن الوقوع فى قبضة الغريب الداعم لأشياء فى نفسه ، وفقا لتصريحات سابقة للعطا ، قيادات الجيش يؤلمها إتهامها فى شخص البرهان بخيانة وبيع الوطن بينما هو يشترى وجوده لأهله بخوض المعركة وعدم الإستسلام الذى يعنى لو تم منتهى الخيانة . لم تكن شعارات إضعاف الجيش من مطالب الثائرة ، بل عملا خبيثا ظاهره الإصلاح وباطنه الإفساد ، و إفشاء لأنشطة وسلوكيات مدمرة ، و توارت من وراء كالوس ، كتل بعينها ، توارٍ خبيث من مشعلات الحرب ، والتقييم المنصف لتصدى القوات المسلحة للحرب ، بالنظر للتعقيدات الداخلية والخارجية المصاحبة والإمداد المستمر للمتمردين بالعتاد والبشر
*الصفرية
*وللقائد العام تقديرات ميدانية لإدارة المعركة ، لتقليل الخسائر البشرية خاصة فى أسابيع الحرب الأولى و العاصمة لازالت مكتظة بسكانها بين مصدق ومكذب ، ولتجنب الحصد الجماعى للأرواح بأرقام كبيرة ، باستخدام القوة المميتة ضد أسلحة التمرد الثقيلة والمتقدم والمتمركز فى مناطق المواجهة الصفرية والمتغلغلة قواته بعتادها داخل الأعيان المدنية والأحياء السكنية ، وباستطلاعات متفرقة لرتب عاملة وأخرى متعاقدة ، تتفق على وصف القائد العام بالعسكرى المحارب والشجاع والمعد للإدارة ، غير هذا ،فهو ابن بلد و عمل فى مختلف أرجائه ويبدو على وئام مع كل مكوناته ، وكما ينزع للإحتكاك بمختلف قوى الشارع والشباب منهم خاصة يغازلهم بعباراتهم ، قبل رمضان الفائت صادفت احد ابنائه مستنفرا بشمال شندى ، وبطبيعة الحال لا يتوافر قائد على إجماع مطلق. وخشية على المدنيين العزل ،تعقل ربما القائد فى إعطاء الأوامر لإشتباكات ساخنة فى المواقع الآهلة ،قضيت زهاء العام ببحرى وأتصور الضحايا بالملايين حال تعجلت القوات المسلحة للحسم بالقوة المميتة ، وأخف الأضرار من الموت بالملايين ، النزوح واللجوء بالملايين والثروة الإنسانية تعويضها الأصعب حتى فى الظروف الطبيعية والحياة المستقرة والآمنة ، وبوصفى نازحا ومشروعا للاجئ ، استشعر كل مرارات الفقدان وأشدها فى الأنفس وقد عايشت إستشهاد ثلة بصورة وأخرى وسط أجواء كالحة ، ولا مجيب بين البشر لمستغيث ، وضعية المواجهة الصفرية تفرض على القائد العام ، خيار الحرب الإستنزافية ، وما من معركة فى الدنيا بدون أخطاء لقيادتها وقاعدتها ، دون إغفال لمصاحبة التوفيق ومجافاته حتى للخطط بالغة الإحكام ، معركة أحد فى قاموس السيرة خير شاهد ودليل
*المؤسس
*القراءات الموضوعية لأجواء وبيئات الحرب ، مهمة لإلتماس الأعذار للأخطاء فى دائرة تحرك ضيقة ، مع إسداء النصح من الخبراء جهرا وسرا بالتواصل ومراعاة الفوارق بين التنظير والتطبيق ، و الميدان أرض المفاجآت، الدعم المطلوب للقوات المسلحة لإدارة معركة الوجود المستعرة ، تعزيز الثقة فى قيادتها القائمة وسط ظروف شائكة ، تخبر عنها التعقيدات المحيطة . والحروب ليست مباريات للتنافس فى ميادين هادئة ، مشروع فيها التغيير والتبديل للإعانة على الكسب ، ويصعّب على قيادة الجيش إدارة المعركة ، تحمل عبء المسؤولية كمؤسس لحقبة الإنتقال الأخير التى بعدها إما يكون السودان أو لا يكون ، حرب تدور فى حقبة تشهد تقاطعات المصالح الحيوية وبروز المهددات الأخطر بين داخلية وخارجية ، فى عالم قواه الكبرى ماديا تعمل على المحافظة على أوضاعها ورفاهية شعوبها ، بالسيطرة على كنوز وخيرات الآخرين ، و الداعى كما هو حال عالم اليوم ، يدعو القوى الكبرى لإستخدام أسلحة الإفناء المتعددة وعلى رأسها المخدرات وخلق الفتن بين المستهدفين وإشاعة ثقافة الإنحلال لضرب اللحمة الأسرية والمجتمعية السودانية قوام الدولة ، ومن بين أسلحة الإفناء إشعال أو دعم إشتعال الحروب الصفرية التى تجنبها المضار والخسائر وتعينها إقتصاديا برواج تجارة السلاح ، والهدف إيقاع الخسائر البشرية وسط جنسيات لا تستحق بأطماعها الحياة ، وهكذا تتسع الدوائر هنا وهناك لحرق شعب دولتين او ثلاث بحرب واحدة بأخبث مخططات المرحلة التى يمكننا تجاوزها بدعم قيادة الجيش القائمة لتمرسها فى التعامل مع واقع معقد المعادلات ، وواجب إقدام كل متلجلج للإصطفاف وتقديم ما يستطيع من قول وعمل ، والضر هاهو يمسسنا نازحين ولاجئين مكلومين ، الإتفاق الداخلى على خطر المعركة الحالية على الوجود ، لم يعد محل نقاش وجدال وينبغى منافاة طرح الحلول لخطابات الحب والكراهية ، المحسوبية والإقصائية ، وتلك البغيضة القبلية والجهوية ، هى بلاوى تعقيد الإنتقال وأسباب الإشتعال*